بمناسبة الذكرى الـ22 لرحيل الرئيس كيم إيل سونغ

مضت 22 سنة على وفاة الرئيس كيم إيل سونغ.. لكن الكوريين مازالوا يمجدونه ويحنون إليه دائماً.

يمكن القول إنه يبقى حياً إلى الأبد في قلوب أبناء الشعب الكوري، نظراً للمآثر العظيمة التي اجترحها من أجل الشعب طول حياته، وسماته الشعبية السامية.

ولد الرئيس كيم إيل سونغ كابن للشعب وكرس كل ما لديه من أجله..إذا زرت بيونغ يانغ في كوريا، فتجد كوخاً ذا سقف قشي واطئ في مانغيونغداي، حيث ولد الرئيس كيم إيل سونغ وقضى أيام طفولته.

كان مثل هذا الكوخ المزري شائعاً في كل قرية من قرى كوريا في أوائل القرن الماضي، حين كان الإمبرياليون اليابانيون يحتلون كوريا بالقوة العسكرية (1905-1945). حقاً إن آثار الآلام والشقاء التي عاناها الكوريون في تلك الفترة تتراءى أمام الناظرين من ذلك الكوخ. ولد الرئيس في ذلك الكوخ وترعرع فيما هو يرى عن كثب تعاسة أبناء الأمة التي يرزحون تحت وطأة الفقر المدقع والحرمان من الحقوق، وحين بلغ عمره بضعة وعشر سنوات، انطلق إلى طريق النضال الثوري، عازماً على وضع حد لسيطرة الإمبرياليين اليابانيين الاستعمارية وبناء عالم جديد للشعب على أرض كوريا.

كان جل همه هو إنقاذ الشعب الذي يئن في ورطة من التعاسة والضيق، وكان قلبه مفعماً دائماً بالإيمان والإرادة لتوفير الحياة الحرة والسعيدة للشعب. وحين حقق الرئيس الأمنية الدهرية المنشودة للفلاحين الذين كانوا أغلبية ساحقة من سكان كوريا بتطبيق الإصلاح الزراعي، عقب تحرير البلاد (15 آب 1945)، انطلق من رسالته السامية للتفاني من أجل الشعب كابن له.

كان الرئيس كيم إيل سونغ يشاطر الشعب الأفراح والآلام دون أي تكليف.. كانت عقيدة طوال حياته هي أن الثورة بطبيعتها عمل لتفتيح أزهار المحبة للشعب، وإذ وثق بالشعب واعتمد عليه فإنه سيخرج ظافراً على الدوام.

كان الرئيس دائماً بين الشعب، وجعل نفسه واحداً منه طوال فترات نضاله الثوري لاستهلال قضية استقلالية الشعب وتحقيقها. كان الرئيس كيم إيل سونغ يتمتع بالثقة والتأييد المطلق من جانب أبناء الشعب طوال حياته.. حين فارق الدنيا في تموز عام 1994 قالت وسائل الإعلام في العالم كله إن الرئيس كيم إيل سونغ هو أقدم سياسي في العالم تولى رئاسة الدولة لمدة أطول من غيره.

لقد استطاع أن يقود البلاد والشعب لمدة خمسين سنة تقريباً بعد تحرير كوريا في عام ،1945 بفضل تأييد الشعب وثقته المطلقة به. كلما واجه الشعب الكوري فترة عصيبة، وضع ثقته المطلقة في الرئيس وأسند إليه مصيره كلياً. فقد كانت ثمة عاملة قالت للرئيس إنه لاداعي للقلق على إعادة البناء بعد الحرب، رغم أن كل الأشياء قد تحطمت بقساوة بسبب القصف والفظائع الوحشية التي قام بها الإمبرياليون الأمريكيون في فترة الحرب الكورية.

إن سر تحول كوريا إلى دولة اشتراكية منيعة تأخذ بأسباب السيادة والاستقلال الاقتصادي والدفاع الذاتي يكمن في أن جميع أبناء الشعب يثقون ثقة مطلقة بقائدهم ويتحدون حوله بقوة. الرئيس كيم إيل سونغ سيبقى خالداً في قلوب البشرية التقدمية في العالم كله.

 

العدد 1107 - 22/5/2024