رمضان.. وعود.. وآلام !

..لأنه شهر الخير والبركة، ولأنه شهر العبادة والرحمة، فقد استبشر السوريون بقدومه كل خير.

شهر رمضان الذي يأتي غير باقي شهور العام، يحمل بين أيامه خيراً للعباد، ورحمة للبلاد.

هلّ هلال شهر رمضان فهرع السوريون للتحضير له، وتجهيز كل ما يلزم، من الطعام والشراب.

واكتظت الأسواق ومحال البيع بالمواطنين، ولكن الناس لم يجدوا ما وعدوا به، فبعد الانخفاض الكبير في سعر صرف الدولار، والكلام الكثير حول انخفاض الأسعار تدريجياً، توقع المواطن أن يجد حقاً انخفاصاً ولو ضئيلاً في الأسعار، لكنه لم يجد ذلك، بل على العكس، فقد وجد ارتفاعاً في أسعار بعض الأشياء، وبقاء بعضها الآخر على حاله.

تجار كالمنشار…يأكلون في الصعود وفي الهبوط

ولأن الأسواق أكثر الأماكن التي يوجد فيها المواطنون في هذا الوقت من الشهر، فقد جابت (النور) في الأسواق واستمعت إلى آراء الناس، فكانت الآراء التالية:

سمر (ربة منزل) اشتكت من الارتفاع الكبير في الأسعار فقالت: لم أتوقع أن أجد ارتفاعاً في الأسعار بعد انخفاض سعر صرف الدولار بهذا الشكل الكبير، إن لم يخفضوا الأسعار فليتركوها كما هي، ولكن لم زيادة الأسعار إن كان الدولار في انخفاض؟؟

اعتدال (مدرّسة) تقول: اشتريت الكثير من الحاجيات والأغراض التي تلزمني، وكانت التكاليف أكبر من السابق، إن كانت المواد المستوردة من الخارج تعتمد على ارتفاع الدولار أو انخفاضه ، فلمَ ترتفع أسعار المواد المنتجة في بلدنا؟ هل يعقل أن الخضار والفواكه التي نزرعها تعتمد على سعر صرف الدولار أيضاً؟

مطالبة…بالمحاسبة

أما عمر فقد طلب من السلطات مراقبة الأسواق أكثر ومحاسبة المقصرين والمتلاعبين في قوت المواطن، فقال: إن لم تقم الحكومة بمحاسبة التجار الذين يتلاعبون بقوت المواطن، فلن يتوقف المذنبون عن المضيّ في هذه المخالفات، فالمواطن انتظر بفارغ الصبر انخفاض سعر صرف الدولار كي تنخفض أسعار المواد الغذائية والاستهلاكية، ولكنه لم يشهد أي انخفاض ملموس، بل على العكس، فهناك الكثير من السلع التي ارتفع سعرها بشكل كبير، نحن ننتظر من الحكومة إجراءات ملموسة بحق التجار وأصحاب المحال المخالفين.

أحمد  (موظف في إحدى الدوائر الحكومية، كما أنه يعمل سائق تكسي بعد انتهاء دوامه) يقول: أعمل عملين، وأقضي طوال وقتي في العمل، ومع ذلك فلا أستطيع تامين كل متطلبات وحاجيات المنزل.

التجار وأصحاب المحال والبقاليات يرفعون في الأسعار كما يحلو لهم لأنهم متيقنون أنه لا حسيب ولا رقيب عليهم، فلو عوقب البعض منهم على مخالفته وزيادته للأسعار، لخاف البعض الآخر، وتوقعوا محاسبة ومعاقبة مماثلة، وبالتالي فلن يستمروا في زيادة الأسعار كما يشاؤون.

البائع يبرر …والتاجر هو المسؤول عن الزيادة..

أما أصحاب المحال التجارية فقد رفعوا عن أنفسهم الذنب، ورموا به إلى التجار. إسماعيل (يملك محلاً لبيع الغذائيات) يقول: لا ذنب لنا في ارتفاع الأسعار، فنحن نشتري المواد من التجار، وهم من يرفعون السعر أو يخفضونه.

أما عادل، فيمتلك ميني ماركت، يقول: مثلنا مثل المواطن، لا يد لنا في الارتفاع.

المواطن يعاتبنا ويلقي اللوم علينا، ولكننا نضطر إلى البيع بالسعر الذي يضعه التجار والمستوردون.

للجهات المعنية الكلمة الفصل..

كثير من المواطنين ابتهجوا وفرحوا بانخفاض سعر صرف الدولار، وكثير منهم توقعوا انخفاضاً في الأسعار، ولكن الجميع فوجئ بعدم الانخفاض، بل وبزيادة في أسعار بعض الحاجيات. ومع توقعات المواطنين، وتلاعب الفاسدين، وتبريرات البائعين، وارتفاع الدولار وانخفاضه ، يبقى للحكومة الكلمة الفصل، واليد التي ستحاسب كل متلاعب بقوت المواطن السوري.

العدد 1107 - 22/5/2024