كي لا ننسى…الرفيق جميل عبدو«أبو ريزان»

ولد الرفيق جميل عبدو في عام 1936 من أسرة فلاحية فقيرة، في قرية كاوركان التابعة لمنطقة عفرين، درس الابتدائية في قرية جولاقان والإعدادية في حلب. انتسب إلى الحزب الشيوعي السوري عام 1952ويعد من رفاق الرعيل الثاني في منظمة عفرين. انخرط بحماس في صفوف الحزب وأدّى دوراً بارزاً في تكوين المنظمة وقيادتها، حيث نشر فكر وسياسة الحزب بين الفئات الشعبية الكادحة. كان له دور مهم في الحفاظ على الخلايا الحزبية السرية في المراحل العصيبة التي مرت على الحزب وخاصة في عهدَي الوحدة والانفصال الرجعي والبعثي العفلقي البائد.

تعرض الرفيق جميل نتيجة نشاطه السياسي الملحوظ للملاحقة أكثر من مرة وكان ينتقل بين القرى والمغاور في جبل الأكراد ويقود مع رفاقه المنظمات الحزبية بعزيمة قوية. اعتقل الرفيق جميل عدة مرات وأودع سجن المزة، تعرض أثناء اعتقاله لأبشع وأشد انواع التعذيب الوحشي أصيب على إثرها بمرض تسرع القلب. أُرسل إلى الاتحاد السوفييتي للدراسة الحزبية عام ،1968 وحين عاد إلى الوطن تابع عمله في منظمات حزبية متعددة وكان أول ممثل للحزب في الرابطة الفلاحية. كان الرفيق جميل في حياته إنساناً بسيطاً متواضعاً مخلصاً لمبادئ حزبه دقيقاً في تنفيذ مهماته وواجباته يخدم رفاقه بطيب خاطر دمث الأخلاق لطيف المعشر بلشفياً بكل معنى للكلمة. وقف ضد مدرسة عبادة الفرد فكان أحد ضحاياها، تعرض للتنكيل الحزبي والقمع الفكري من قبل قيادة المدرسة، فاتّهم مرة بالقومية ومرة بالتجسس، لإبعاده من صفوف الحزب واتخذ بحقه إجراء ظالم وهو تجميده من عضوية الحزب لمدة عام، التزم بتنفيذ العقوبة التزاماً حزبياً، بعدها تكشفت خيوط المؤامرة وظهر زيف الاتهام الكاذب فأعيد إلى عمله الحزبي وعمل في قيادة المنظمة بنشاط وحيوية جديدة.

 كان الرفيق جميل يتألم بشدة بسبب انقسام الحزب وكان هاجسه مستقبل الحزب الشيوعي السوري ووحدته. وفي 24/10/2016 توفي الرفيق جميل إثر سكتة قلبية حادة دون أن ترى عيونه انعقاد مؤتمر توحيدي للحزب، ما ترك حزناً عميقاً على شفتيه وألماً في قلوب رفاقه وأصدقائه ومحبيه. شارك في وداع الرفيق جميل رفاقه والجماهير الشعبية من القرى المجاورة لقريته خير وداع إلى مثواه الأخير. بالرغم من حياة الرفيق القصيرة لكنها كانت غنية وترك ذكرى لا تنسى ومازالت بصمات تربيته الحزبية واضحة على كثيرين من كوادر الحزب في منظمة عفرين.

 

العدد 1105 - 01/5/2024