ما لم يستطع فعله إرهابيو هذا الزمن…. قام به أعداء الأرض والوطن من الداخل

الحرائق الأخيرة التي وقعت قبل عدة أيام في ريف اللاذقية (من منطقة القرداحة إلى ريف جبلة) لم تكن مجرد حرائق عادية، بل هي- على الأرجح- بفعل فاعل، والأهداف للأسف تتجاوز التحطيب والتفحيم وتصل إلى القضاء على الغطاء النباتي الذي يميز طبيعة الساحل السوري.

رجال الإطفاء والحراج والزراعة (بأطقم اللاذقية وجبلة والقرداحة والحفة وبانياس وطرطوس وحماه وحمص ومدعومة أيضاً من إطفاء دمشق)، ظلوا يحاولون منذ خمسة أيام، بشتى الوسائل، إيقاف امتداد هذه الحرائق التي أكلت الأخضر واليابس في مناطق ريف القرداحة ومنها باقليون والقلمون وكفرز والمعلقة وبيت سوهين وجبل العرين وجبل الأربعين ومرج معيربان وحسب مصادر في المحافظة جرى إجلاء القاطنين فيها بسب محاصرة النار منازل المدنيين بعد عدة أيام من بدء توسعها، وهي قضت على أكثر من 1900 هكتار من أراضي الحراج والزيتون.

وعلل ناشطون سبب الحرائق بـ(الرياح الشرقية القوية والجفاف في المنطقة).

فيما قال ناشطون آخرون إن سبب الحرائق الرئيسي (مفتعل) للتغطية على عمليات سرقة الأخشاب وبيعها في الأسواق مع بدء فصل الشتاء! فيما قال أحد المواطنين من المنطقة.. فضّل عدم ذكر اسمه لـ(النور) إن هذه المهزلة يجب وضع حدٍّ لها، إما بجعل السرقة علنية ما دام معروفاً أن الغرض من الحرائق هو سرقة الأخشاب، أو أن يتخذ قرار قطعي بمنع قطع الأشجار ومحاسبة مفتعلي الحرائق.

مواطنون من المنطقة نفسها فقدوا مصدر رزقهم وسكنهم بسبب هذه الحرائق يسألون: من سيعوض لنا خسائرنا الكبيرة في غياب أي نوع من التأمين لمثل هذه الحالات.

أما السيد أبو حبيب من منطقة الفاخورة فقال إن استمرار مسلسل الحرائق وسوء الاستغلال قد يؤدي إلى اختلال النظام البيئي ويؤثر سلباً على الإدارة المتكاملة للسكنة في المناطق الريفية، نظراً لتكرار حوادث الحرائق والمشهد العام لحجم هذه الحرائق التي التهمت أكثر من 1900 هكتار على الأقل، ولا يبدو أن التفحيم يقف وراءها وإن كان سبباً مباشراً في القضاء على الكثير من المناطق الخضراء في بلادنا، والاستنفار لمعرفة الفاعلين يجب ان يكون في أشده نظراً لخطورة الأمر.

فهل تكون هذه الحرائق مقدمة لإعادة شد أحزمة القانون في الساحل السوري الذي بات يعاني من مشاكل كثيرة ليس أقلها النصب والتشليح والخطف والقتل والاعتداء على الأملاك العامة؟ نتمنى أن تخمد نار الوجع التي سببتها هذه الحرائق التي أتت على أرزاق الفقراء والبسطاء، ولا يجوز أن تسجل هذه الحرائق ضد مجهول، وإن كانت مرة فعل الإرهاب ويجب القبض على أدواته وأذرعه فوراً، ولتكن الساحات مكاناً لإعدام كل من يثبت تورطه في إحراق أرزاق الناس وأملاك الشعب!

العدد 1107 - 22/5/2024