واقع اليسار الفلسطيني- مستقبل وآفاق

دعت الجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين لورشة عمل بعنوان:

(واقع اليسار الفلسطيني- مستقبل وآفاق) وذلك يوم السبت 11 شباط حضرها إضافة إلى التنظيمات الفلسطينية اليسارية الثلاثة: (الجبهة الشعبية والجبهة الديمقراطية وحزب الشعب الفلسطيني) عدد من المهتمين بالقضايا الفكرية والسياسية من الإخوة الفلسطينيين، وكذلك الرفيقان نجم خريط وإسماعيل حجو، عضوا المكتب السياسي للحزب الشيوعي السوري الموحد- أدار عمل الورشة الرفيق خالد عبد الرحيم (الجبهة الديمقراطية).

قدمت المنظمات اليسارية الفلسطينية الثلاثة ثلاث مداخلات رئيسية:

المداخلة الأولى – قدمها الرفيق أبو علي حسن من الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين تناول فيها أزمة اليسار الفلسطيني التي تشكلت منذ البداية، وأنها نتيجة للتخريب الفكري- وضعف الإنتاج الفكري، وأنها أزمة قيادات. وقال: اليسار الفلسطيني يعمل بالمنطقة الرمادية، أي بمعنى أنه لايعمل وسط الطبقة العاملة وبالتالي لايستطيع أن يقودها. كما تحدث عن تشتت القوى اليسارية الفلسطينية وغياب دور الشباب، وأكد أهمية توحيد الشعارات والفعاليات، والمواقف تجاه المستجدات.

المداخلة الثانية- قدمها الرفيق مصطفى الهرش عن حزب الشعب الفلسطيني – تحدث فيها عن تأخر التيار الشيوعي عن تبني الهوية الوطنية الفلسطينية. وأن الأزمة مرتبطة بأزمة حركة التحرر الوطني

وأن جميع محاولات التوحيد السبعة السابقة قد فشلت، وأن مستقبل اليسار يتوقف على تجاوز مظاهر الأزمة ومعالجة أسبابها.

المداخلة الثالثة- قدمها الرفيق فهد سليمان عن الجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين، أكد فيها أن أزمة اليسار الفلسطيني ناجمة من أزمة الحركة الوطنية وأن المحطة المفصلية في الأزمة بدأت مع اتفاقية أوسلو- أي أنها مرتبطة بالأزمة الفلسطينية العامة.

كما أشار إلى التباين بين الحاجة والقدرة – أي أن الشعب الفلسطيني بحاجة إلى اليسار ولكن قدرة اليسار ليست على مستوى تلبية متطلبات الشعب الفلسطيني الوطنية والاجتماعية.

وبعد ذلك أعطيت الكلمات للمشاركين. فقدم الرفيق نجم خريط مداخلة تضمنت أسباب أزمة اليسار في البلدان العربية التي بدأت قبل انهيار الاتحاد السوفياتي، وزاد من حدتها البلبلة الفكرية والسياسية والتنظيمية التي تركها الانهيار.

وتحدث عن تراجع دور الأحزاب الشيوعية في البلدان العربية ومنها في سورية رغم التاريخ النضالي الطويل- وأكد أن هذه الأزمة وهذا التراجع يحتاج إلى دراسة معمقة تكون غايتها ليس الإجابة فقط عن أسباب التراجع بل تقديم الاقتراحات الملموسة والخطط المدروسة والمبادرات العملية للخروج من هذه الأزمة، وهذا يتطلب إطلاق حركة حوار صريح وبناء في كل بلد على حدة، بين التيارات والقوى اليسارية.

ثم تحدث عن مبادرات الحزب الشيوعي السوري الموحد لتلاقي أطراف اليسار السوري ولوحدة الشيوعيين السوريين وأكد أن الحزب مستمر في السير في هذه الطريق من أجل تمتين التعاون والتحالف مع جميع القوى الوطنية والتقدمية، من جهة ومن أجل وحدة الشيوعيين السوريين التي تقتضيها المرحلة الحالية والظروف التي نمر بها .

وتضمنت مداخلة الرفيق إسماعيل حجو: أهمية الدفاع عن حقوق العمال والنساء والشباب وإعلاء قيم ومبادئ العلمانية والديمقراطية والمساواة والمواطنة والعدالة الاجتماعية- كما أشار إلى أن من أهم أسباب تراجع اليسار الفلسطيني هو انهيار الاتحاد السوفياتي، إذ تعامل قسم كبير من اليسار على أنه انهزام- واعتبر أن الماركسية نفسها في أزمة، وبدلاً من الاجتهاد الفكري ، لجأ إلى التمترس عند برامجه، والبعض خلط في المفاهيم، وآخرون تلطوا خلف تنامي اليسار في امريكا اللاتينية، ثم اقترح عدة نقاط منها:

* مراجعة للبرامج والتفاهمات والمواقف.

* إبراز الدور الكفاحي والاجتماعي الثقافي.

* توحيد اليسار من خلال صيغ وحدويه أو جبهوية أو تفاهمات.

* مواجهة صعود نفوذ تيار الإسلام السياسي.

ثم تحدث عدد من المشاركين منهم الرفاق : معتصم حمادة- أبو هاني- أبو عمر- سمير- وليد- أبو سعيد- أبو جاسم وغيرهم. وقد أكد جميع المتحدثين أهمية وحدة اليسار الفلسطيني خاصة في هذه الظروف من خلال تقديم برامج ورؤية واضحة للمسائل الوطنية والاجتماعية والاقتصادية والنضالية تعيد لليسار الفلسطيني دوره وألقه.

و أكدوا أهمية اللقاء اليسار العربي- وأهمية توحيد الفعاليات الشعبية والسياسية من خلال التنسيق المشترك بين القوى اليسارية في البلدان العربية، كما قدم اقتراحان ملموسان وافق عليهما ممثلو الفصائل الثلاثة:

الأول: إقامة مدرسة تثقيفية للكادر الوسط في القوى الفلسطينية اليسارية.

والثاني: إصدار مجلة فكرية- نظرية مشتركة باسم الفصائل الثلاثة.

العدد 1107 - 22/5/2024