نصر الله: أهمية ما تحقق في حلب من إنجازات يرتبط بإسقاط مشاريع إقليمية أمام صمود الشعوب

 أكد السيد حسن نصر الله، الأمين العام لحزب الله، أن ما جرى في حلب على درجة عالية من الأهمية لارتباطه ليس فقط بالأزمة في سورية، وإنما أيضا بالوضع والمعادلات والمشاريع الإقليمية، مبيّناً أن الذي سقط قبل أيام في حلب هو أحلام إمبراطورية أمام صمود الشعوب وحركات المقاومة وازدياد الوعي في المنطقة والعالم.

وأوضح نصر الله خلال احتفال تكريمي للقائد إسماعيل زهري يوم الجمعة الماضي أن (المقاومة هي الضمان الحقيقي لنبقى في أرضنا التي حرّرناها ودافعنا عنها، لأن المنطقة في وضع عربي رسمي سيّئ جداً وأسوأ من أي زمن مضى)، مشيراً إلى أن فلسطين أصبحت قضية (رفع عتب هزيل)، كما لم تعد (إسرائيل) عدوّاً للوضع العربي الرسمي، وهذا ما عبرت عنه في السنوات الأخيرة اجتماعات القمم العربية وبياناتها، وآخرها القمة التي شهدنا أحداثها قبل أيام.

وقال نصر الله إن (أسوأ ما في الوضع العربي اليوم هو هذا التطور في الموقف السعودي الذي بدأ ينتقل من العلاقة خلف الستار أو التواصل مع الإسرائيليين في السر، إلى العلن) موضحاً أنه عندما يقوم أمير أو لواء في نظام آل سعود بلقاءات علنية مع مسؤولين وأمنيين في كيان الاحتلال الإسرائيلي في الأراضي الفلسطينية المحتلة، فإن ذلك لا يمكن أن يحصل بمعزل عن موافقة ذلك النظام.

ورأى نصر الله أن (ما يقوم به هذا الأمير وهذا اللواء السعوديان هو بداية جسّ نبض.. وأنا أقول لهم لا داعي لذلك في عالم عربي مشتت وضائع وأنتم الذين شاركتم في صنع هذا الواقع العربي المأساوي.. تستغلون جيداً الفرصة المؤاتية لتنقلوا اتصالكم مع العدو الإسرائيلي إلى العلن).

وبيّن نصر الله أن نظام آل سعود يطبّع اليوم بالمجان مع (إسرائيل) ودون أي أثمان يجنيها، لكنه يضع شروطاً للاستسلام والإلغاء والإذلال مع اليمن والبحرين وسورية، ليحقق بالسياسة ما عجز عن تحقيقه بالقتال، ويقدّم مليارات الدولارات وآلاف الأطنان من السلاح والذخيرة وعشرات آلاف التكفيريين الذين جاء بهم من العالم، موضحاً أن هذا النظام لا يزال مصرّاً على مواصلة الحروب في كل الساحات رغم كل الأيادي الممدودة للحوار في اليمن والبحرين وسورية.

ولفت نصر الله إلى أن أخطر ما في التطبيع السعودي مع (إسرائيل) هو التضليل الثقافي والفكري الذي سيرافق هذا المسار، وأن النظام السعودي يتصل ويطبّع وبعد ذلك يعترف وينسّق مع (إسرائيل)، والفتاوى بعدئذٍ تجهَّز لذلك.

وأشار نصر الله إلى أن وزير خارجية نظام آل سعود بدا من خلال حديثه عن سورية كأنه نصب نفسه وليّاً وحاكماً باسم الشعب السوري ويتحدث بالنيابة عنه موضحاً أن قيامه بعرض صفقات على روسيا من أجل التخلي عن سورية وكأنه هو المسيطر على المنطقة (كلام مضحك) وهو (معتوه) و(مجنون) قائلاً: (لستَ في موقع من يوزع الحصص ويعقد الصفقات ويقدم المساومات ويفرض الشروط.. لا أنت ولا ملوكك ولا أمراؤك).

وتساءل نصر الله: هل يظن وزير خارجية نظام آل سعود وحكامه وملوكه وأمراؤه أنهم قادرون على الاستمرار في تضليل العالم الذي بدأ يكتشف بوضوح أن من يذبح كاهناً عمره 80 سنة في الكنيسة، ومن يهجم في نيس ويقتل في ألمانيا وكابل والكرادة، ومن يذبح الطفل الفلسطيني في حلب ثقافته من الوهابية السعودية، مضيفاً: (هذه مدارسكم ومناهجكم التعليمية ومشايخكم وإعلامكم وقنواتكم المكفّرة).

 

العدد 1107 - 22/5/2024