مساهمة الحزب الشيوعي السوري الموحد في لقاء براتيسلافا حول الذكرى المئوية لثورة أكتوبر وعودة اليسار العربي

شارك الرفيق غانم بيطار  في لقاء براتيسلافا حول الذكرى المئوية لثورة أكتوبر وعودة اليسار العربي، وقدم مساهمة قيادة الحزب الشيوعي السوري الموحد، وهذا نصها:

تتقدم قيادة الحزب الشيوعي السوري الموحد بالتحية والشكر لكل من ساهم في التحضير لهذا اللقاء الهام الذي يعقد بمناسبة الذكرى المئوية لثورة أكتوبر الاشتراكية العظمى، هذا الحدث الذي كان وسيبقى من أعظم أحداث التاريخ، والذي لعب أعمق وأضخم دور محوّل في حياة الشعوب.

وإذا كان ليس بمستطاع أي كان إعطاء ثورة أكتوبر حقها في البحث والتقدير في حديث واحد أو مقالة واحدة أو لقاء، فإننا في الحزب الشيوعي السوري الموحد لا يمكن إلا أن نؤكد، من خلال تجربتنا التي تمتد لأكثر من تسعين عاماً،
أن ثورة أكتوبر، على الرغم من كل الانتقادات والملاحظات المشروعة وغير المشروعة، تبقى مصدر فخر واعتزاز لمن يحلم بمجتمع الحرية والعدالة والسلام، وأن المثل التي قامت ثورة أكتوبر لتحقيقها تعيش في وجدان كل إنسان يهمه مصير البشرية ومستقبلها متحررةً من جميع أشكال الظلم والاستبداد.
وتبقى الكتابة عنها وتخليد ذكراها وتعريف الأجيال بحقيقة تاريخها مهمة ملحة لأسباب كثيرة، أهمها أن الأسباب والهموم التي قامت من أجلها لم تُحَلّ بعد.
بل إنها زادت قسوة وعنفاً، فالرأسمالية في مرحلتها الأعلى (الإمبريالية) تزداد جشعاً ونهباً للشعوب، والفروق بين الأغنياء والفقراء ازدادت أضعافاً مضاعفة.

إذاً، فالأسباب التي دعت إلى قيام ثورة أكتوبر عام 1917 ما تزال قائمة، لذلك ستنفجر ثورات كبيرة أخرى في العالم، وسيعود نور الاشتراكية لينتصر على ظلام الرأسمالية السوداء وجشعها.

إن قيام ثورة أكتوبر في روسيا القيصرية أثّر على تطور العالم بكامله، بتدشينها عهداً جديداً في تاريخ العالم، فقد كانت أول ثورة في تاريخ البشرية استهدفت تحرير جميع المظلومين، في جميع قارات الكرة الأرضية من الاستثمار والاستغلال، وإقامة المساواة التامة في الحقوق وفي العلاقات بين جميع شعوب الأرض.
وقد ضربت السلطة السوفيتية آنذاك أول مثال على التخلي عن المستعمرات، وقد حررت من النير الاستعماري عشرات الشعوب (الصغيرة) في الإمبراطورية الروسية السابقة.

كما قدمت العون والمساعدة لجميع حركات التحرر الوطني، ومنها حركة التحرر الوطني في الدول العربية. (لا يجوز أن لا نرى أن أكثر من 40 دولة ظهرت ونالت استقلالها في عملية تصفية الاستعمار بمساعدة الاتحاد السوفيتي).

كما حطمت ثورة أكتوبر نظام العلاقات الدولية القديم، وأقامت الاشتراكية في وجه الإمبريالية طرازاً جديداً من العلاقات الدولية، بانية سياستها الخارجية على أساس مبادئ السلام والمساواة في الحقوق.

لقد عاشت بلاد ثورة أكتوبر في فترة السبعين سنة بأسرها حياتها وحلت مهمات تاريخية ملحة، بل وطارئة أحياناً، سنوات إشاعة التعاونيات والتصنيع والتعمير، واستصلاح الأراضي البكر، وغزو الفضاء وبناء المنشآت الصناعية الكبرى، وكهربة البلاد ومد السكك الحديدية… إضافة إلى إحياء الثقافة والعلوم والصحة والمرافق العامة، وتطويرها.

وحقق الشعب السوفييتي الانتصار الكبير على الفاشية والنازية في الحرب العالمية الثانية، كما ساهم بلد أكتوبر في بناء المنشآت والسدود والجسور والمعامل والجامعات والمعاهد في العديد من دول العالم.

باختصار، لقد أنجز بلد ثورة أكتوبر المعجزات الكبرى داخل الاتحاد السوفييتي وخارجه، وهي ما زالت قائمة وشامخة حتى الآن.

(لقد وهب ملايين الناس من كل القوميات في الاتحاد السوفييتي حياتهم للقضية العظيمة، قضية الانتصار على الفاشية. وعمل ملايين الناس لتحديث البلاد وبعثوا الاقتصاد المدمر، وخلقوا قدرة علمية تقنية جبارة شغل الاتحاد السوفيتي بفضلها مكانة لائقة في المجتمع العالمي).(*)

إن تجربة 70 عاماً، حملت كثيراً من المعاني ذات الدلالة، فما تحقق في هذه التجربة من إنجازات ومكتسبات، ونتائج عظيمة اقتصادية واجتماعية وثقافية وإبداعية، هو شيء كبير جداً لا يمكن سرده وتعداده.

لقد قيل الكثير وكتب الكثير عما حل بهذه التجربة العملاقة من هزات وانتكاسات وتراجعات، ولكن ما وقع من تهدم للمنظومة الاشتراكية، وانهيار للاتحاد السوفيتي لا يمكن وصفه إلا بالزلزال الكبير الذي أدى إلى تحول نوعي في ميزان القوى الدولي.

إن هذا الانهيار طرح تساؤلات عديدة، وصل بعضها إلى حد الهجوم الدوغمائي المعادي، وإلى تناول المقدمات النظرية التي ارتكز عليها المشروع الاشتراكي، في محاولة يائسة لدحضه فكرياً والترويج لموضوعة (تفوق الرأسمالية على الاشتراكية).

لقد جرى الإعداد والتحضير لهذا الانهيار من قبل القوى المعادية للاشتراكية والشيوعية في الداخل والخارج قبل وقوعه بوقت طويل، بهدف خلق الأساس الإيديولوجي لتفكيك الاتحاد السوفييتي، مستخدمين أحدث وسائل الدعاية والإعلام لتشويه تاريخه بالهجوم على كل منجزات الاشتراكية من تعاونيات وتصنيع وبطولات، وبنشر روح العدمية، وإثارة النعرات القومية والانفصالية، مستغلين بعض الأخطاء والسلبيات.
وبعد الانهيار سرعان ما انبرى أعداء الاشتراكية والشيوعية للتسابق في صياغة النظريات المعادية ذات الطابع الفاشي، مثل (صراع الحضارات) لـ صموئيل هنتغتون، وإعلان فرانسيس فوكوياما (نهاية للتاريخ) قائلاً: (ماتت الشيوعية وانتصرت الرأسمالية، وانتهت حركة التاريخ والتغيير).

ومن المؤسف أنه قد ساهم في هذا الهجوم الشرس، بما تضمنه من دسائس وافتراءات، بعضُ الماركسيين والشيوعيين الذين سرعان ما انتقلوا إلى الطرف الآخر، مما زاد في تعميق البلبلة الفكرية والتدهور المعنوي لدى العديد من الشيوعيين داخل بلد أكتوبر وخارجه.

ولكن هذه النظريات والادعاءات لم تصمد طويلاً، فسقطت بعد سنوات، أسقطها توق الشعوب إلى العدالة الاجتماعية وإلى الاشتراكية.

أسقطها صمود عدد من الدول والبلدان الاشتراكية مثل: (الصين – كوبا – فيتنام…الخ).

وأثبت الزمن أن انهيار الاتحاد السوفيتي (وانتصار) الحلف الإمبريالي في الحرب الباردة ليس نهاية التاريخ، بل هو (قفزة كبرى إلى الوراء) في مسار التاريخ – كما قال لينين- وقد تناسى أعداء الاشتراكية أن إمكانية وقوع القفزات الكبيرة إلى الوراء في مسار التاريخ، تقع في صلب الديالكتيك الماركسي.
وكما كان الحال في معظم القفزات الكبيرة إلى الوراء التي عرفها التاريخ، نحن نلمس اليوم أن انهيار الاتحاد السوفييتي و(انتصار) الحلف الامبريالي في الحرب الباردة لم يؤدِّ بنا إلى عالم أكثر أماناً واستقراراً ورخاءً، بل قد قاد بالعكس إلى انتشار الفوضى والاضطراب والمجاعة،
وإلى انفلات غرائز الهيمنة والنهب الامبريالي وتفجيرها الحروب والمشاكل والصراعات الإقليمية والأهلية والمذابح القبلية والطائفية والعرقية، وإلى تصاعد الرعب النووي، وانتشار الإرهاب والتطرف.

وأدى انهيار الاتحاد السوفيتي إلى نشاط محموم للقوى عابرة القوميات في السعي لتشكيل دولة عالمية خارقة تبتلع بالتدريج الدول الوطنية ذات السيادة، لتدخل جميعها ضمن النفوذ السياسي العام بصفتها عناصر طرفية تنقل وتنفذ الأوامر الصادرة عن مركز تحكّم واحد، حسب تخطيط مهندسيها،
ناسين أن شعوب العالم لا يمكن أن تقبل بالخضوع الأبدي لإرادتهم ورغباتهم. وأن آثار ما حدث هو لفترة قصيرة من الزمن. إذ ما لبثت عدة دول وبضمنها روسيا – بلد أكتوبر – أن تنهض من جديد لتجابه هيمنة القطب الواحد وتفرّده.

وهذا يؤكد أن فشل التجربة الاشتراكية الأولى في التاريخ بصيغتها السوفيتية لا يعني سقوط الاشتراكية بالمطلق، ولا يعني أن حاجة البشرية إلى الاشتراكية لم تعد موجودة. فالواقع الملموس الذي كان في الاتحاد السوفيتي يؤكد:

 أولاً– أن النموذج السوفيتي- بالرغم من إنجازاته الكبرى على طريق الانتقال إلى الاشتراكية- لم يكن بعد قد أصبح مجتمعاً اشتراكياً (قائماً بالفعل)، لذلك لا يجوز محاكمة التجربة السوفيتية باعتبارها نموذجاً للاشتراكية وقد فشل، وسحب هذا التقويم وتعميمه على كل ثورة أكتوبر وتشويهها- كما يفعل بعض المنظرين- بهدف الوصول إلى نتيجة مفادها فشل الاشتراكية بالمطلق.

إن ما كان قائماً هو (محاولة وحيدة الجانب تنطوي على العديد من الثغرات والتناقضات، ولكنها محاولة لا مناص من أن تنطلق). (1)

(إن ما سقط هو ذلك الشكل المرحلي من الدولة، وليس الثورة التي كانت تمد ذلك الشكل من الدولة بأسباب الحياة، أي بالروح الثورية المستمدة من القاعدة الجماهيرية) (2)
  وإذا كانت هذه المحاولة لم تنجح في بلوغ الاشتراكية، فإن ما حققته من منجزات، وما أفرزته من دروس، تشكل ركائز الانطلاق للطبقة العاملة وجماهير الشغيلة في العالم أجمع كي تتابع نضالها، من مواقع أكثر تقدماً لاستئناف مسيرة التحول التاريخية ودفعها من الرأسمالية إلى الاشتراكية، بطرق مختلفة تتناسب مع مستويات التطور في كل بلد.

 ثانياً– أن الفكر الاشتراكي ينهل من منابع كثيرة ويتطور بأشكال مختلفة. إذ يظهر على أساس عمليات اجتماعية سياسية وحركات اجتماعية متنوعة، وبضمنها التراث التاريخي الأصيل للأمة.

كل هذا يمكّن من التحدث عن الاشتراكية كعملية عالمية لا تنحصر في حدود الدول التي كانت فيها.

لقد حاولوا إفساد الكثير من جوانب الاشتراكية، وتشويهه، فكرةً وحركةً، ومع ذلك بقيت الفكرة حيّة تتطور مع تطور المعارف والعلوم.

 ثالثاً– إن التناقض الأساسي سيبقى بين الرأس المال والعمل.

وهذا التناقض لم ينتهِ ولن ينتهي إلا بزوال أسبابه المعروفة من استغلال واضطهاد، وهذا يستدعي الخيار الاشتراكي الذي يمثل البديل الأرقى تاريخياً للرأسمالية.

لقد عبر الرفيق حنين نمر- الأمين العام للحزب – بإيجاز ووضوح عن هذه الفكرة، إذ قال:
(وبالنسبة لنا فإننا من حيث المبدأ نحترم خيارات الأحزاب نفسها، ولا يجوز أن نفرض على حزب ما إيديولوجيته، ولكننا ندافع عن الماركسية اللينينية، لأننا نسترشد بمنهجها المادي الجدلي والتاريخي الذي أثبت صحته وعدم وجود إيديولوجية أخرى أكثر إحاطة منها بمشاكل الإنسان والشعوب المضطهدة،
وقد أفلس الذين حاولوا استغلال انهيار التجربة الاشتراكية السوفيتية للادعاء بأن الاشتراكية ذاتها هي التي أفلست.
وأعلن حزبنا مراراً وتكراراً أن الذي انهار هو تجربة اشتراكية معينة هي التجربة السوفيتية وليس الاشتراكية بحد ذاتها).(3)

لقد أثر انهيار الاتحاد السوفيتي على الأحزاب الشيوعية واليسارية، فتراجع دورها وعملها ونشاطها، وبلا شك فإن هذا التراجع شكّل ويشكل مسألة جدية – حياتية – تحتاج إلى دراسة معمقة من قبل اليساريين أنفسهم، دراسة تكون غايتها ليس الإجابة فقط على الأسئلة الكثيرة التي تنهال كل يوم عن أسباب التراجع، مثل:
أين العلة؟ أهي في النظرية أم التطبيق؟ ولماذا لا يأتي الشباب إلى القوى اليسارية والأحزاب الشيوعية؟ ولماذا لا تأتي النساء إلى حزب يعمل من أجل المساواة بين المرأة والرجل في الحقوق والواجبات؟ ولماذا؟ ولماذا؟
رغم أهمية هذه الأسئلة ومشروعيتها- فإن الإجابات الحقيقية، المفيدة، تقتضي الخروج من دائرة السؤال التي طال الدوران والتخبط فيها إلى جبهة الفعل، وإلى تقديم الاقتراحات الملموسة والخطط المدروسة والمبادرات العملية،
للخروج من هذه الأزمة التي يعاني منها اليسار – أي الانتقال من:لماذا؟ إلى: كيف؟ من لعن الظلام إلى إشعال الشمعة-كما يقال – وهذا يقتضي الآن وأكثر من أي وقت مضى إطلاق حركة حوار صريح وبنّاء في كل بلد على حدة، بين التيارات والقوى اليسارية، وفي المقدمة الأحزاب الشيوعية، من أجل تنسيق الجهود وتوحيدها،
من أجل التقارب أكثر، والعمل المشترك البناء… لأن الواقع يفرض أن يصبح اليسار قوة فاعلة ومؤثرة.. وهذا يتطلب الحوار والنقاش الجدي والجاد، والموضوعي للوصول إلى برامج وخطط تشكل رافعة فعلية لنهوضه.

إن المهام أمام القوى والأحزاب اليسارية في الدول العربية كبيرة جداً، وإن من أهم شروط تحقيقها هو وحدة اليسار في كل بلد على حدة، وفي البلدان العربية على برنامج نضالي موّحد. وهنا نؤكد أن أي تنسيق وأي عمل مشترك بين التيارات اليسارية في أي بلد عربي سيساعد حكماً على ازدياد قوة اليسار في بقية البلدان العربية الأخرى، ويسرع من عمليات التنسيق والتقارب بين التيارات اليسارية في كل بلد…
أي بمعنى أن التنسيق والوحدة بين القوى اليسارية في البلد الواحد ستكون النموذج والمثال الإيجابي المؤثر والفعال في وعلى القوى اليسارية العربية الأخرى.

لقد دعا حزبنا لتلاقي أطراف اليسار السوري ولوحدة الشيوعيين السوريين، وقد تضمنت قرارات جميع مؤتمرات الحزب الدعوة الصادقة لوحدة الشيوعيين السوريين، كما قدم المبادرات والاقتراحات الملموسة ولعدة مرات للتلاقي والتنسيق والتوحيد، ووجّه النداءات والرسائل الخطية للأطراف الشيوعية يدعوهم إلى إعادة النظر في الواقع الانقسامي والشروع في الحوار والتعاون والتنسيق وصولاً إلى أنسب شكل من أشكال التوحيد.
ورغم أن هذه الدعوات لم تؤدِّ إلى نتيجة فعلية إلى الآن، إلا أن الحزب مستمر في السير في هذه الطريق طريق العمل الجاد والصبور من أجل وحدة جميع الشيوعيين السوريين، ومن أجل تجميع كل القوى اليسارية،
ومن أجل تمتين التعاون والتحالف مع جميع القوى الوطنية التقدمية، بعيداً عن الإقصاء والتمترس والانعزالية والادعاء بامتلاك الحقيقة، فالظروف البالغة الصعوبة التي يمر بها وطننا سورية تملي علينا بذل كل الجهود من أجل رص صفوف القوى الوطنية أحزاباً وتيارات، وعلى الأخص منهم اليساريون والشيوعيون.
إن التذرع بأسباب واهية لعدم التجاوب مع دعواتنا للحوار والنقاش والتعاون يمكن فهمه في ظروف عادية، ولكن لا يمكن فهمه أو تفسيره على الإطلاق بينما الإرهابيون عملاء الامبريالية يحتلون أجزاءً من بلادنا ويسعون لتقسيمها وتفتيتها.

هذا على المستوى السوري، أما على المستوى العربي فإن الظروف الراهنة توحي بتحولات عميقة على مستوى المنطقة والعالم. وهذا يستوجب أن يتبلور اليسار الماركسي العربي من جديد، وأن ينهض لكي يلعب الدور الأساسي في التحولات القادمة، لأنه المدافع عن الوطن والشعب في مواجهة الإمبريالية والصهيونية والإرهاب والأنظمة الاستبدادية، والمدافع الحقيقي عن حقوق الشعب العربي الفلسطيني في العودة وتقرير المصير وتحرير جميع الأراضي العربية المحتلة، ولأنه الساعي لتحقيق الديمقراطية، والعلمانية والعدالة الاجتماعية للوصول إلى الاشتراكية.

إذاً، لابد من مواجهة المشروع الامبريالي الاستعماري الصهيوني- بمشروع وطني تقدمي مقاوم، يكون لليسار الماركسي دور أساسي وفعال فيه.

الرفاق الأعزاء؛

تواجه بلادنا في المرحلة الحالية التي تمر بها، والأزمة الكارثية التي تتعرض لها، جملة من التحديات الكبيرة، مما ينجم عنه العديد من المهام الوطنية: السياسية والاقتصادية والاجتماعية والديمقراطية المعقدة والمتداخلة بغية مواجهة تلك التحديات.

إن المهمة الأساسية الآن،  كما حددها المؤتمر الثاني عشر لحزبنا واجتماعات لجنته المركزية، هي:

الدفاع عن الوطن، واستكمال القضاء على الإرهاب، والحفاظ على وحدة البلاد وسيادتها أرضاً وشعباً، والنضال في سبيل مصالح الجماهير الشعبية، الاقتصادية والاجتماعية والديمقراطية، وتوطيد وحدة الحزب الفكرية والسياسية والتنظيمية،
والعمل من أجل قيام حركة شعبية ديمقراطية تقدمية لمجابهة الفكر التكفيري الإرهابي من ناحية، والفكر الليبرالي في الاقتصاد من ناحية أخرى، وهذا يتطلب من قوى اليسار والتقدم العمل بقلب واحد وبرنامج واحد من أجل سورية الوطنية الديمقراطية والعلمانية والتقدمية أيضاً، وهذا يفترض بدايةً توحيد جهود الشيوعيين السوريين والتقارب والعمل المشترك فيما بينهم.

إن حزبنا الشيوعي السوري الموحد، سيبذل كل إمكانياته للمساهمة مع جميع القوى الوطنية والتقدمية المخلصة، من أجل إعادة الأمن والسلام إلى ربوع بلادنا، وبناء سورية الجديدة، التي يتمتع شعبها بالحرية والكرامة والعدالة الاجتماعية، نحو الاشتراكية والعيش الرغيد.

وفي الختام نقول:

مهما تلبدت الغيوم فوق بلادنا، ومهما هيأ أعداء وطننا من (مؤامرات) فإننا كنا ولا نزال وسنبقى الأبناء البررة لسورية الحبيبة، ونتمنى لهذا اللقاء الهام النجاح والتوفيق، وسنبقى نعتز ونفتخر بثورة أكتوبر الاشتراكية العظمى.

الحزب الشيوعي السوري الموحد


(*)- حنين نمر- الأمين العام للحزب الشيوعي السوري الموحد، من المحاضرة التي أعدها بعنوان (الاشتراكية هي المستقبل)، وقدمها في بكين بحضور وفود من الاحزاب الشيوعية واليسارية العربية وعدد من الأكاديميين والطلاب الجامعيين.

كما قدمت كورقة عمل أساسية في الندوة التي أقامها المكتب الفكري في الحزب الشيوعي السوري الموحد بتاريخ 8/10/2016 بعنوان (آراء في الاشتراكية).

 

(1)- لينين- المختارات الكاملة.    

(2)- إلياس شاكر – مجلة الطريق – العدد 17 – عام 2016.

(3)- ألكسندر دزاسوخوف- (المجابهة الكبرى)، ترجمة طارق المعصراني – دار التكوين – دمشق.

العدد 1105 - 01/5/2024