اتفاق خفض التوتر في المنطقة الجنوبية وضرورة الحذر من نوايا الأمريكيين

قال الرئيس بوتين في مؤتمره الصحفي بعد لقائه بالرئيس ترامب: إن الوثائق التي لم تم التوصل إليها لتشكيل منطقة (تخفيف التوتر) جنوب سورية، تؤكد النتيجة المهمة، وهي الحفاظ على وحدة الأراضي السورية، وإذا استطعنا التوصل إلى ذلك بإمكاننا أن نشكل قاعدة جيدة للتقدم بحل الأزمة السورية بالأساليب السياسية.

ليست هذه المرة الأولى التي يجري فيها الإعلان عن موافقة الأمريكيين على تفاهمات وإجراءات تساهم في المسعى السياسي لحل الأزمة السورية، لكن مشكلتنا مع الأمريكيين أن (كلام الليل يمحوه النهار)، فما يراه السوريون وما يلمسونه لمس اليد هو إصرار أمريكا على تنفيذ مخططها الذي يبدأ بعرقلة أي جهد سلمي لحل أزمة السوريين، ويمر بدعم المجموعات الإرهابية رغم ادعاءاتها بمحاربة الإرهاب، وينتهي بالعمل مع شركائها ليصبح تقسيم سورية أمراً واقعاً.

الأمريكيون يعملون على تهريب الدواعش من الموصل إلى سورية، وطائراتهم تقصف المدنيين في دير الزور والرقة، ولن يكون بعيداً اليوم الذي ستوافق فيه على إطلاق يد أردوغان في الشمال والشرق السوري، وتسحب فيه السلاح من (حلفائها) وتتبخر أحلام (اليقظة)!

لسنا متشائمين حيال اتفاق القطبين الكبيرين، فإن موافقة أمريكية فعلية على مسعى روسي لإنهاء الأزمة السورية، يعد أمراً إيجابياً، ربما يسفر عن نتائج تعجل في وقف آلام السوريين، لكن التفاؤل يحتاج إلى أكثر من (البراغماتية) التي تحدث عنها الرئيس بوتين، حين وصف سلوك الأمريكيين اليوم حول المسألة السورية بأنه (أكثر براغماتية).

تفاؤل السوريين ينحصر في التقدم الذي يحرزه جيشنا الوطني في ملاحقة الإرهاب، وفي طموحهم إلى التقاء المكونات السياسية والاجتماعية في بلادنا حول مستقبل سورية الذي يريده السوريون ديمقراطياً.. وعلمانياً.. يعظم من كرامتهم ويضمن حقوقهم السياسية والاقتصادية والاجتماعية.

العدد 1104 - 24/4/2024