القدس تنتفض…

في مشهد يشبه انتفاضة عام 2000، احتشد الآلاف في القدس رفضاً للإجراءات الإسرائيلية في المسجد الأقصى. ثلاثة شهداء ومئات الجرحى، حصيلة يوم دامٍ من الغضب والتظاهر على طول الخريطة الفلسطينية، وانتهى الليل الطويل بعملية طعن أدّت إلى مقتل 3 مستوطنين واستشهاد المنفذ.

على الأرض، بدأت الاشتباكات تقع في مختلف مناطق فلسطين المحتلة ونقاط التماس والحدود، بعد صلاة الجمعة 21/7/2017، خصوصاً في القدس المحتلة، وعلى مشارف المسجد الأقصى.

واستشهد في القدس شابان: الأول محمد محمود شرف (17 عاماً)، إثر إصابته في الرأس في مواجهات اندلعت قبالة باب العمود المؤدي إلى المسجد، والثاني محمد أبو غنام في حي الطور في المدينة، وفي اليوم نفسه، جرى تشييع الشابين ودفنهما. وبعد ذلك، استشهد محمد خلف لافي (17 عاماً) إثر مواجهات في بلدة أبو ديس، القريبة من القدس، متأثراً (بجروح أصيب بها بالرصاص الحي في القلب)، بعد نقله إلى أحد مستشفيات مدينة رام الله، وسط الضفة. وفي وقت متأخر من المساء، تسلل شاب فلسطيني إلى مستوطنة (حلميش) غرب رام الله، ونفّذ عملية طعن أدّت إلى مقتل ٣ إسرائيليين، وإصابة ٢ بجروح خطيرة.

واستطاع الفلسطينيون الحشد بصورة كبيرة للصلاة في شوارع القدس، بعدما منعت الشرطة الإسرائيلية الرجال دون سن الخمسين من دخول البلدة القديمة، وأقامت حواجز لذلك.

لكن هذا لم يمنع العدسات من التقاط صور للصلوات التي أُقيمت في الشوارع المؤدية إلى الأقصى، ومن بعد ذلك فوراً بدأت الاشتباكات، حينما عملت قوات العدو على تفريق المصلّين مستخدمة كل الأسلحة الممكنة.

وشهد شارع صلاح الدين الرئيسي، خارج أسوار البلدة القديمة، اشتباكات عنيفة، فيما شهدت مدينتا الخليل وبيت لحم، جنوبي الضفة، اشتباكات مماثلة، وكذلك على حاجز قلنديا العسكري، بين مدينتي القدس ورام الله.

ما زاد حدة المواجهات اصطدام الإعلان الفلسطيني المسبق لـ (جمعة الغضب) بالقرار الإسرائيلي، الذي اتخذ في وقت متأخر، والقاضي بإبقاء بوابات التفتيش الإلكترونية حول الأقصى، وذلك عقب مشاورات أجراها رئيس حكومة العدو بنيامين نتنياهو مع قادة أمنيين، وأعضاء في وزارة الأمن الداخلي. وخلصت تلك المشاورات إلى (منح الشرطة تفويضاً لاتخاذ أي قرار لضمان حرية الوصول إلى المناطق المقدسة مع حفظ الأمن والنظام العام) في الوقت نفسه، كذلك أعلنت شرطة العدو أنها ستبقي على البوابات لكشف المعادن مع (استخدام محدود لها).

وبالنسبة إلى عدد الإصابات الكبير، أفادت المصادر الطبية (وزارة الصحة والهلال الأحمر)، والإعلامية، أنه أصيب ما يزيد على 120 مواطناً في القدس بين رصاص حي ومطاطي واعتداء ودهس وحروق، فيما عولجت ٧١ إصابة ميدانياً.

وفي العيزرية وأبو ديس أصيب مواطنان بالرصاص الحي إضافة إلى ٢٤ إصابة بالمطاط و٥٧ بالغاز و٦ بحروق. أما في قلنديا، فقد أصيب ٦ مواطنين بالرصاص الحي، و١١ بالمطاط، واثنان بحروق. وفي جنوبي الضفة، أصيب 91 في بيت لحم، وفي الخليل 28، كذلك شمالي الضفة، أصيب 114 في مدن طولكرم ونابلس وقلقيلية.

العدد 1104 - 24/4/2024