ترجّل الفارس عن جواده

 سبع سنين وما سقط مطر السماء إلا دمعاً على سورية..

لم يُروَ ظمأ تربتنا الحمراء بعد، كلّ يوم لدينا عرسٌ جماعيّ ملطّخٌ بالدم، لشهداء تزفهم جدران منازلنا بشرائط سوداء!

ثمّ بعيداً كل البعد عن الطائفية، إلا أن اليوم بالذات سورية تبكي كما لم تبكِ من قبل..!

فالشهادة اليوم هي من تُوّجت به، ليس أسداً ولا مغواراً فقط، بل كان أسطورة سوريّة، إنه قلعةٌ من قلاع سورية الصعبة.

محافظة دير الزور التي قام هو بتطهيرها من البكتيريا السوداء بكلّ خلية من جسده وبكل قطرة من دمه، ودّعت اليوم اللواء شرف عصام زهر الدين، الذي لم يكن مجرّد رجل:

-عصام زهر الدين ضابط من ضباط الحرس الجمهوري وهو عملاق من عمالقة الجيش السوري، مواليد ،1961 لم يحارب فقط بالسلاح، بل حارب بروحه وبدمه وقاتل براحته وبكل طاقاته.

عصام زهر الدين، الرجل الفولاذي الذي زَفَّ دير الزور، وزُفَّ فيها شامخاً رأسه وفاتحاً يديه، حاضناً كل روحٍ سافرت قبله لترقد في جنان الله. قاد عصام زهر الدين عمليات عسكرية ضد المسلحين في سورية، في بابا عمرو في حمص، وعملية التل في ريف دمشق.

قارع قوى الظلام والتنظيمات الإرهابية كتنظيم (داعش) و(جبهة النصرة) على مدى سبع سنوات، عاشها بحلوها ومرها وحصارها وجوعها، وأرسل رسائل للإرهابيين وداعميهم أنه لا عودة عن القضاء على الإرهاب، وتحرير آخر شبر من الأراضي السورية.

آلاف الأمهات اليوم تبعث مع روحك السلام.. لأولادها

ولكلّ شهيدٍ سبقك معطّراً لك الطريق..

سنحزن لأن سورية خسرت جبلاً من جبالها، ولأن كل البيوت السورية خسرت عموداً من عواميدها العتيقة! كما خسرت خلال الغزو الكثير من الأبطال المدافعين عن الأرض.

ستلبس أرواحنا الأسود حداداً على فاجعتنا بك!

قلوبنا ستنزف دمعاً لأنك وأمثالك من أبطال جيشنا سلاحنا الأقوى..

 فكلنا مدينون لك بحيواتنا.. حتى آخر لحظة وآخر نفس..

وسنفتخر.. ونزغرد رغم الغصّة التي في قلوبنا!

العدد 1107 - 22/5/2024