نصر الله: انتصار عسكري وميداني كبير فاجأ الجميع بسرعته ودقته

قال السيد حسن نصر الله في كلمة له يوم الأربعاء 26/7/2017، حول معركة جرود عرسال إن: (هذه المعركة مؤجلة من عام 2015 الذي استعدنا فيه جزءاً كبيراً من الجرود في الأراضي السورية واللبنانية)، مشيراً إلى أن سبب توقيت المعركة الآن هو ما انكشف في الأشهر الماضية، من أن الجرود عادت للتحول إلى قواعد تأوي انتحاريين، ويُعتمد عليها في تأمين الأحزمة والعبوات الناسفة والسيارات المفخخة.

وأكد الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصر الله أن هدف المعركة الدائرة حالياً في عرسال، هي إخراج الإرهابيين من المنطقة التي يسيطر عليها تنظيم جبهة النصرة الإرهابي، سواء كان في جرود فليطة بسورية، أو جرود عرسال بلبنان، لافتاً إلى أن هذه المعركة حق واضحٌ بيّنٌ لا لبس فيه، ويمكن لأي متردد أن يسأل أهل المناطق التي ضربت بالصواريخ والسيارات المفخخة، وسقط فيها شهداء وما زال فيها جرحى يعانون.

وأضاف نصر الله: (أؤكد أن هذا القرار ذاتي داخلي، وليس قراراً متعلقاً بأي جهة إقليمية، ليس قراراً إيرانياً ولا سورياً، نحن اتصلنا بالقيادة السورية وتحدثنا معهم، وطلبنا مساعدتهم في هذه المعركة، وعندهم أولويتهم في القتال بمناطق أخرى، وأتوا معنا للقتال في الأرض السورية التي تحتلها (جبهة النصرة))، مبيناً أن (تحضيرات المعركة بدأت منذ الشتاء الماضي، وأن توقيتها لا علاقة له بأي تطورات عربية أو دولية). وأكد نصر الله: (نحن أمام انتصار عسكري وميداني كبير جداً، وهذا الانتصار فاجأ الجميع بهذه السرعة والدقة وبأقل كلفة على مستوى الشهداء والجرحى)، لافتاً إلى أن هذا الانتصار المنجز سيكتمل، إما بالميدان أو بالتفاوض، وستعود الأرض إلى أهلها وسيأمن الناس جميعاً.

وقال نصر الله: (المعركة في جرود فليطة كانت مشتركة بيننا وبين الجيش العربي السوري، وقاتلنا كتفاً إلى كتف، وسقط لنا ولهم شهداء وجرحى، وتم تحرير كامل جرود فليطة، ونستطيع القول إنه في الأرض السورية لم يعد هناك وجود لـ(جبهة النصرة).

وأوضح نصر الله أن (العمل جار على خطين في الميدان وفي المفاوضات، وأن التقدم في الميدان مستمر وبشكل مدروس)، مضيفاً: (لن نستعجل في إنجاز ما تبقى من معركة جرود عرسال من موقع المسؤولية والحرص على الدماء).

وأشار نصر الله إلى أنه لم يتبق إلا كيلومترات قليلة لتحرير جرود عرسال بالكامل من (جبهة النصرة) وأن من بقي من إرهابيي التنظيم محصورون في منطقة ضيقة جداً وقريبة من مخيمات النازحين، وهذا يتطلب مسؤولية عالية في مقاربة المعركة.

وقال نصر الله إن (مخيمات النازحين في وادي حميد ومدينة (الملاهي) لن تمس ومسلحو (سرايا الشام) قرروا في اليوم الثاني الانسحاب إلى مخيمات النازحين، وسهلنا لهم ذلك، بينما فوت مسلحو (النصرة) على أنفسهم فرصة قبول الوساطات، وعدم استجابتهم كانت أمراً خاطئاً).

وتابع نصر الله إن (ما قام به الجيش اللبناني في محيط عرسال وجرودها، على خط التماس، كان أساسياً في صنع هذا الانتصار،) مضيفاً (كل الأرض التي تمت استعادتها في جرود عرسال مستعدون لتسليمها إلى الجيش اللبناني، في حال طلب ذلك، ونأمل منه أن يتحمل هذه المسؤولية).

وأشار نصر الله إلى أنه (ينبغي على الإعلام عدم وضع سقف زمني للمعركة في الجرود، فنحن نمتلك الوقت ولا يجب التسرع).

وأعلن نصر الله أنه (بدأت بالأمس مفاوضات جدية، تتولاها جهة رسمية لبنانية، تتصل بنا مباشرة وبمن بقي من متزعمي (النصرة) لافتاً إلى (أن الفرصة اليوم متاحة لكن الوقت ليس مفتوحاً للتفاوض، ونحن ماضون في تحقيق الهدف وإنجاز المهمة).

ولفت نصر الله إلى المستوى العالي والواسع من التأييد، الذي حظيت به هذه المعركة من القادة السياسيين والدينيين، والأحزاب والشخصيات الرسمية وغير الرسمية، ووسائل الإعلام، والنخب الإعلامية والثقافية والاجتماعية والفنية، إضافة إلى المستوى الشعبي والجماهيري، وأشكال التعبير المختلفة، مثمناً دور أبطال المقاومة وتضحياتهم في سبيل تحقيق هذا الانتصار.

العدد 1104 - 24/4/2024