منظمات الحزب تحتفل بالذكرى المئوية لثورة أكتوبر والذكرى 93 لتأسيس الحزب

حفل خطابي كبير في حلب

 غصت صالة مسرح دار الكتب الوطنية في حلب بالضيوف، في الحفل الخطابي الذي أقامته اللجنة المنطقية لمنظمة الحزب الشيوعي السوري الموحد في حلب، بمناسبة الذكرى المئوية لثورة أكتوبر الاشتراكية العظمى وذكرى تأسيس الحزب الشيوعي السوري وانتصارات الجيش العربي السوري.

وقد حضر الحفل الرفاق والأصدقاء ووجوه وطنية وثقافية في المدينة، وممثلون عن أحزاب الجبهة الوطنية التقدمية، وممثلون عن الأحزاب خارج الجبهة، وممثلون عن النقابات العمالية والمهنية والحرفية والاتحادات المختلفة، وممثلون عن الفصائل الفلسطينية، كما حضر نقيب المهندسين بحلب المهندس محمد فهد أبو دان، ورئيس فرع اتحاد الطلبة بحلب.

استهل الحفل بالوقوف دقيقة صمت إكراماً لشهداء جيشنا العربي السوري الباسل وشهداء الشعب السوري الصامد الصابر، وشهداء الحزب، تبعه النشيد العربي السوري، ثم عرض فيلم وثائقي عن انتصارات جيشنا العربي السوري على مختلف الجبهات، أعدته الرفيقة فرح شعار تضمّن مقطعاً تسجيلياً عن ثورة أكتوبر، ثم قدمت الرفيقة بشرى العمر قصيدة بعنوان الانتصار، تبعها كلمة الفصائل الفلسطينية قدمها ممثل الجبهة الشعبة لتحرير فلسطين، وألقى الرفيق محمد سعيد نفوس (أمين فرع الحزب الوحدوي الاشتراكي الديمقراطي) كلمة أحزاب الجبهة الوطنية التقدمية، كما ألقى الرفيق سالم شلحاوي (عضو قيادة فرع حزب البعث العربي الاشتراكي) كلمة حزب البعث، أما كلمة الحزب فقد ألقاها الرفيق خالد الحريري (أمين اللجنة المنطقية لمنظمة حلب) جاء فيها:

هل بين المناسبات الثلاث علاقة ما؟

بالتأكيد.. وهي علاقة وثيقة ومتجذرة تاريخياً.

فثورة أكتوبر التي مكنت العمال والفلاحين لأول مرة في التاريخ من إقامة دولتهم، وأسقطت أعتى نظام إقطاعي في العالم آنذاك! كانت نقلة نوعية في تاريخ الإنسانية تحررت بها إرادة عمال وفلاحي روسيا من تسلط الطبقة الإقطاعية الحاكمة واستبدادها، كما حررت أحلام العمال والفلاحين وسائر الكادحين في أنحاء العالم بإمكانية تحرير دولهم الوطنية من الاستعمار، وإقامة أنظمة عادلة خالية من الظلم والتسلط والاستبداد، نعم.. إن قيام ثورة أكتوبر أطلقت أحلام المظلومين بالتحرر من ربقة الاستغلال، وجعل قيام حركات التحرر في كل أنحاء العالم أمراً ممكناً.

كان أول ما قامت به ثورة أكتوبر بزعامة القائد التاريخي لينين أنها سحبت روسيا من المشاركة في الحرب الاستعمارية! الحرب العالمية الأولى، التي أزهقت أرواح الملايين من الفقراء في العالم، الذين كانوا وقوداً لحرب طاحنة لا ناقة لهم فيها ولا جمل، دفعتهم إليها دولهم الاستعمارية الرأسمالية لتلبية مصالح الطبقات البرجوازية والإقطاعية الحاكمة فيها، ثم قامت ثورة أكتوبر بفضح مخططات الإمبريالية في اقتسام العالم واستعماره، وما كان لنا أن نعرف باتفاقية ساكس بيكو لولا الرفاق البلاشفة.

كما أنها دعمت الحركات المناهضة للاستعمار في جميع أنحاء العالم، وقد سجل تاريخ الأمم المتحدة أول فيتو من الاتحاد السوفييتي على قرار تمديد الانتداب الفرنسي لسورية عام 1945 والذي ساهم في دعم نضال ثوارنا الأبطال في الحصول على استقلال بلادنا عام ،1946 واستمرت ثورة أكتوبر في دعم بلدان العالم الثالث بعد استقلالها، في بناء بناها التحتية وفي تأهيل كوادرها العلمية وفي دعم جيوشها الوطنية، فبفضل الاتحاد السوفييتي تحول الجيش العربي السوري ليصبح أقوى الجيوش العربية، وبمساعدته أيضاً بنينا سد الفرات العظيم والكثير من بنانا التحتية، كما فتح جامعاته أمام الآلاف من شبابنا في مختلف الاختصاصات، وعادوا ليساهموا في بناء سورية الحديثة، وقد ساهم إشعاع ثورة أكتوبر ودعمها على ولادة الأحزاب الشيوعية والعمالية، وأصبح لحركات التحرر في جميع أنحاء العالم حليف وظهر قوي، فبعد ثورة أكتوبر بسبع سنوات ولد حزبنا الشيوعي، ففي عام 1924 تنادى بضعة مناضلين من الرواد الأوائل إلى تأسيس الحزب الشيوعي في سورية ولبنان، وقد كان للرفاق الأوائل ممن ساهموا في التأسيس وبدايات الحزب، أمثال: فؤاد الشمالي ويوسف يزبك وإلياس قشمعي وأرتين مادويان وبطرس حشمي وناصر حدة وفوزي شلق وخالد بكداش وفرج الله الحلو ونقولا الشاوي ورشاد عيسى وفوزي الزعيم وغيرهم، كان لهم دورهم الطليعي في مسيرة نضال الحزب، وكي لا تضيع جهودهم وتضحياتهم ودماء الشهداء منهم، على الفصائل الشيوعية أن تتكاتف وتتعاون معاً تمهيداً لوحدتها، وبذلك نردّ لهم الجميل، ونحفظ ذكراهم ناصعةً مشرقة إلى الأبد.

ومنذ تأسيس الحزب بدأ نضاله ضد الاستعمار الفرنسي متعاوناً مع كل الوطنيين في هذا النضال، وهو منذ ذلك الوقت، يتمسك بموقفين ثابتين خلال تاريخه الطويل، الأول هو الموقف الوطني في الدفاع عن استقلال سورية ضد الاستعمار القديم والجديد، والثاني هو الموقف الطبقي في الدفاع عن مصالح العمال والفلاحين وسائر الكادحين، فنذكر جميعاً وقوف الحزب الشيوعي السوري ضد الأحلاف الاستعمارية التي أرادت احتواء سورية بعد الاستقلال، كحلف بغداد، ومشروع الهلال الخصيب، كما نذكر نضاله لتشكيل النقابات العمالية الأولى في سورية، ونذكر شعاره (الأرض لمن يعمل بها) الذي مهد لسياسة تأميم الأرض وإعطائها للفلاحين فيما بعد.

واستمر حزبنا حتى يومنا هذا في التمسك بهذين الموقفين الثابتين، فكان منذ اللحظة الأولى للأزمة السورية ضد الإرهاب، ومع سياسة الإصلاح لبناء سورية العصرية العلمانية التعددية الديمقراطية، حيث يتساوى الجميع أمام القانون، وتساهم الدولة في قيادة الاقتصاد لتحقيق حد معقول من التوزيع العادل للثروة، وفي الوقت نفسه بقي الحزب يدافع عن مصالح الكادحين وحقهم في الحصول على الخبز والحرية، ولن يتخلى عن هذين الخطين الثابتين أبداً.

ووفق هذه السياسة وضمن هذين الخطين تعاون حزبنا بعد الحركة التصحيحية التي تصادف هذه الأيام الذكرى الـ 47 لها، تعاون مع حزب البعث العربي الاشتراكي، استناداً إلى ما جاء في بيان القيادة القطرية المؤقتة، خاصةً حول انتخابات مجلس الشعب والإدارة المحلية، وتأسيس الجبهة الوطنية التقدمية، وتعزيز العلاقات مع الاتحاد السوفييتي والبلدان الاشتراكية، وتقوية القطاع العام، ومنح المزيد من المكاسب للطبقة العاملة وجماهير الفلاحين.

إضافة إلى ذلك أثر حزبنا الشيوعي في الحركة الثقافية والسياسية في سورية والمنطقة عموماً، ونستطيع القول دون مبالغة أن غالبية المثقفين والكتاب في الخمسينيات والستينيات والسبعينيات من القرن الماضي! تأثروا لهذه الدرجة أو تلك بأفكار ثورة أكتوبر، وانعكس ذلك على إنتاجهم الأدبي والصحفي المتنوع، وكذلك الكثير من الحركات السياسية التحررية التي تبنت بعض الأفكار الاشتراكية وبعض شعارات الحزب ! ونحن نفخر بذلك.

أيها الحفل الكريم

يصادف هذه الأيام مرور مئة عام على وعد بلفور المشؤوم، هذا الوعد الذي اعتمد على المقولة الصهيونية (أرض بلا شعب، لشعب بلا أرض) فأعطت الحكومة البريطانية أرضاً لا تملكها لآخرين لا يحق لهم امتلاكها، لكن صمود الشعب الفلسطيني البطل كل تلك العقود أثبت حق هذا الشعب الحي في أرضه التي سلبت منه، ومازال، بدعم من سورية وكل الوطنيين الشرفاء فيها وفي المنطقة، يناضل للحصول على حقه المشروع في العودة وإقامة دولته المستقلة وعاصمتها القدس.

وهنا نصل إلى المناسبة الثالثة في احتفالنا اليوم، لقد استطاع جيشنا العربي السوري البطل الصمود ثم الانتصار على الحملة المسلحة التي أعدتها وقامت بها الإمبريالية الأمريكية المتوحشة وحلفائها المحليين والدوليين، جندت فيها آلاف المرتزقة التكفيريين، وأنفقت عليها مليارات الدولارات، ومهد لها ودعمها إعلام متطور هائل الاتساع والإمكانات، ومع ذلك استطاعت سورية بقيادتها وجيشها وشعبها ودعم حلفائها، استطاعت الصمود ثم الانتصار، هذا الانتصار الذي أذهل العالم، وغيّر المعادلات، وبدل أن تسقط سورية في شهور كما كانوا يتوقعون، صمدت طوال السبع سنوات المريرة الماضية… وانتصرت.

إن انتصارات جيشنا العربي السوري وحلفائه غيّر موازين القوى في المنطقة، وسينعكس ذلك على موازين القوى في العالم، لقد انتهى عهد القطب الواحد، وسيظهر بفضل صمود سورية وانتصارها عالم جديد متعدد الأقطاب نشهد ولادته الآن.

إن الانتصارات العسكرية الأخيرة لجيشنا العربي السوري في دير الزور والبوكمال آخر معاقل تنظيم داعش في سورية، قد أسقط المشروع الإمبريالي الأمريكي لتفتيت المنطقة، وأحبط الأوهام حول إسقاط الدولة السورية، وما كان هذا ليحدث لولا البطولات والتضحيات التي بذلها جيشنا البطل، ولولا دعم شعبنا لجيشه وصموده في أصعب الظروف الإنسانية والمعيشية، بسبب الحصار الجائر الذي تفرضه علينا قوى التحالف الاستعماري الغربي، كما أن الدعم غير المحدود والمتنوع الأشكال الذي قدمه حلفاء سورية: روسيا وإيران والصين الشعبية وحزب الله، له دور أساس في تحقيق هذه الانتصارات، ولا تزال المعركة مستمرة على الصعيد العسكري من أجل تحرير بقية المناطق التي لا تزال تحت سيطرة المجموعات الإرهابية، وكذلك المحتلة من القوات الأجنبية الأمريكية والتركية.

ويمكن القول إن الحرب السورية اليوم على مشارف مرحلةٍ جديدة سمتها الأساس هي الصراع من أجل التوصل إلى حل سياسي من جهة، وإعادة الإعمار من جهة ثانية، لقد قال حزبنا رأيه منذ بداية الأزمة في الحل السياسي، وأكد أن لابد من الحوار بين السوريين أنفسهم، من أجل التوصل إلى حل يضمن سيادة الدولة ووحدتها أرضاً وشعباً، ويكون هدفه قيام دولة مدنية ديمقراطية علمانية قائمة على أساس المواطنة والمساواة بين جميع المواطنين، مع حماية التنوع الثقافي لجميع مكونات الشعب في سورية.

فتحية التقدير لجيشنا العربي السوري البطل.

وتحية الوفاء للحلفاء والقوى الرديفة.

وتحية الإكبار لمحور المقاومة.

والمجد للشهداء الذي رووا بدمائهم هذه الأرض وأبقوها طاهرة من رجس الإرهاب.

تحية العرفان لثورة أكتوبر الاشتراكية العظمى.

وتحية الإخلاص لحزبنا الشيوعي السوري الموحد.

عاشت سورية حرةً أبيةً واحدةً موحدة!

وحفل استقبال في مكتب اللجنة المنطقية بالحسكة

 بمناسبة ذكرى تأسيس الحزب وثورة أكتوبر الاشتراكية العظمى

بمناسبة الذكرى الـ 93 لتأسيس الحزب والذكرى الـ100 لثورة أكتوبر الاشتراكية، دعت اللجنة المنطقية لحزبنا الشيوعي السوري الموحد إلى حفل استقبال في مكتب الحزب يوم السبت 11/11/،2017 وقد وفد إلى المكتب وفود من أحزاب الجبهة والأحزاب والقوى الوطنية والديمقراطية والمنظمات المهنية والشعبية والتنظيم العمالي والفلاحي في المحافظة والشخصيات الوطنية وعدد من العمال والفلاحين والنساء، وكان في استقبالهم أعضاء اللجنة المنطقية للحزب وسكرتيرها الرفيق ملول الحسين (عضو المكتب السياسي للحزب).

وجرى خلاله حديث حول هاتين المناسبتين وأهميتهما الوطنية والطبقية في حياة البلاد، وتمنوا للحزب دوام الاستمرار على نهجه الوطني والطبقي.

واحتفال في القامشلي

شيوعيوالجزيرة في مدينة القامشلي يحيون الذكرى المئوية لثورة أكتوبر وميلاد الحزب الشيوعي السوري، وقد شارك في الاحتفال عدد من أعضاء اللجنة المنطقية، وأعضاء اللجنة المركزية، والرفيق ملول الحسين (أمين اللجنة المنطقية في الجزيرة، عضو المكتب السياسي للحزب)، وقد تحدث بشكل مقتضب عن المناسبتين.

العدد 1105 - 01/5/2024