مهرجان خطابي للجنة المنطقية للحزب الشيوعي السوري الموحد في اللاذقية احتفاء بذكرى تأسيس الحزب

ثلاثة وتسعون عاماً من عمر هذا الحزب ولم يعرف الشيخوخة.. ثلاثة وتسعون عاماً والسنديانة الحمراء تعاند العواصف وتصمد بفضل احتضان شعبنا وحمايته لها.. ثلاثة وتسعون عاماً مضت من النضال المتواصل خاضه الشيوعيون والوطنيون، لم يبخلوا بالدم ولا بالعرق، لبوا نداء حزبهم طوال تلك السنين وفي كل المحطات التاريخية في الثورة السورية ومقاومة الانتداب الفرنسي، ومعركة الجلاء من أجل الاستقلال، وكانوا في طليعة المقاومين ضد المشروع الصهيوني.

تتميز احتفالات حزبنا بالذكرى الثالثة والتسعين لتأسيسه هذا العام بتزامنها مع احتفالات الذكرى المئوية لثورة أكتوبر الاشتراكية العظمى في روسيا، فهذا التأسيس جاء على وهج انتصار الثورة التي شكلت منارة وأملاً للطبقة العاملة ولشعوب العالم قاطبة بالتخلص من النظام الرأسمالي ومن الاستعمار والتبعية، كما جاء استجابة وطنية موضوعية لحاجات شعبنا بتحقيق الاستقلال والتحرر الوطني والاجتماعي. وبهاتين المناسبتين أقامت اللجنة المنطقية للحزب الشيوعي الموحد في اللاذقية مهرجاناً خطابياً بحضور ممثلين عن القوى السياسية والنقابية والشبابية، وممثلين عن المقاومة الفلسطينية وجمهور غفير.

بدأ الاحتفال الرفيق علي ريا (عضو اللجنة المنطقية للحزب، عضو المركزية للحزب) بالوقوف دقيقة صمت تقديراً لأرواح شهداء الوطن والحزب، ثم رحب بالحضور، وبدأ الاحتفال بالنشيد الوطني، ثم ألقى الرفيق عبد الرزاق درجي (سكرتير اللجنة المنطقية، عضو المكتب السياسي) كلمة رحب فيها بالحضور، وأشار إلى أهمية ثورة أكتوبر العظمى التي نقلت المجتمع الروسي من حالة الفقر والجهل والصراعات إلى حالة من التقدم والتطور العلمي الهائل، وأصبح الاتحاد السوفيتي وليد ثورة أكتوبر من الدول العظمى الذي يقدم العون والمساعدة إلى كل الشعوب المناضلة ضد الاستعمار والظلم وفضحها للاتفاقيات الاستعمارية ( اتفاقية سايكس بيكو).

إن إشعاع ثورة أكتوبر كان ملهماً للشعوب ومنها شعبنا الذي قاوم المحتل الفرنسي في الساحل السوري وجبل الزاوية والغوطة وجبل العرب، إلى أن تكللت هذه الثورات بجلاء المستعمر عن أرض الوطن بفضل تضحيات شعبنا والفيتو السوفيتي الذي استخدم لأول مرة في تاريخ الأمم المتحدة لصالح جلاء المستعمر عن وطننا الغالي.

واليوم يكرر الشعب الروسي دعمه لشعبنا ضد التأمر الأمريكي الصهيوني الرجعي وضد الإرهاب.. كما أشار الرفيق عبد الرزاق إلى نضال الحزب منذ تأسيسه في مقاومة المستعمر الفرنسي ونضاله ضد الإقطاع، وفي تأسيس النقابات وقف الحزب بحزم ضد وعد بلفور المشؤوم وضد الهجرة اليهودية إلى فلسطين، ووقف إلى جانب نضال الشعب الفلسطيني لنيل حقوقه، كما وقف ضد الفاشية أثناء اندلاع الحرب العالمية الثانية وضد كل المشاريع الاستعمارية، وساهم في جميع المعارك التي خاضها شعبنا لاسيما في حرب تشرين التحريرية، وفي مواجهة التطرف الديني الذي كان حزبنا هدفاً لهذه التنظيمات الإرهابية. وقد أكد حزبنا منذ بداية الأزمة أنها أزمة مركبة فمن جهة كان هناك تآمر أمريكي صهيوني رجعي على سورية، ومن جهة ثانية هناك مطالب محقة يجب العمل على حلها، ودعا الحزب إلى مؤتمر وطني شامل لوضع الحلول للمشاكل الداخلية، كما أكد الحزب أن مكافحة الإرهاب والفكر الظلامي تكتسب وطنية بامتياز، كما تكتسب إعادة الإعمار أهمية قصوى من خلال قدراتنا الذاتية ومساعدة الدول الصديقة التي وقفت إلى جانب شعبنا.

وأكد الرفيق عبدالرزاق ضرورة مكافحة الغلاء وتجار الأزمات والفساد، واتخاذ كافة التدابير التي تصب في مصلحة الجماهير الشعبية، وأن هذا الشعب الذي قدم التضحيات الكبرى يستحق منا جميعاً الإخلاص له وخدمته ليعيش حراً كريماً فوق تراب وطنه وفي الختام أحيي ثورة أكتوبر والذكرى 93 لتأسيس الحزب والمؤسسين الأوائل، وذكرى المناضل الثوري والأممي تشي غيفارا، وأحيي جيشنا العربي السوري وشهداء الحزب والوطن والمقاومة الفلسطينية الباسلة، وأصدقاء شعبنا روسيا الاتحادية والصين وإيران وحزب الله، وأحيي رئيس الجمهورية العربية السورية ورئيس الجبهة الوطنية التقدمية الذي قاد صمود شعبنا حتى تحقيق النصر، قدمت الفرقة الموسيقية مجموعة من الأغاني الوطنية والثورية احتفاء بهذه المناسبات.

وفي الختام شكر الرفيق علي ريا الحضور للمشاركة في هذه الاحتفالات، وقدم شكراً خاصاً للطفلة المعجزة حوراء ساحلي التي شاركت في الاحتفال الغنائي التي لاقت قبولاً واستحساناً وتصفيقاً حاراً من الحضور.. فتحية كبرى إلى كل الرفاق المناضلين المضحين العاملين في الحزب ومنظماته ومؤسساته ومراكزه و كل عام وأنتم بألف ألف خير…

العدد 1105 - 01/5/2024