روسيا تدعو إلى الأستانة وديمستورا يستعد لعقد جنيف وصوت الشعب السوري ينبغي سماعه

تتكثف المساعي السلمية لحل الأزمة السورية بعد المبادرة الروسية الإيرانية التركية، التي تحولت إلى قرار دولي، بعد أن وافق مجلس الأمن الدولي عليها بالإجماع.

روسيا أعلنت عن انعقاد اللقاء بين ممثلي المعارضة المسلحة وممثلي الحكومة السورية في (الأستانة) بتاريخ 23/1/2017، وظاهرياً يحظى هذا الاجتماع بمباركة الأمريكيين والأوربيين والأتراك، وكذلك أعلن ديمستورا تأييده دون أن تتوقف مكاتبه عن توجيه الدعوات إلى ممثلي المعارضة لحضور لقاء في جنيف في 8/2/2017، تنفيذاً لاقتراح تبناه مجلس الأمن أيضاً.

لم تتسرب معلومات موثوقة عن جدول أعمال لقاء الأستانة، وإن صدرت بعض التصريحات الروسية التي تتوقعه لقاء مفتوحاً، ودون سقوف، كذلك أعلنت الحكومة السورية موافقتها على الحضور ودون أي شروط، لكن الهم الروسي يتركز اليوم على تثبيت وقف الأعمال القتالية، وفرز المعارضين (المعتدلين) عن داعش والنصرة، تمهيداً لاستمرار توجيه الضربات لهما بالتعاون مع الجيش السوري، ونظرياً مع التحالف الدولي الذي تقوده الولايات المتحدة التي راوغت ثم رفضت إجراء هذا الفرز.

نحن لا نتوقع تحقيق معجزات في لقاء الأستانة، خاصة بغياب المعارضة السياسية، لكننا رغم ذلك نؤيد أي مسعى يؤدي إلى أن يحل الحوار محل البندقية، فما عاناه شعبنا خلال السنوات الست الماضية من عمر الأزمة، وغزو الإرهاب، لم يعرفه شعب من الشعوب في التاريخ المعاصر.

الأمريكيون بإدارتهم الراحلة بعد أيام، عرقلت في الماضي تحقيق أي مبادرة سلمية لحل الأزمة السورية، ونعتقد أنها تقف اليوم ورغم تأييدها للمبادرة الثلاثية في مجلس الأمن، وراء الخرق لوقف القتال الذي تمارسه المجموعات الإرهابية (المعتدلة)، واستمرار بعضها في إلقاء القذائف على المواطنين الأبرياء في حلب ودمشق وبقية المناطق السورية.

صوت المواطنين السوريين ينبغي أن يكون مسموعاً في الأستانة، وفي جنيف، وفي أي ملتقى آخر، فهم سيواجهون الإرهاب مادام هناك إرهابي واحد على أرضهم، وهم متمسكون بوحدة بلادهم وسيادتها، ولن يسمحوا بتقسيمها تحت أي مسمى.. إنهم يدعون الجميع إلى الحوار الجدي الشامل، من أجل التوافق على إنهاض سورية، وبناء مستقبلها الديمقراطي.. العلماني، الذي يتسع لجميع السوريين.

العدد 1105 - 01/5/2024