أستانا 3 في موعده والإرهابيون يصعِّدون لعرقلة التسوية السياسية

أكثر من 70 شهيداً ونحو 100 جريح كانوا ضحايا التفجيرين الإرهابيين اللذين وقعا ظهر يوم السبت 11/3/2017 في حي شعبي من أحياء دمشق، ورغم أن عدة مجموعات إرهابية أصدرت بيانات (تبني) هذه العملية المجرمة، وهو أمر شكلي بالنسبة للسوريين، فإن الأصابع ذاتها وكذلك الأدوات لم تتغير، والهدف كان ومازال سورية الوطن الموحد والسيد، وشعبها النازف، والصابر، والصامد في وجه الغزو الإرهابي الفاشي.

لقد أصبح الأمر معروفاً ومتوقعاً في الداخل والخارج، فعند أي محاولة لإنجاح الجهود السياسية وحلّ الأزمة السورية، تلجأ المجموعات السوداء إلى التصعيد، وغالباً ما يستهدف إرهابها هذا المواطنين الأبرياء، محاولةً أن تنسف أي جهد سلمي لوقف نزيف دماء السوريين. ورغم فظاعة الجريمة الإرهابية في دمشق مؤخراً، لكننا نريد التركيز هنا على أمرين اثنين:

الأول هو: هل تحقق فعلاً الفصل النهائي بين (معتدلي) أمريكا والرياض، وداعش والنصرة؟ الأمر ليس شكلياً، لأن تشابكاً فعالاً يربط بين الطرفين منذ بداية الغزو الإرهابي لسورية، ولأن وجود بعض هؤلاء ضمن وفود المعارضة المسلحة المشاركة في جهود التسوية يعني بجميع المقاييس نسفاً لهذه الجهود.

والأمر الثاني: إصرار الولايات المتحدة وشركاؤها الأوربيون على اعتبار هؤلاء (المعتدلين) أطرافاً في التسوية السياسية، رغم جميع المؤشرات التي تؤكد الشراكة المتعددة الوجوه بينهم وبين داعش والنصرة.

كازاخستان أكدت موعد لقاء أستانا 3 في 14 آذار الجاري، رغم الغموض الذي يلف مشاركة المجموعات المسلحة.. إذ عاد هؤلاء إلى نغمة الشروط المسبقة لأي لقاء، وربطوا حضورهم لقاء أستانا3 بتنفيذ هذه الشروط، وديمستورا من جانبه حدد أواخر الشهر الجاري موعداً لجنيف، رغم الوافد الجديد إلى المشهد السوري، وهو الدعم العسكري الأمريكي لتحرير الرقة، الذي تمثّل بنزول قوات (المارينز) في شرق سورية وشمالها.

المواطنون السوريون كانوا ومازالوا يؤيدون جهود السلام لإنهاء مآسيهم الإنسانية، ولوقف تدمير بلادهم، لكنهم في الوقت ذاته يتساءلون: هل ستثمر مساعي التسوية السياسية مادامت الأيدي المجرمة تزرع العبوات الناسفة وتطلق الصواريخ الحارقة؟

إنهم يدفعون ما لم يدفعه شعب من الشعوب ثمناً لسيادة بلادهم ووحدتها ومستقبلها الذي يريدونه واعداً.. ديمقراطياً.. علمانياً.

العدد 1105 - 01/5/2024