وفد شيوعي ويساري عربي في الصين

بدعوة من الحزب الشيوعي الصيني، قام وفد يمثل الأحزاب الشيوعية واليسارية في الدولة العربية في الفترة الواقعة بين 9 و21/4/2017 إلى جمهورية الصين، اطلع خلالها على منجزات الشعب الصيني، والتطور الذي تشهده جمهورية الصين الصديقة.. كما نظمت خلال الزيارة لقاءات فكرية وسياسية مع الرفاق الصينيين تناولت التجربة الصينية، ودور الحزب الشيوعي الصيني، والتحضيرات الجارية لعقد المؤتمر التاسع عشر للحزب الشيوعي الصيني الذي سيعقد في النصف الثاني من العام الجاري.

وننشر فيمايلي كلمة الرفيق الدكتور حسيب شماس، عضو المكتب السياسي للحزب الشيوعي السوري الموحد، وممثل الحزب خلال أحد اللقاءات مع الرفاق الصينيين:

الرفاق الأعزاء والحضور الكريم

تحية طيبة من سورية والشعب السوري ومن الحزب الشيوعي السوري الموحد، أقدم الأحزاب السورية وأعرقها. لقد قضى شعبنا ست سنوات وهو يعيش وسط بحر من الدماء والدمار، والتهجير، وتهديد نسيجه الوطني، بفعل حرب بربرية لم تشهد البشرية جمعاء مثيلاً لها بعد الحرب العالمية الثانية، نظمتها قوى إمبريالية عالمية، ورجعية عربية مستغلة  بطء عملية الإصلاح السياسي والاجتماعي في البلاد.

أيها الرفاق الأعزاء

لقد انتصر نموذج الانتقال إلى الاشتراكية في الصين عن طريق الثورة الشعبية المسلحة، ومرت بلادكم بمرحلة البناء الاشتراكي للقضاء على التخلف والفقر والحصار الخارجي.

وابتدأت مرحلة جديدة بقيادة الرفيق دينغ شياو بينغ منذ عام 1978 بانتهاج (سياسة الإصلاح والانفتاح) ودخلت الصين عهد (اقتصاد السوق الاشتراكي).

وقد حققت الصين خلال الثلاثين سنة نجاحات مبهرة، كان من أهم أسباب تحقيقها،حرص الحزب الشيوعي الصيني على قيادة العملية الاقتصادية، ومشاركة الفعاليات الاقتصادية الخاصة في إطار اقتصاد السوق الاشتراكي.

لقد بذل الحزب الشيوعي الصيني جهوداً جبارة، تبلورت في نقل الصين من دولة زراعية منغلقة، إلى دولة صناعية زراعية متطورة، تنافس على المرتبة الأولى في العالم، كقوة اقتصادية. مستخدمةً آخر تطورات العلم والتكنولوجيا بما يناسب الصينيين.

الشيء الأهم، هو انعكاس هذه السياسات والنجاحات على حياة الفرد والمجتمع. فقد تطور نصيب الفرد من الناتج المحلي الإجمالي من 300 دولار إلى 7500 دولار، في دولة عدد سكانها ربع سكان العالم.

أيها الرفاق

هناك تساؤلات عدة حول التجربة الصينية، وجدواها في طريق بناء الاشتراكية. وهل يعتبر اقتصاد السوق الاشتراكي بناءً اشتراكياً؟ كيف يمكن الجمع بين اقتصاد السوق والاقتصاد الموجه، ومنع تشكل طبقة رأسمالية نقيضة؟

هنا يقع على عاتق الشيوعيين مهمة صعبة، وهي كيف يتفهمون الاشتراكية كأفكار ومبادئ عامة، وكيف يفهمونها في ظروف بلدانهم بالذات. وهل يجب التعامل مع الفكر الماركسي بجمود عقائدي، لا يقبل التفسير أو الاجتهاد أو المرونة؟

كتب ماركس عام ،1844 كما جاء في المؤلفات الكاملة ماركس- إنجلز – المؤلفات الكاملة جزء 3 صفحة 20 بالروسية: ( يجب علينا أن نتجنب تقديم أنفسنا للعالم بصورة دوغماتية، علينا أن نطور للعالم مبادئ جديدة انطلاقاً من مبادئه القديمة).

وفي مكان آخر كتب يقول: إن القوانين العامة للتطور تتغير بتبدل الظروف التاريخية، كما أن الحقيقة من وجهة نظر ماركس تكتسب مضموناً جديداً مع تبدل هذه الظروف.

لذلك نرى أن مهمة صعبة تقع على عاتق رفاقنا في الحزب الشيوعي الصيني، وهي المواءمة بين القواعد العامة للماركسية وضرورة أخذ ظروف الصين في الحسبان.

في هذا الموقف لا يسعني إلا أن أذكر أن الشعب السوري اختبر جيداً العلاقة التاريخية بين بلدينا، وهو يثمّن عالياً مواقف الصين المساندة لسورية عبر تاريخها المعاصر. ويتقدم بالشكر والعرفان الى قيادة الحزب الشيوعي الصيني والشعب الصيني على الدعم السياسي، والاقتصادي لبلدنا.

إن التجربة المريرة التي تتعرض لها سورية، ما هي إلا عقاب لبلدنا من قبل الإمبريالية المتوحشة، على مواقفه من القطب العالمي الواحد، وعلى دعمه لحركات التحرر الوطني.. والكلفة للسوريين عالية جداً.

وهنا من على منبركم الكريم، أريد التأكيد أن الإرهاب العالمي لا يمكن أن تتصدى له دولة واحدة.

إن الإرهاب العالمي، وشعار مكافحته يجب أن يكون موضوعاً للبحث في الملتقيات العالمية كافة. وعلى العالم أجمع توحيد جهوده وإمكانياته للقضاء عليه.

أيها الرفاق الأعزاء

في هذا العام يتهيأ الشيوعيون الصينيون، والشعب الصيني لانعقاد المؤتمر التاسع عشر للحزب الشيوعي الصيني، الذي نجزم بأنه سيحمل مزيداً من التقدم والازدهار للشعب الصيني.

كل التقدم والتطور لدولة الصين الصديقة، وكل النجاح لأعمال المؤتمر التاسع عشر للحزب الصيني العريق.

عاش المؤتمر التاسع عشر للحزب الشيوعي الصيني!

عاش الحزب الشيوعي الصيني!

عاشت الصين العظيمة موحدة قوية!

العدد 1107 - 22/5/2024