عدوان أمريكي سافر على سورية

صمود شعبنا وجيشنا سيحبط مخططات الأمريكيين

ينبغي تقوية عوامل صمود سورية في الداخل

العدوان الأمريكي على مطار (الشعيرات)، يوم الجمعة الماضي، يؤكد ما سبق أن حذرنا منه على صفحات (النور)، ويوجّه صفعة لمن رأى في التصريحات الأمريكية قبل أيام في إسطنبول ونيويورك، انعطافاً في الموقف الأمريكي حيال الأزمة السورية، وتفهّماً أوضح لمتطلبات التسوية السياسية، وحماسة أشد لضرورة مكافحة الإرهاب.

وقد أراد ترامب من عدوانه على سورية تحقيق حزمة من الأهداف:

1- عرقلة الجهود الدولية السلمية لحل الأزمة السورية.

2- تعديل ميزان القوى في الميدان السوري، إثر النجاحات التي أحرزها ويحرزها الجيش السوري في مواجهة الإرهابيين، خاصة بعد تحرير حلب وريفها، وإعادة تحرير تدمر، ونجاح المصالحات الوطنية في العديد من المناطق.

3- طمأنة حلفاء أمريكا في الخليج وتركيا، وخاصة بعد الهزائم المتكررة لإرهابييهم في سورية.

4- دعم الموقف التفاوضي لوفد معارضي (الرياض) وحلفائهم في أية مفاوضات قادمة حول الأزمة السورية.

5- تلبية إرادة صقور الإدارة الأمريكية، ودعم المجمع الصناعي الحربي، فبعد ساعات من العدوان ارتفعت أسعار النفط وأسهم جميع شركات الصناعة العسكرية في الولايات المتحدة.

6- الرد على الرأي العام الأمريكي الذي رأى في وصول ترامب إلى البيت الأبيض نكسة كبيرة.

إدانة العدوان الأمريكي على سورية لم تقتصر على الداخل السوري، بل شملت العديد من الدول والأحزاب في جميع البلدان العربية والعالمية، ونُظمت المسيرات الاحتجاجية وأُطلقت النداءات للوقوف إلى جانب سورية وشعبها في مواجهة العدوان  الأمريكي.

كذلك هلل كثيرون وربما رقصوا ابتهاجاً بإطلاق صواريخ الحقد على الأراضي السورية، أما الائتلافيون فعدّوه نصراً مبيناً، وطالبوا باستئناف العدوان على من (يدّعون) أنها بلادهم. أما آل سعود وتركيا وإسرائيل وجوقة التحالف الدولي المعادي لسورية، فقد شعروا بعودة الروح وناشدوا الأمريكيين بضربات أخرى.

القوى والأحزاب الوطنية السورية التي استبعدت منذ بداية الأزمة السورية، أيَّ موقف عادل، أو محايد للإدارات الأمريكية حول الأزمة والغزو، رأت في عدوان أمريكا استمراراً لسلوكها السياسي المعادي لأي جهد سلمي لحل الأزمة السورية، ومحاولة أمريكية (فاشلة) لدعم الإرهابيين وشدّ أزرهم.

العدوان الأمريكي لم يكن الأول.. ولن يكون الأخير، وهذا ما يتطلب من القيادة السورية حزمةً من المواقف والإجراءات، بهدف دعم صمود سورية وشعبها ورصّ صفوف جميع السوريين خلف جيشهم الوطني، لمواجهة اعتداءات أخرى، ربما تكون أشد وأخطر، ويأتي على رأس هذه الإجراءات:

1- عقد الحوار الوطني الشامل بهدف إنشاء تحالف وطني يضم جميع القوى السياسية الوطنية، لمواجهة غطرسة الأمريكيين، والاستمرار في مكافحة أذنابهم الإرهابيين، وطردهم من كل شبر من الأرض السورية.

2- الحفاظ على وحدة سورية أرضاً وشعباً، وإفشال مخطط الأمريكيين وحلفائهم الرامي إلى تقسيمها.

3- تعبئة جميع الموارد والإمكانيات في خدمة صمود سورية وشعبها.

4- الذهاب إلى أوسع مدى في دعم جماهير الشعب السوري، لتلبية مستلزمات صموده، ولجم جميع الفئات الفاسدة والمحتكِرة التي تجعل من حصول المواطن على متطلبات حياته المعيشية أمراً صعباً للغاية.

5- تحقيق المناخ الهادئ الذي يسهّل إجماع فئات الشعب السوري على الصمود، ودعم جيش سورية الوطني، لمواجهة أي اعتداء قادم، ومواجهة الغزو الإرهابي، ونرى أن إطلاق سراح الموقوفين بسبب آرائهم السياسية والإسراع في محاكمة من ثبت مخالفتهم للقوانين والعمل لمعالجة ملف المخطوفين وإعادتهم إلى ذويهم يشكّل عاملاً هاماً في إجماع السوريين على الصمود والمواجهة.

سورية ستنتصر والأمريكيون سيُهزَمون، وشعبنا الذي وقف دائماً في مواجهة الأمريكيين ومخططاتهم سيبقى صامداً لحماية بلاده، والحفاظ على وحدتها ضد محاولات تقسيمها.. طامحاً إلى غد سورية الديمقراطي.. العلماني.. التقدمي، المعادي لكل أشكال الهيمنة.

 

العدد 1105 - 01/5/2024