عاش الأول من أيار..يا عمال سورية.. ويا أحزابها اليسارية والوطنية.. ويا فقراءها.. اتحدوا!

في قلاع الرأسمالية العالمية تخوض الطبقة العاملة نضالاً عنيداً ضد سيطرة الاحتكارات والرساميل الريعية والمصارف الكبرى وأسواق المال، وتخرج إلى الشوارع تعبيراً عن رفضها تحميل العمال والفئات الاجتماعية الفقيرة تبعات الأزمة الاقتصادية التي تسببت بها سياسات نيوليبرالية.. أصولية.. متوحشة، كدّست المليارات في خزائن سماسرة المال والبورصات، وأعطت العمال موازنات (تقشفية).

 في بلادنا لن يكون للطبقة العاملة السورية، حسب اعتقادنا، سلاحٌ أمضى من الحفاظ على تنظيمها النقابي الذي يجب أن يعبر عن وحدتها واستقلاليتها عن مراكز القرار العليا، واستخدام جميع أشكال النضال، وبضمنها الاحتجاج السلمي.. والإضراب المنظم لنيل حقوقها، ما دام نظام العمل المأجور يفعل فعله.. ومادامت السياسات الاقتصادية تحابي االنُّخَب الثريّة والمالكين.

 المهمة الوطنية الأكثر إلحاحاً اليوم هي مواجهة الإرهاب، والسعي من أجل حل سلمي لأزمة الوطن والشعب، لكننا، واستناداً إلى مؤشرات سياسية واقتصادية برزت خلال الأزمة، نرجّح في المرحلة القادمة، أن تسيطر الرساميل المتنوعة، على الأخضر واليابس، وسيسعى أثرياء الغفلة وأصحاب الثروات إلى توحيد قواهم في أحزاب سياسية ليبرالية، وسيستخدمون قدراتهم التنظيمية والمالية وتحالفاتهم السياسية للسيطرة على القرار السياسي والاقتصادي للبلاد، خاصة بعد السيناريوهات التي يروّج لها البعض لإعادة إعمار سورية، بالتعاون مع الصناديق الدولية والبيوتات المالية المرتبطة بالإمبريالية الأمريكية.

إن المرحلة المصيرية التي تمر بها بلادنا.. وأمام محاولات حسم المسألة السورية لصالح قوى الإرهاب والتطرف السياسي والديني، المدعومة من تحالف ردع سورية الأمريكي الأوربي الخليجي، تفرض أن لا تبقى الأحزاب والقوى اليسارية السورية على حالة الفرقة والتقوقع كلٌّ داخل (أسواره)، فما من منعطف واجه بلادنا.. وأحزابنا في الماضي، أشدّ خطورة مما نواجه اليوم، وما من هجمة منظّمة في الماضي، سعت للنيل من كل ما هو وطني وتقدمي وعلماني في الفكر والسياسة والاقتصاد في سورية، كما هي الهجمة التي يحرّض الإمبرياليون وشركاؤهم على شنّها اليوم، وما من استحقاق واجه الشيوعيين السوريين وجميع الوطنيين التقدميين خلال نضالهم الوطني الطويل من أجل كرامة الوطن ومنعته، كاستحقاق  الدفاع عن سورية في مواجهة الإرهاب والعدوان الخارجي.. وحل الأزمة السورية على أسس وطنية ديمقراطية معادية للهيمنة الأمريكية، ومحقّقة لتطلعات جماهير الشعب السوري في التنمية الاقتصادية والعدالة الاجتماعية.

فيا عمال سورية.. ويا أحزابها الوطنية اليسارية.. ويا أبناء الفئات الاجتماعية الفقيرة والمتوسطة.. استعدّوا.. واتّحدوا!

 

العدد 1107 - 22/5/2024