فلْنَرْسُم حلمَنا السوري معاً!
علي شوكت:
عودة الخطاب الطائفي الحاقد بشكل كبير وعمليات التعذيب والقتل الجماعي والسطو المسلح ينبئ عن تدحرج الموقف وصولاً إلى تفلّته من بين أصابع الإدارة الجديدة، التي لن تتمكن بأي حال من الأحوال من السيطرة على الواقع السوري، لأسباب عديدة نذكر أهمّها:
١ – قلّة عدّة وعديد القوات المنوط بها حفظ الأمن.
٢ – كمية الحقد الدفين والثأر التي لم يُعمل على برمجتها والتوعية النفسية والأخلاقية وحتى الدينية لها، والتي مازالت تشتعل في صدور الاطراف المتصارعة وخاصة الطرف المنتصر اليوم.
٣- عدم وجود دول ضامنة حقيقية لوقف الصراع والاقتتال والتحريض على العنف من جميع الأطراف، بل تقوم بعض الدول بالضغط لإثارة الفتنة وعودة الاقتتال مجدداً بحجج ينبغي أن لا يقع بها السوريون كمواطنين أو قيادات سياسية أو فصائل عسكرية.
٤- العدالة الانتقالية لا يمكن أن تنفذ إلا بيد سلطة الدولة وتحت إشراف محاكمها المختصة وبقضاء عادل ونزيه وحيادي، بعد تقديم كل الإثباتات والأدلة الدامغة على من تورطوا بعمليات القتل والإجرام من جميع الأطراف خلال مدّة النزاع.
٥ – انكفاء معظم القوى السياسية والأحزاب والشخصيات الوطنية العامة عن أخذ دورها في الحياة السياسية في البلاد.
٦- الإدارة الجديدة للبلاد ليست حكومة شرعية، بل هي إدارة أعطت نفسها مدة ثلاثة أشهر لتسيير أمور البلاد. لذا لابد من الإسراع لتشكيل حكومة مؤقتة، والإسراع بتشكيل لجان لإعداد دستور للبلاد يجري التوافق عليه من قبل جميع السوريين.
٧- فصل وتسريح عدد كبير من الموظفين وقطع الرواتب عنهم في جميع القطاعات، وخاصة قوى الأمن الداخلي والجيش، سيخلق مشكلات كبيرة على المستويين الاجتماعي والأخلاقي ستنعكس على جميع مناحي الحياة الاقتصادية والاجتماعية والسياسية واستقرار البلاد.
لا شك أن المرحلة صعبة وخطيرة جداً والجميع يريد غرز سكّينه في قالب الحلوى السوري، ولا بد من تضافر جميع القوى الخيرة في البلاد لتجاوز هذه المرحلة والتي تعدّ أخطر من إسقاط النظام السابق.
فيما يحاول قادة الإدارة الجديدة أن يتقدموا خطوة إلى الأمام ولو ظاهرياً، او على المستوى الإعلامي والتواصل مع الخارج، نرى على الارض الكثير من المحرضين ومنفلتي العقل واللسان ينفخون في أوار الفتنة والتحريض على العنف والقتل والخراب محاولين إعادتنا عشرات الخُطا إلى الوراء.
سورية بحاجة إلى كلّ أبنائها.
السوريون بحاجة إلى لملمة الجراح وعدم الانزلاق للفتنة مجدّداً.
نحن بحاجة إلى الأمن والأمان والعيش الكريم.
تحية لكل من ينبذ الفتنة والفوضى والإجرام من أيّ جهة أتت.
تحية لكل سوري يحاول أن يبدأ مجدداً في إعادة رسم الحلم السوري ويبدأ ببناء الإنسان.