يا شباب سورية نظّموا صفوفكم!
نداء اتحاد الشباب الديمقراطي السوري موجّه للشباب السوري الوطني
مرّت على بلادنا عقودٌ طويلة من التفرُّد وتضييق الخناق على الحياة السياسية والحزبية، والتسلّط على المنظمات الشعبية والنقابية، مما أفرغ العمل السياسي والمطلبي من معناه الحقيقي ومضمونه الاجتماعي، وأبعد الناس عن العمل السياسي المنظَّم إما خوفاً من القمع أو فقداناً منهم للإيمان بهذا العمل. إلا أننا اليوم، بعد أن دخلنا في مرحلة تاريخية جديدة، نرى أن المساعي لإعادة إنتاج التفرّد، وبضمن ذلك إبعاد الشارع السوري عن العمل السياسي المنظّم ولكن بأيادٍ جديدة تخشى العمل السياسي، وتخشى انتظام الناس عبر انتماءات سياسية تعبّر عنهم وتمثلهم، بعيداً عن الانتماءات الطائفية والعنصرية والانتماءات الظلامية الأخرى.
ومن أجل قطع الطريق على كل من يسعى لاختطاف البلاد وزجّها في زنزانة التسلّط والتفرّد، فإن إحدى أكبر المهام اليوم تتمثّل في إعادة الاعتبار للانتماء الفكري والسياسي، وللعمل عبر المنظمات والأحزاب السياسية والتنظيمات الشبابية والنقابات والمنظمات الشعبية العابرة للانتماءات الموروثة والمفروضة علينا بالولادة، كالانتماء للعرق أو العشيرة أو الدين أو الطائفة، مقابل الانتماء الفكري السياسي والقناعة التي يتبنّاها المرء بالوعي والإرادة الحرّة، للمشاركة في صنع القرار السياسي والدفاع عن مصالح المجتمع والوطن بشكل منظّم.
وقد كان اتحاد الشباب الديمقراطي السوري هو السبّاق في توجيه نداء للشباب السوري منذ عام 2012، للعمل ضمن صفوف الأحزاب السياسية، لحماية البلاد من الدخول في أتون الحرب الأهلية والتدخل الخارجي والتقسيم وفرض الأجندات الاستعمارية على شعبنا. مذكّرين حينذاك بأن السوريين كانوا مضرباً للمثل في العمل السياسي السلمي الديمقراطي، ويقولون كلمتهم عبر منابر أحزابهم، وينتخبون ممثليهم عبر صناديق الاقتراع بحرّية، في حين كان الكثيرون ممّن يحاولون التدخل في بلادنا يعيشون في الجهل والتخلف والعنصرية والظلم.
أيها القارئ!
ها نحن أولاء اليوم نكرّر دعوتنا، والتحدّياتُ أمام شعبنا كبيرةٌ، فقد سيطرت على مقاليد القرار في بلادنا سلطةٌ عسكريّة منظّمة، وهي تستمرّ في خرق صلاحياتها كسلطة مؤقتة، ومن الواضح أنها غير قادرة على إدارة شؤون البلاد، أو حتى ضبط ما سُمّي بالـ(ممارسات الفردية) لعناصرها، ومصيرُنا ومستقبلنا جميعاً مرهونٌ بقرارنا، فإمّا أن نقف مكتوفي الأيدي متفرّجين مشتّتين، أو أن ننظّم صفوفنا ونقول كلمتنا عبر منابر أحزابٍ ومنظماتٍ سياسية ونقابية تمثل توجهاتنا وأفكارنا ومصالحنا، لنقول كلمتنا ونقرّر مستقبل بلادنا من خلالها.
فماذا تنتظر؟!
دمشق 27/1/2025
المكتب التنفيذي لاتحاد الشباب الديمقراطيّ السوريّ