القصيدة التشاركية تحولت إلى أغنية
أيمن أبو شعر:
ولدت هذه القصيدة في تونس واكتملت في موسكو وستقدم كأغنية لأول مرة في دمشق.
كنت في زيارة لتونس الحبيبة بدعوة من مؤسسة الكتيبة الإعلامية، بلد جميل والذين وجهوا الدعوة مثقفون يساريون رائعون، وجمهور ذواق أذهلني وأسعدني أن عدداً غير قليل من هذا الجمهور يحفظ قصائدي أكثر مني.
وكان بديهياً أن تثار نقاشات متنوعة حول الأدب والفن، وكذلك حول قضايا الإنسان المصيرية في بلادنا العربية، وقضية فلسطين المحورية بالنسبة للجماهير العربية على وجه العموم، والمفارقات بين مواقف الشعب في هذا البلد أو ذاك والمواقف السلطوية ما يثير الحماس والاندفاع لإظهار هذه المفارقات، من خلال دعم وتشجيع صوت الشعب وتحويله إلى واقع، وفي هذه الأجواء ذات نقاش في شرفة الفندق الذي كنت فيه تهادى إلى مسامعي صوت هادر من بعيد، وراح يقترب ويعلو حتى عبرت مظاهرة شعبية هادرة من تحت الشرفة، وهي تهتف لفلسطين وللحرية وكرامة الإنسان.
شعرت فجأة أنني واحد من المتظاهرين وأنني أردّد الهتافات معهم، وفي تلك اللحظات بدأت تتوالد القصيدة عن الشعب الذي كانت تلك المظاهرة رمزه، وفوجئت أيضاً بأن الفنان الثوري التقدمي ياسر الجرادي تفاعل مع القصيدة، وهي لم تكتمل بعد وطلب أن يغنيها بنفسه، وحين عرف أنني سأختمها بعبارة (وطن حر وشعب سعيد) وهو شعار اليساريين منذ عشرات السنين، قال لي إن هذا الشعار يردده التقدميون من مختلف القوى الوطنية ولم يعد حكراً على اليساريين وحدهم. وأردف، ومن يمكن ألا يتبنى مثل هذا الشعار بل وأن يكون هدفاً رائعاً على مرّ الزمن، أن يكون الوطن حرّاً والشعب سعيداً.
وهكذا ضمن طبيعة ولادة هذه القصيدة عبر هتافات الجماهير، جعلتُ الجمهور يردد مع المغني كلمة (الشعب) التي تأتي جواباً حاسماً للتساؤلات قبل ذلك، وكذلك بحيث يردد العبارة الأخيرة التي هي زبدة القصيدة (وطن حر وشعب سعيد)، وأعتقد أن الأداء التشاركي بمساهمة الجمهور سيعطيها جوها المميز! الذي آمل أن يتحقق في أمسيتي القادمة 14/ 11/ 2024 وسيؤديها الفنان الملحن معن دوارة بنفسه.
قصيدة (الشعب) التشاركية
هدية لاحتفالية الذكرى المئوية
مَن هذا الطالعُ من دائرةِ الزمنِ الصعبْ
مَن هذ الطائعُ للثائرةِ كنبضِ القلبْ
مَن هذا الصابرُ
من هذا الحائرُ
من هذا الشامخُ رغمَ جراحِ الصلبْ
الشعب الشعب الشعب
(ثلاثية يرددها الجمهور مرّتين)
-الفاصل الموسيقي-
من هذا الرادعُ للفاجرةِ العفنِ الحربْ
من هذا المانعُ للساحرةِ الوثنِ الرعبْ
من هذا الثائرُ
من هذا القادرُ
أن يسقي القادمَ من ينبوعِ الحبْ:
الشعب الشعب الشعب
(ثلاثية يرددها الجمهور مرتين)
-الفاصل الموسيقي-
من هذا الرائعُ وهوَ الجائعُ عانى السَلْبْ
من ظلَّ يصارعُ كالأسطورةِ صخرَ الدربْ
من هامَ كطائرْ
من ظلَّ يناوِرْ
كي يقلعَ جمّاحاً أنيابَ الذئبْ
الشعب الشعب الشعب
(ثلاثية يرددها الجمهور مرتين)
-الفاصل الموسيقي-
(المقطع القادم يغنى بلهجة شعبية وبصيغة هتافات المظاهرات)
كونوا النارْ أشعِلوا سكونَ الليلْ
غنّوا الثارْ وازحفوا كجموحِ السيلْ
ويا أحرارْ ردِّدوا ماذا نريدْ:
(وطنٌ حرٌّ وشعبٌ سعيدْ)!
(يرددها الجمهور كشعار ثلاث مرات، وتختتم بها الأغنية).