لا يكفي رفع سعر الدواء رسمياً
السويداء _ معين حمد العماطوري:
يبدو أن فوضى الأسعار، وغياب الرقابة عن تجار الأدوية، سمح لهم بتحويل الأدوية من فعل انساني الى تجارة بالارواح، واختلاف سعر الدواء بين صيدلية واخرى.
منذ مدة زمنية قليلة تم رفع سعر الأدوية بعد مطالبة شركات الأدوية بذلك، لانها لم تحقق العائد الاقتصادي المناسب واسترداد تكاليف انتاجه، حتى تم رفع سعر الأدوية الى اكثر من ٥٠٠بالمئة خلال فترة قصيرة وكان قبلها قد رفع ايضا ٤٠٠ بالمئة وما بين رفع الاثنين ارتفع اكثر من مئة بالمئة بين اربعين وخمسين بالمائة…
وهذا مؤشر أن الأدوية ارتفعت اكثر من ألف بالمئة خلال نصف عقد….
ساد الصمت عند الناس لحاجتهم للأدوية خاصة بعد تقلب المناخ بين الحار والبارد اذ قررت الشتوية أن تاخذ قيلولة الصيف في البلاد…الامر الذي دفع بأمراض متنوعة تصيب افراد المجتمع الذي فقد مناعته ومقاومته للمرض بعد أن ترهل مستوى المعيشة وبات بعيش على الاطعمة التي لا تمنحه الطاقة والمقاومة، وبالتالي من السهل أن يهجم المرض بفيروساته وجراثيمه على أجسامنا واختراقها بسهولة، اما الأدوية التي أسعارها فوق الغيوم الداكنة، فهي ترهق المواطن وسجلت حالات مرضية متنوعة وحالات وفاة لفئات عمرية شابة، لعدم قدرة الناس على شراء الأدوية بعد رفع أسعارها الجنوني.
حيث سجلت سعر أدنى وصفة طبية بما لا يقل عن خمسين ألف ليرة سورية للفرد الواحد، على راتب شهري ٣٠٠ ألف ليرة سورية، فما بال لو كان في المنزل اكثر من مريض خاصة وان أمراض شتاء تخللها العدوى كالرشح والكريب والانفلونزا…واخيرا كورونا المتحول الثالث.
لعل سعر الأدوية بالسويداء بات مثار للجدل بين صيدلية واخرى الدواء نفسه ومن نفس الشركة تجده يختلف بسعره بين صيدلية واخرى بفارق سعر يزيد عن ثلاثة الاف ليرة سورية، وكاننا في محال تجارة هدفها الربح على حساب الارواح…دون مبالاة للرقابة اذا وجدت.
والسؤال هل الصيادلة تجار وهم يلقبون بدكتور بالصيدلة كعلم، وقد اقسموا اليمين على شرف المهنة؟
ام أن الزمن بات للتجارة بالارواح والأجساد والضمائر والأدوية وكل شيء؟
يعني الشاطر وشطارتو ودمتم بخير يا نقابة الصيادلة والجهات الرقابية ..