ورقة واحدة

رنيم سفر:

هل سمعتم بورقةٍ تحدّد المصير؟

نعم، إنها في سورية، ورقة تحدد مستقبلك وحياتك. في كل بلاد العالم يدخل الطالب التخصص الذي يرغبه حسب ميوله ورغباته كي يُبدع بما يُحب، إلا نحن، ذلك أننا ندرس طيلة السنين الدراسية كي تحدد مصيرنا ورقة امتحانية وعلامات تدخلنا التخصص  الجامعي الذي نستحقه  حسب هذه الدرجة أي هي المحددة لمستقبلنا، فشهادة  الثانوية شهادة مقدسة يضع الطالب  كل جهده لنيلها، لكننا نحقق كل الظروف الصعبة للضغط عليه والنيل منه، فهي لعبة ضغط نفسي تطبق على الطالب من بداية العام الدراسي، وتأتي بعدها الامتحانات النهائية في المراكز المعتمدة، وهي ليست المدرسة التي يألفها طيلة العام، وبمجرد دخول الطالب إلى مركزه يشعر بأنه مجرم قادم إلى قسم الشرطة، فناصر الشرطة يحيطون بالمركز، والعيون كلها عليه لحماية المركز، بدلاً من تقديم الامتحانات في مدرسته مثل دول العالم المتقدم واستقبال الأساتذة المعتاد عليهم وبينهم صحبة كل السنة لتخفيف التوتر المطبق عليه.

كلّ هذه الأمور والامتحان لم يبدأ بَعدُ، هذا الخوف والقلق مما رآه، فضلاً عن التفتيش الذي يطول كل منطقة بجسد الطالب لمنع الغش، وفي الحقيقة هي وسيلة لزيادة الضغط عليه لتأتي بعدها  الورقة المنشودة عصارة خبرة الطالب طيلة العام، والتي يترتب عليها آماله وأحلامه هو وعائلته، والواقع أن الأسئلة الامتحانية للبكالوريا كانت هذا العام ٢٠٢٤م صعبة للغاية وأدت إلى إصابة العديد من الطلاب بالجلطة القلبية، لأنها شبه تعجيزية، في الوقت الذي عليها أن تناسب كل المستويات، لكن على العكس هي للمستويات الممتازة فقط، فأين الإنجاز بانسحاب الطالب  من أول مادتين وانكساره النفسي وتحطيمه قبل أن يبدأ حياته؟ هل هذا هو الهدف من الامتحانات؟ هل الهدف أن نرمي بشباب المستقبل خارج البلد؟

خطط ومناهج تعليمية من العصر الحجري، وأسئلة تحتاج إلى (روبوت) يحلها، فضلاً عن جو الامتحانات المخيف في المراكز.

تعبنا من تكرار الكلام نفسه..

دمتم ودمنا سالمين!

العدد 1140 - 22/01/2025