التركيز
القراءة هي من المهام المتوجبة علينا لأجل دراستنا أو ثقافتنا وما شابه من أمور تخص أمورنا اليومية، لكن يوجد من يتشتت أثناء القراءة، وهذا التشتت يكون من قلة التركيز طبعاً، فكيف يمكننا المحافظة على قدرتنا على التركيز أثناء القراءة؟
بداية: ما هو التركيز؟
التركيز هو قدرتك على تثبيت انتباهك وطاقتك وقدراتك على مهمة محددة أو موضوع أو نشاط باستمرار لمدة طويلة. فالذين يملكون تركيزاً وصبراً لا بد من أن يحققوا أشياء مهمة، عكس الأشخاص الذين ينتقلون من فكرة إلى أخرى دون التركيز على إنجاز مهماتهم. وعندما لا تكون عارفاً بما تريد أن تفعله حقاً ستركّز على الأهداف القصيرة المدى والتي عند تحقيقها ستتجه نحو هدف آخر، وربما لا تكون الأهداف مترابطة، بينما إذا كان تركيزنا كله موجهاً نحو هدف واحد ومهم، سنتقدم بخطوات هادفة نحو الهدف الواضح والمحدد. فالقدرة على التركيز على الأهداف البعيدة هي قدرة يملكها القادة الذين يريدون تحفيز فرقهم لتحقيق رؤيا بعيدة المدى.
ولنطور قدرتنا على التركيز علينا تحديد أهداف بعيدة المدى، وتشكل لنا حافزاً وشغفاً لما تحقق لنا من قيم وأحلام خاصة. وحين نرى أننا قادرون على تحديد هدفنا بعيد المدى علينا أن نكتبه ونركز عليه بشكل يومي ودائم، ومن ثم البدء بالانضباط الذاتي والقدرة على السيطرة على عواطفنا وتسرعنا، فيجعلنا الانضباط مستمرين في العمل بالرغم من كل الخلافات. ومن أهم الاشياء أن نكون مؤمنين بأهدافنا ونعمل عليها بانتظام…
أما عن تحسين قدراتنا على التركيز في العمل فعلينا:
1- تحديد ما هي الأعمال التي علينا القيام بها خلال اليوم.
2- تحديد الاعمال ذات المردود الأعلى أو الفوائد الأهم.
3- كتابة قائمة بأهم التزاماتنا اليومية.
4- كتابة الأولويات السبع الأهم حيث نبدأ من الأهم حتى نصل للأقل أهمية.
5 – علينا بترتيب المكان من حولنا فنجعل الأوراق المهمة فقط بين أيدينا ونصنفها حسب أهميتها، أما الأوراق التي لا تستطيع تحديد مدى حاجتك لها فاحتفظ بها في ملف خاص مع ملاحظاتك الخاصة.
6- علينا تركيز الوقت الممنوح لعملنا وفصله عن الوقت الذي علينا منحه للآخرين، ومحاولة عدم التشتت حتى بالهاتف إلا بما يخص المهمة الرئيسية.
وأما العوائق التي تبعدك عن التركيز فهي الضجيج الذي يسبب التشتت، وعدم وجود حافز، وعدم ترتيب الاولويات وتزاحمها في العقل، والإحباط، والمماطلة، وعدم وضوح الخطة او الهدف، والتعب والاجهاد والمرض.
وأما عن الغذاء فإن استهلاك كميات كبيرة من الأطعمة الدسمة والغنية بالدهون باستمرار يضر بالدماغ، ويسرّع فقدان الذاكرة، ويضعف القدرة على الفهم والتعلم، لذا علينا إعطاء الجسم حقه في النوم وعدم الاجهاد والسهر، ممارسة الرياضة والمواظبة عليها، وعلينا الإكثار من أكل الخضراوات والفاكهة الطازجة والمأكولات البحرية والابتعاد عن الأطعمة الجاهزة والمعلبة.
هي أمور كثيرة لكنها ممتعة ومفيدة تجعلنا قادرين على تحديد ما نريد عمله، فتتنظم حياتنا وأولوياتنا بما يتناسب مع قدراتنا وهدفنا النهائي في حياتنا العملية والشخصية.. ولكلّ مجتهدٍ نصيب.