لا ترتقي الحضارات بعيداً عنهم
منذ العصور الأولى، أطلقوا لقب المعلم على الفلاسفة والمفكرين، الذين يملكون دائما مفاتيح المجهول بالنسبة للعموم، مثلما يمتلكون القدرة على التأثير الإيجابي في مجتمعاتهم وأزمنتهم ومحيطهم، ويعبرون بالمجتمع طريق الوعي والفهم لأسرار ومتطلبات الحياة، للوصول إلى الحال الأفضل في كل المجالات.
ولكي يرتقي المجتمع بوعيه وفكره وحضارته، بكل ما تشمل تلك الحضارة من أدوات لخدمة الإنسانية، فإن وسيلة الارتقاء الوحيدة و المستمرة بلا شك، هي التعليم بكافة مراحله والتي تبدأ من تهجئة الحروف وصولاً لأرقى درجات العلوم الإنسانية الشاملة.
وبالطبع، لابدَّ من إنسان يتصدى لتلك المهمّة النبيلة والشّاقة، ويشرف على كل مرحلة من تلك المراحل، إنه بلا شكَّ من أطلقوا عليه منذ تكوّن الوعي البشري لقب المعلم.
فالمعلم هو الناقل الوحيد لمجموعة العلوم والقيم والمعتقدات والمعارف التي يكتسبها الإنسان المتلقي، وذلك عبر سلسلة مستمرة لا تنقطع، من أجل استمرار عمليات التطور والاكتشافات المستمرة في كل المجالات والمراحل الإنسانية- الحضارية.
وكما قلنا في الصغر، وما زلنا نقولها دائماً:
المعلم هو الشمعة التي تنير العقول.
فكل عام وجميع المعلمين على مختلف المستويات بخير وعطاء لا ينضب..
كل عام وهم أنبل البشر..