استراتيجية الطاقة في سورية حتى 2025

ينبغي دراسة منابع الطاقات البديلة الأكثر اقتصادية بالنسبة لمواردنا الطبيعية واختيارها واستثمارها. انطلاقاً من سطوع الشمس في قطرنا نحو 3000 ساعة سنوياً في الكثير من أجزائه، ما يعطيها الأهمية الأولى.طاقة الرياح لها أهمية متواضعة في أماكن معينة قليلة.الطاقة النووية للأغراض السلمية هي مصدر منبع للطاقة الا يجوز التخلي عنها، إضافة إلى استخداماتها الكثيرة في مجالات عديدة أخرى (في مجال الطب والتشخيص والعلاج، وفي مجال تقدير عمر الجثث والوثائق التاريخية والقطع الأثرية بواسطة الكربون المشع الذي يعتبر مؤرخاً موضوعياً دقيقاً، وفي مجال الصناعة مثل تغذية الأقمار الصناعية كهربائياً والسيناريو المشع الذي يحدد لنا أفضل الأمكنة على سطح الأرض احتواء للماء والبترول، وفي معرفة أبعاد قاع الآبار المكتشفة وكمية السائل فيها وقياس سمك الطلاء والمواد المعدنية المصنعة وتبيان الغش التجاري. وفي قطاع النقل لإضاءة الطرق والمطارات بخلط أحد النظائر المشعة مع بعض المواد التي تضيء. وفي الزراعة تمدنا بالمعلومات الكافية عن حاجة النبات إلى نوع السماد وكميته وطريقة استخدامه، وتفيدنا في معرفة منشأ الكثير من الأمراض التي تصيب النباتات والأشجار وفي إبادة الحشرات الضارة وجمع المعلومات عن التغيرات الجوية، وفي معالجة مياه الصرف الصحي وتخزين المنتجات الزراعية وغيرها الكثير من الاستخدامات. (لمزيد من التفصيل، انظر: حسن بلال – الطاقات البديلة – الطاقة النووية ضرورة استراتيجية – المركز العربي للدراسات الاستراتيجية – دمشق- 2009).

لا مفر من الحصول على الطاقة النووية، فهي من ضرورات التنمية الاقتصادية والتقدم التقني. وهي على عكس ما يشاع عنها، الأقل خطراً، والصديقة للبيئة أيضاً، حيث توفر الطاقة النووية سنوياً 300مليون طن من انبعاثات ثاني أكسيد الكربون في دول الاتحاد الأوربي، كما يقول (فيجاي ف. فيتيسبوران)، وهي أكبر صناعة في العالم ولا توجد صناعة أخرى تقترب من المقارنة بها.(الطاقة للجميع – كيف ستغير ثورة الطاقة أسلوبنا في الحياة – تأليف: فيجاي ف. فيتيسيبوران – عالم المعرفة – الكويت العدد 321 تشرين الثاني (نوفمبر) 2005).تستطيع الطاقة النووية والطاقة الشمسية توليد الكهرباء بالكميات المطلوبة لتحقيق نهضة صناعية كبيرة وتسيير شبكة ممتدة من الخطوط الحديدية سواء للوطن العربي بطول 3 ملايين كم للنقل الداخلي والقريب والبعيد والدولي، وبضمن ذلك أجزاء من طريق الحرير الجديد، وفي القطر العربي السوري بطول 5000كم أيضاً. (لمزيد من التفصيل، انظر: استراتيجية النقل في الوطن العربي حتى 2050 – د.نزار عبد الله – المركز العربي للدراسات الإستراتيجية – دمشق – 2006 ودراسة استشرافية للنقل في الجمهورية العربية السورية حتى 2025 – دمشق 2001 – دراسة غير منشورة).

تخطط الصين لوضع أسس لتنشيط تصدير صناعة الخطوط الحديدية وصناعة الطاقة النووية

تتطابق المصلحة الصينية والمصلحة الروسية مع المصلحة العربية، فلنسارع لدراسة والتعاقد على استيراد مفاعلات نووية للأغراض السلمية، ومصانع لإنتاج مستلزمات شبكة الخطوط الحديدية وتجهيزاتها من خطوط حديدية وعربات شحن وعربات للمسافرين، ومصانع لإنتاج العديد من تجهيزات الطاقة الشمسية لتوليد الكهرباء للسوق المحلية والعربية وللتصدير لأسواق الدول النامية مستقبلاً. بوسعنا أيضاً استيراد المفاعلات النووية من روسيا والهند وباكستان.نستطيع استيراد هذه التجهيزات من الدول الصديقة بالمقايضة مع الصين التي تستورد نحو 90 مليار دولار، وروسيا التي تستورد سنوياً قرابة 40 مليار دولار من منتجات القطاع الزراعي. (لمزيد من التفصيل، انظر: استراتيجية التنمية الزراعية في الوطن العربي حتى 2050 – د.نزار عبد الله – المركز العربي للدراسات الاستراتيجية – دمشق – 2010 واستراتيجية التنمية الزراعية في سورية حتى 2025 – جريدة (النور) – دمشق، تاريخ 17 أيلول 2014).

 ونستطيع ذلك أيضاً بإيرادات النفط والغاز المكتشف قبالة سواحلنا في البحر الأبيض المتوسط، وبإيرادات تجارة العبور في طريق الحرير الجديد بعد تشييد شبكة الخطوط الحديدية المكهربة والسريعة. وقد وقع مؤخراً اتفاق بين الصين وجمهورية مصر العربية على تشييد خط قطار سريع مكهرب بين الإسكندرية وأسوان بسرعة 300كم/ساعة. وجرى الاتفاق بين روسيا وجمهورية مصر العربية على بناء مفاعلات نووية للأغراض السلمية وتوريد أسلحة متطورة أيضاً.

ينبغي الاستعداد لتغير شبكة التبادلات التجارية منذ الآن من الغرب إلى الشرق، بتعليم لغات الدول الصديقة روسيا والصين والهند في مدارسنا، وأن نتوقف عن تعليم لغات المستعمرين مثل اللغة الفرنسية،التي لا نزال نجبر تلامذتنا وطلابنا على تعلمها وكأننا لازلنا مستعمرة لفرنسا ألد أعدائنا. لقد ذكر وزير خارجية فرنسا في بداية حرب الاستنزاف التي يتعرض لها القطر العربي السورية بأن لفرنسا حقوقاً تاريخية منذ حروب الفرنجة قبل قرابة ألف عام. ينبغي إرسال بعثات بالآلاف من الطلاب والمهندسين والفنيين والعمال المهرة لتعلم لغات الدول الصديقة لأن جلّ وارداتنا ستأتي منها والكثير من صادراتنا ستذهب إليها.

 

(لمزيد من التفصيل، انظر: اقتصاديات تعلم اللغات – د.نزار عبد الله – مجلة المعرفة- دمشق – العدد 600 أيلول 2013 وتعلم اللغات الصينية والروسية والهندية واليابانية وغيرها – د.نزار عبد الله – دراسة قيد النشر).

العدد 1140 - 22/01/2025