السيد وزير النقل من المسؤول عمّا يحدث في مرفأ طرطوس؟!
مرفأ طرطوس من المرافئ الهامة في سورية، وقد لعب دوراً محورياً على مدى سنوات عديدة، وكان بمثابة الرئة.. لكن على ما يبدو فإن بعض الجهابذة لا يريدون لهذا المرفأ الحياة الدائمة المستقرّة والمزدهرة بما ينعكس إيجاباً على الدولة وعلى خزينة الدولة.. ومن هنا كان إصرارنا على طرح سؤال على السيد وزير الاقتصاد أثناء زيارته مطلع هذا الأسبوع إلى طرطوس يتعلق بموضوع مرفأ طرطوس والحال المتردية التي وصل إليها المرفأ، ولكن السيد الوزير لم يجب عن سؤالنا لأسباب نجهلها تماماً، وكنّا نتمنى عليه لو تكرّم بالرّد!
بالعودة إلى المرفأ فإنّ ما يحدث فيه لا يمكن احتماله وللأسباب يخترقها الفساد والمحسوبيات من بابها إلى محرابها، فتفضلوا معنا إلى مرفأ طرطوس لنضع بين أيديكم جملة من تساؤلات التجار والسائقين الذين قدّموا إلى مكتب جريدة (النور) شكواهم عن معاناتهم في مرفأ طرطوس، مع الإشارة إلى أن هؤلاء يمثلون عصب الحركة في المرفأ.
استفسارات
1- من هو المسؤول عن تخزين بضائع التجار السوريين وتلفها في المنطقة الحرّة في طرطوس، وهي من الخشب، وتقدّر بالملايين؟!
2- ومن هو المسؤول عن خسارة مرفأ طرطوس، وبالتالي خزينة الدولة، لملايين الدولارات بعد تحويل بضائع العراق من الأخشاب إلى مرافئ لبنان أو مرسين في تركيا؟!
3- ما الذي يدفع التاجر السوري، الذي يبيع منذ سنوات بضائعه من الخشب إلى العراق، لتحويل هذه البضائع إلى المرافئ في الدول المجاورة؟!
4- من هو المسؤول عن إجبار الشاحنات السورية على الذهاب إلى لبنان كي تنقل البضائع لتجار سوريين وعراقيين من لبنان عبر الأراضي السورية إلى العراق؟!
5- من هو المسؤول عن فقدان مئات العمال العرضيين لعائدات إضافية كانوا يحصلون عليها بعد تحويل بضائع الخشب من مرفأ طرطوس إلى مرافئ أخرى؟!
طبعاً يجيب عدد غير قليل من السائقين السوريين والعرب وتجار سوريون وعراقيون عن كل هذا بالقول إن المسؤول عن كل هذه القرارات الطائشة وغير المسؤولة هو مكتب نقل البضائع في طرطوس ولغاية في نفسه، فمن غير المنطقي استمرار مكتب كهذا، علماً أنه لا يوجد مثل هذا المكتب أي مرفأ من مرافئ العالم.. فمن خلال قراراته التي سنوجزها لاحقاً سوف يتسبب هذا المكتب بتحويل المرفأ إلى ساحة خالية من أية نشاطات ومن أية بضاعة أو حركة أو تجارة، فهل من المعقول أن يتخذ المكتب قرارات كهذه:
1- لقد حدد مكتب نقل البضائع بضغط من نقابة السائقين، أجور نقل الخشب من طرطوس إلى بغداد بمبلغ 2800 دولار أمريكي، بينما هي في اللاذقية غير محدّدة ومتروكة للعرض والطلب. ومن لبنان إلى بغداد 2400 – 2500 دولار أمريكي، مع العلم أن السيارات التي تحمّل من لبنان هي السيارات السورية نفسها، إضافة إلى أنها تدفع رسوم دخول إضافية إلى لبنان وتسير مسافات أكبر، ثم تعود لتعبر من الأراضي السورية إلى العراق!
2- حدد مكتب نقل البضائع ارتفاع الحمولة ب 420 – 440 سم، بينما الشاحنات نفسها تحمّل من لبنان بارتفاع 480 سم، ثم تمرر بالأراضي السورية، فهل مسموح للبضائع القادمة من لبنان بتجاوز سقف الارتفاع المسموح للبضائع المحمّلة من مرفأ طرطوس، وكذلك ارتفاع الحمولة غير محدد من اللاذقية، فلماذا يتم تحديده من مرفأ طرطوس؟!
3- يحق للتاجر السوري أو العراقي حين يحوّل بضائعه إلى اللاذقية أو مرسين أو لبنان أن يختار السائقين الذين يثق بهم لوصول بضائعه إلى مقصدها النهائي، بينما يفرض مكتب نقل البضائع السيارات ونوعيتها في مرفأ طرطوس، حسب الدور (المزيّف)، وهذا ما يدعو هذا التاجر أو ذاك للهرب من مرفأ طرطوس!
4- لقد قام أحد التجار بنقل بضاعته من مرفأ طرطوس إلى المنطقة الحرّة في اللاذقية (لدينا الوثائق بذلك) ليعيد تحميلها مع السائقين الذين يثق بهم إلى العراق أي أنه دفع تكاليف إضافية كبيرة كي يتخلّص من سلطوية مكتب نقل البضائع في طرطوس.
5- بما أن قطاع النقل هو قطاع خدمي لا يمكن إلزام التاجر بقرارات جائرة على اعتبار أنه يستطيع أن يحوّل بضائعه إلى مرافئ أخرى ملائمة، وبالتالي يكون مرفأ طرطوس هو الخاسر، وبالتالي الوطن الذي هو بأمسّ الحاجة هذه الأيام للقطع الأجنبي، ولدينا إثباتات بأسماء الكثير من التجار الذين حوّلوا تجارتهم إلى مرافئ أخرى في دول مجاورة كلبنان وتركيا، وإلى اللاذقية، وهذا ما أدى إلى خسارة المرفأ بطرطوس للملايين من الدولارات التي كانت تدخل خزينة الدولة وتؤمن فرص عمل للكثيرين، كما أدى ذلك إلى كساد بضائع الخشب للتجار السوريين التي كانت مستوردة من روسيا ورومانيا كي تباع إلى التجار العراقيين.
إن ما نأمله ويأمله كل مواطن شريف وحريص على استمرار عمل المرفأ وجذب المزيد من التجار، هو أن يتم التحرّك السريع والفوري والجدّي لإنقاذ هذا المرفأ من براثن القرارات العجيبة التي تخنقه يوماً بعد يوم من قبل جهابذة مكتب نقل البضائع.. وبالطبع فإنّ هذا المطلب نضعه برسم الجهات المعنية وعلى رأسهم السيد وزير النقل.. فهل سنشهد نهاية قريبة لتحكّم هؤلاء بالمرفأ بطريقة خاطئة ستجعل من المرفأ ساحات خالية من الحركة يعوي بها الفراغ وتلعب في ساحاتها الجرذان؟!