الإرهاب يضرب في الكويت وتونس.. والمعلم في موسكو للحوار
الجيش والشعب في مواجهة التصعيد الإرهابي.. وسورية جسد واحد لا يقبل القسمة
حذرت سورية منذ بداية ظهور المنظمات الإرهابية التكفيرية على الأراضي السورية، وتحولها بدعم من التحالف الدولي المعادي لسورية وشعبها إلى غزو منظم.. حذرت من تشظي هذا الإرهاب إقليمياً ودولياً، وبينت أن أخطار الإرهاب لا تقتصر على منطقة أو بلد، فالمرجعيات الإقصائية والتكفيرية لهؤلاء الإرهابيين معادية لجوهر الوجود الإنساني برمته، ولن يتورعوا عن ضرب حتى من شد ساعدهم وفتح لهم الخزائن والترسانات. وهذا ما أظهرته جرائم التفجيرات في فرنسا ودول أوربية أخرى، ومؤخراً في الكويت وتونس، التي حصدت العشرات من الأبرياء.
السوريون يشهدون اليوم تصعيداً إرهابياً مدعوماً وعلى المكشوف من تركيا أردوغان، وأسياد السياسة الأردنية، بهدف قضم أراض جديدة ونفوذ أكبر لدى الداعمين، تحسباً لنجاح أي مسعى دولي سلمي لحل الأزمة السورية، لكن صمود الجيش الوطني السوري والمقاومة الشعبية التي ظهرت في العديد من المناطق المهددة، فوّت على الإرهابيين تحقيق مساعيهم، وهكذا صد السوريون غارات الإرهاب على مطار الثعلة في السويداء، وحضر وما يحيط بها في القنيطرة، وسيطرت وحدات الحماية الشعبية مجدداً على عين العرب (كوباني) بعد محاولات الاختراق الإرهابية، وتواصل قواتنا المسلحة المدعومة من المقاومة الشعبية الواسعة في الحسكة تصديها لهجمات الغزاة التكفيريين، رغم الدعم التركي البشري واللوجستي لهم.
المقاومة الضارية التي يبديها السوريون في التصدي للغزو الإرهابي لم تفقدهم إيمانهم بضرورة بذل الجهود لملاقاة المساعي الدولية السلمية لإنهاء الأزمة السورية.. فبعد موسكو 2 ولقاءات دي ميستورا في دمشق، وصل وزير الخارجية السوري منذ يومين إلى موسكو بهدف الحوار حول سيادة سورية وسلامة أراضيها بعد التصعيد الإرهابي، وأهمية استئناف العملية السلمية لحل الأزمة السورية.
البعض في الخارج والداخل يراهن على التقسيم، بل يسعون إليه، والبعض الآخر يراهن على إذكاء التعصب الطائفي والمذهبي والمناطقي، ويجنّد له (زعماء) وميديا متخصصة بزرع الفتنة، لكن السوريين اكتسبوا المناعة عبر تاريخهم المعاصر ضد محاولات تقسيم بلادهم، وتفتيت مكونهم الاجتماعي التعددي المتآلف والمنسجم.. لقد خبروا بحسهم الوطني أن المدخل إلى إركاع بلادهم هو تفتيت سورية أرضاً وشعباً، وها هم أولاء يتوحدون في جميع المناطق لدعم جيشهم الوطني عبر مبادرات شعبية متنوعة، ويحملون السلاح للدفاع عن وحدة أراضي سورية، وتعايش مكوناتها المتعددة.
سورية والسوريون جسد واحد لا يقبل القسمة، هذه حقيقة آمن بها شعبنا، وها هي ذي مظاهر الدفاع عنها ماثلة أمام العيون.
كل الجهود الحكومية لدعم التعبئة الشعبية المساندة لجيشنا الوطني، لنحشد الموارد والطاقات لتأمين مستلزماتها وتنظيمها وتوحيد مرجعياتها، ولنستمر في تحقيق المصالحات الوطنية، ولنهيئ مناخاً أكثر ملاءمة لتحقيق الاندماج بين الجيش والشعب، فنطلق سراح المعتقلين السياسيين، والموقوفين الذين لم يحملوا السلاح، ولتكن وحدة الشعب والجيش الصخرة التي تتكسر عليها غزوات الإرهاب التكفيري، ومحاولات أخذ سورية من الداخل.
إن الحوار الوطني السوري – السوري الشامل هو حجز الزاوية في استمرار الصمود السوري، ورسم ملامح المستقبل السوري الديمقراطي العلماني.