بين مؤيد ومعارض مستقبلنا باهت
بين مؤيدٍ ومعارض، رماديٍ وملون، وحياديٍ ومتشدد، هكذا انقسم البدن السّوري في السنين السّبع العجاف الأخيرة، وعلى هذا المنوال بقيت تتبدل وتتغير ولاءات الجّمع السّوري وتختلف.
وبعد أن تبدى وتوضّح للقاصي والداني الخيط الأبيض من الأسود، والحقيقة من الزيف، وانجلت الغيوم عن المشهد وأشرقت الحقيقة، لم يبقَ لدى الجميع سوى خيار وحيد خيار يتيم ومنهك، هو أكبر من الجميع، وأسمى من كل رفيع، وأعلى شأن من كل عال: (سورية) إنها الخيار والمطلب والحاجة الأصل، سورية الإنسان والأرض.. سورية الحاضر والماضي.. سورية فوق كل الجّراح وكل المآسي ..سورية المسامحة الغفورة.. الأم والحاضن لجميع أبنائها، فلا من انتصر لجهة من جبهات الصراع تراه سورية خائناً، ولا من ترك بلده ونجا بروحه وعائلته تراه خائناً، فلكل سوري على أرضه قصة، وكل سوري هو حكاية بحكاية- أرضنا المعطاء ستتسع لآلام الجميع، وعليها ستُبنى آمال الجميع، فنحن اليوم نحتاج إلى قدر كبير جداً من التسامح، من المكابرة والنسيان، والعفو والمقدرة، نحن السوريين بلادنا تحتاجنا كلنا دونما استثناء، فما جرى كان غفلة عن عين الوعي، وشروداً طويلاً للفكر الإنساني في سورية، وضغوطاً وآلاماً تنوء بحملها الجبال، وبعد ذلك وبعد كل هذا الدم والدمار، والدمع والعمى، لم يعد لنا سوى سورية وإخوتنا ممّن هم أبناؤها، فالوطن للجميع، وكرامته في حلم وقيم قومه.. السلام لسورية والمجد والخلود لشعبنا العظيم!