ضمِّدوا جراح الوطن.. لا لهجرة السوريين!

حينما نقول الوطن لا نعني فقط أرضاً وهواء.. ولا مكاناً ولدنا وترعرعنا فيه..

حينما نتحدث عن عشق الوطن، لا نقصد  مجرد التغنّي بجمال طبيعته ومدنه وقراه..

الوطن أكبر وأعمق من هذا بكثير.. الوطن هو وجودنا الإنساني والحضاري..

الوطن هويتنا بين الأمم، وعلى مرّ الزمن..

الوطن ذاتنا والذاكرة المتشبثة بنسغ وجودنا ما بين طفولة وكهولة..

الوطن أمٌّ منحتنا كل ما لديها بحب وتفانٍ مطلقين ..

حتى حين دمّروه..

وحين أفقدوه الأمن والأمان..

حين جعلوه مجرد خيمة أو رقعة على رصيف..

وحين مسخوه حتى صار سلة معونة يتاجرون بها..

حين صار جحيماً تهجره الحياة..

وحين جعلوه بورصة للأطماع والمصالح..

حين قزّموه لكرسي يسعون لاعتلاء عرشها بأي ثمن..

وحين تركوه مرتعاً لأغراب يمزقونه وفق رغباتهم المريضة..

 رغم كل أنواع السكاكين التي ذبحوه بها..

ورغم كل ما أجرموا بحقه وما زالوا يجرمون

يبقى الملاذ والدفء والأمان

يبقى الكرامة حتى لو كانت مهدورة… فهي على ترابه كرامة أقوى من كرامة غرب يتاجر بنا وبه.

والوطن لا يرتقي إلاّ بأبنائه وشبابه الذين يسعون أبداً لتأكيد ذواتهم..

فالوطن … بقدر ما نعلي من  شأنه، يسمو بنا ونسمو به..

والوطن اليوم جريح ينزف في كل لحظة أبناء، قدرهم أن يكونوا شهداء أو معتقلين أو مختطفين او أسرى..

فلا تزيدوا جراحه النازفة جراحاً أشدّ إيلاماً وقسوة ومرارة..

لا تهجروه مهما اشتدت النوائب والمصائب..

ولا تذبحوه أكثر..

العدد 1140 - 22/01/2025