المعلم: هناك شيء جديد سيقلب الطاولة على من تآمر ضدنا

 أكد وزير الخارجية السوري وليد المعلم، في مقابلة خاصة مع قناة «روسيا اليوم»، أن مشاركة روسيا في مكافحة تنظيم داعش وجبهة النصرة أمر أساسي، وقال إن هذه المشاركة ستقلب الطاولة على من تآمر على سورية.

وأضاف: اليوم أصبح من الواضح أن مكافحة الإرهاب تحتل الأولوية.. هذا لا يعني أننا لا نسير في حوار سياسي، لكن الأولوية لمكافحة الإرهاب. من ناحية عملية يمكن أن يحدث توافق على حل سياسي، فهل نستطيع تنفيذ ما تم التوافق عليه على أرض الواقع، في ظل تصاعد الإرهاب؟ هذا صعب.. ما يريده المواطن السوري قبل كل شيء هو الأمن.. عليك أن تحقق الأمن وتستجيب لتطلعات الشعب السوري..

وفيما يتعلق بخطة دي ميتسورا قال: لا يوجد لدينا تحفظات بقدر ما هي إيضاحات.. نريد أن نفهم ماذا ستفعل كل لجنة من اللجان؟ ماذا نتوقع من نتائجها؟ كيف ستنعكس على المستقبل؟!

لدى دي ميستورا شيء جديد لا بد من إيضاحه.. ما سرّب من أوراق عمل كثيرة.. نريد أن نستوضح ماهو الرسمي وغير الرسمي.. نقول إن الموضوع فعلاً يحتاج إلى دراسة لكي نتخذ الموقف مناسب.

ما تريده دمشق هو الناحية العملية التطبيقية. لامانع من بدء حوار بالتوازي مع مكافحة الإرهاب، لكن قلت تنفيذه على الأرض صعب بسبب انعدام الأمان. إن مكافحة الإرهاب هي التي تفتح الباب للحل السياسي.. كيف نسير بمكافحة الإرهاب والتحالف الدولي بقيادة الولايات المتحدة يسجل طلعات جوية دون أن يؤثر على الأرض، بسبب انعدام التنسيق بين هذا التحالف والحكومة السورية؟! هل نفذت دول الجوار قرارات مجلس الأمن ذات الصلة بمكافحة الإرهاب؟! لم تنفذ أي قرار من هذه القرارات.. ومازال هناك تدفق للإرهابيين عبر الحدود الأردنية والتركية ويجري تمويل المسلحين وتدريبهم.. أقول إن مكافحة الإرهاب ليست فقط هي المواجهة العسكرية.. هي التزامات دولية وأخلاقية وفكرية يجب أن تنفذ.. هذا يفتح الباب للحل السياسي.. هناك دول مثل الولايات المتحدة اعترفت بأنها فشلت.. الحل هو أن نفتح الباب للحل السياسي.

وقال المعلم عن الدور الروسي: نحن نعتبر الاتحاد الروسي صديقاً وحليفاً استراتيجياً وصادقاً يريد مكافحة الإرهاب في إطار القانون الدولي، بمعنى في إطار التنسيق مع الدولة السورية.. الإرهاب قضية تعني سورية كما تعني الولايات المتحدة وروسيا الاتحادية ودول الجوار، لذلك الاتحاد الروسي عندما يصرح لا يخفي عزمه على الاشتراك بمكافحة الإرهاب.. نحن في سورية نثق بقيادة الاتحاد الروسي وبعزمه على المشاركة.. الإعلام إن كان صديقاً أو عدواً لا يهمنا، ما نقوم به معلن ومعروف للجميع.

ورداً على سؤال: لماذا كل هذا الحديث في هذا التوقيت، فهل يعني أن هناك شيئاً جديداً بين دمشق وموسكو على الأرض السورية؟ قال المعلم:

يوجد شيء جديد يفوق تزويد سورية بالسلاح.. مشاركة روسيا في محاربة داعش وجبهة النصرة هذا شيء أساسي.. هذا شيء يقلب الطاولة على من تآمر على سورية.. ويكشف أن الولايات المتحدة وتحالفها لا يوجد لديهم استراتيجية لمكافحة داعش، بدليل أنهم فهموا الرسالة الروسية وأرادوا أن ينسقوا ويتعاونوا مع روسيا الاتحادية.. هذا جهد هام ومشكور من قبل الأصدقاء في روسيا.. مكافحة الإرهاب واجب على كل دول العالم بموجب قرارات مجلس الأمن.

* وهل يعني أنكم ستنفتحون على دول أخرى في المنطقة أو في العالم للمشاركة كمشاركة روسيا في مكافحة الإرهاب على الأرض السورية؟

** هذا صلب الموضوع وروحه في مبادرة فخامة الرئيس بوتين، عندما دعا إلى إقامة جبهة عريضة مع الدول للتعاون مع الحكومة السورية.. نحن رحبنا بالمبادرة الروسية.. أي دولة في العالم لمكافحة الإرهاب، بمصداقية الرئيس بوتين، نحن نرحب بمبادرتها، وجاهزون لنرحب بأي دولة راغبة فعلاً وصدقاً بمكافحة الإرهاب وأن توقف ما تقدمه من دعم عسكري ومالي للإرهابيين.

* وهل تنتظرون نتائج فعالة للتعاون بينكم وبين موسكو؟

** أكيد.. إن موسكو تعمل في صلب القانون الدولي بالتنسيق مع سورية.. والولايات المتحدة لا تفعل ذلك والذي تقوم به غير فعال.. تعدّ عدد الطلعات الجوية ولكن لا تعد نتائجها لأنها معروفة بأنها غير فعالة. لكي تكون العملية فعالة يجب أن ننسق، أن تكون الضربات فعالة، لا توجد قوة أخرى تحارب جبهة النصرة وداعش سوى الجيش السوري.

* هل الجيش الآن فعلياً قادر على أن يكون رأس الحربة والقادر الوحيد العسكري على رد هذه المجاميع المسلحة؟

* هذا الجيش يحارب على جبهة عريضة منذ 4 سنوات، لم يتفكك ولم تفلّ عزيمته، وهناك شعب يعاني من الحصار الاقتصادي، ومع ذلك صامد ويؤازر الجيش. سورية قوية وتقاتل، الجيش برهن على أنه قادر على الاستمرار وتقديم التضحية، المجتمع الدولي مطلوب منه أن يدعم الجيش، والوضع الميداني يدل أن الجيش يسجل انتصارات كبيرة.

* هناك هدنة في الزبداني، لماذا اضطلعت طهران بمهمة التفاوض عن دمشق؟ الحديث عن تفاصيل هذه الهدنة أيضاً ونقل أهالي كفريا والفوعة إلى دمشق ونقل أهالي الزبداني ومضايا إلى مناطق في الجنوب السوري، تشكل أسئلة عن تغيرات ديمغرافية في البلد بحسب مصادر إعلامية، بشكل عام، كيف تنظرون إلى هذا الامر؟

** هذا الحديث مبالغ فيه، نحن والجمهورية الإسلامية صديقان.. ونحن وحزب الله لسنا بلدين صديقين، نحن مقاومة وطنية تقاتل في الزبداني.. نحن لا توجد لدينا علاقة مع تركيا التي تدعم هذه المجموعات.. ولا يمكن أن نضغط عليهم ليقبلوا بالهدنة.. عملنا 4 هدنات حتى الآن.. يمكن أن توجد محاولة خامسة.. الجيش أصبح على بعد أمتار من حسم المعركة في الزبداني، لا نقبل أن تتغير شروط ما قمنا عليه.. لا يوجد تغيير ديمغرافي.. نحن نحافظ على الزبداني.. إن الجيش السوري على بعد أمتار منها.. نحن على أعتاب هدنة خامسة.

* تتوجهون إلى الجمعية العمومية للأمم المتحدة، ما هي رسالتكم للعالم، وهل تتوقعون أن تنصت عواصم القرار العالمي لهذه الرسالة؟

** رسالتي واضحة.. أريد أن أسأل المجتمع الدولي الذي سيجتمع في مجلس الأمن: ماذا فعلتم بالقرارات التي صدرت من مجلس الأمن تحت الفصل السابع لمكافحة الإرهاب؟! لو فعلتم واجبكم كنتم وفّرتم دماء السوريين! نحن ندفع بالدم ضريبة تآمر الولايات المتحدة والغرب على سورية.. الأمم المتحدة هي التي أصدرت القرارات ومن واجبها متابعة تنفيذها ووضع العقوبات المناسبة، وفضح الدول التي لم تنفذ ولم تحترم هذه القرارات.

العدد 1140 - 22/01/2025