المعلم يلقي كلمة سورية أمام الجمعية العامة للأمم المتحدة..
ألقى نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الخارجية والمغتربين وليد المعلم، مساء الجمعة 2/10/،2015 كلمة سورية أمام الدورة السبعين للجمعية العامة للأمم المتحدة، أكد فيها أن سورية مستمرة بمحاربتها للإرهاب قولاً وفعلاً، وأن الجيش العربي السوري قادر على تطهير البلاد منالإرهابيين رغم كل التضحيات والأثمان الباهظة، داعياً إلى وقف سيل الإرهابيين المتدفق إلى سورية ووضع حد للدول الداعمة لهم.
وقال المعلم: (أحييكم من على هذا الصرح الدولي الكبير الذي أنشىء أصلاً بكل تفرعاته ليعم الأمن والسلام في دول العالم.. أحييكم وأنا القادم من بلد اهتز فيه الأمن ورحل السلام.. من بلاد تعيش حرباً ضروساً منذ أربع سنوات ونيف.. من أرض تعمدت بدم أبنائها وهم يحاربون الإرهاب ويدافعون عن أبناء بلدهم ضده.. منتظرين من هذه المنظمة الدولية أن تنفذ وعودها وتطبق قراراتها في مكافحة الإرهاب.(
وقال المعلم: (أسألكم أيها السادة كما يسألكم شعب سورية الصامد: إلى متى ستبقى الدول النافذة تستقوي على الدول الملتزمة بالقانون الدولي وتتجاهل الدول التي تضرب عرض الحائط بقرارات مجلس الأمن؟ أسألكم: ما الذي فعلتموه لإيقاف هذه الدول عن القيام بما تفعله من إجرامبحق الشعب السوري؟ لماذا كل هذا الصمت؟).
أنتم تعرفون أكثر من غيركم أن الإرهاب فكر لا حدود له وأن هذا المارد عندما يخرج لا يمكن حبسه في دول بعينها، فإرهاب (داعش والنصرة) وبقية تنظيمات القاعدة الإرهابية يقتل الأبرياء ويسبي النساء ويمطر المدنيين بالقذائف ويقطع عنهم مياه الشرب والكهرباء ويدمر معالم التاريخ والحضارة.
وتابع المعلم: (لكل ما سبق أقول لكم: إن سورية مستمرة بمحاربتها للإرهاب قولاً وفعلاً والجيش العربي السوري قادر على تطهير البلاد من هؤلاء رغم كل التضحيات والأثمان الباهظة في الأرواح التي دفعها ولا يزال يدفعها معه الشعب السوري بكل أطيافه وبكل الأشكال أمنياً واقتصادياً ومعيشياً.. لكن أرجو أن تقفوا مرة واحدة أمام الصدق والحقيقة، فواجب المجتمع الدولي أن يوقف هذا السيل من الإرهابيين من مئة دولة وفق بيانات الأمم المتحدة، القادمين إلى سورية لإنشاء (دولة الخلافة) التي كما تعلمون جميعاً لن يتوقف في سورية أو العراق والتي صرح قادتها مراراً وتكراراً أن هدفهم (يمتد) من مكة المكرمة إلى كل أوربا ليعيدوا مجد الخلافة كما يرونه هم، وإن لم توقفوا هذه الدول الداعمة للإرهاب هي ومن ترسلهم من الإرهابيين فإن النار التي اشتعلت في سورية والعراق وليبيا ستستمر بالانتشار خارجها).
وأكد المعلم أن سورية لم تتوقف يوماً واحداً عن الدعوة والتشبث بالمسار السياسي انطلاقاً من رؤيتنا التي أثبتت صوابيتها.. إن مكافحة الإرهاب هي أولوية للسير بالمسارات الأخرى، فلا يمكن لسورية أن تقوم بأي إجراء سياسي ديمقراطي يتعلق بانتخابات أو دستور أو ما شابه والإرهاب يضرب في أرجائها ويهدد المدنيين الآمنين فيها.. كيف لنا أن نطلب من الشعب السوري أن يتوجه إلى صناديق الاقتراع وهو غير آمن في الشوارع وفي البيوت والقذائف تنهال عليه من المجموعات الإرهابية التي تدعمها دول معروفة لكم جميعاً؟
وقال المعلم: (رغم ذلك كنا ولا نزال مؤمنين بالمسار السياسي وفق المحددات التي باتت معروفة للجميع.. الحفاظ على السيادة الوطنية ووحدة سورية أرضاً وشعباً والحفاظ أيضاً على مؤسسات الدولة وتطويرها والارتقاء بأدائها وأن الطريق الوحيد لإنجاز الحل السياسي هو الحوار الوطني السوري – السوري دون أي تدخل خارجي).
وأضاف المعلم: (انطلاقاً مما سبق وافقت سورية على المشاركة في جنيف 2 وموسكو 1 و2 وأعلن أمامكم الآن أن سورية توافق على المشاركة بلجان الخبراء الأربع للعصف الفكري التي اقترحها المبعوث الخاص دي ميستورا.(
وأشار المعلم إلى أن دعوة الرئيس الروسي فلاديمير بوتين المهمة إلى قيام تحالف دولي إقليمي لمكافحة الإرهاب لاقت اهتمام الحكومة السورية ودعمها، (فالإرهاب لا يحارب من الجو فقط وكل ما سبق من عمليات لمكافحته لم يؤدّ إلا إلى انتشاره وتفشيه، فالضربات الجوية غير مجدية ما لم يتم التعاون مع الجيش العربي السوري القوة الوحيدة في سورية التي تتصدى للإرهاب، وأن الإعلان عن بدء الغارات الجوية الروسية في سورية والذي جاء بناء على طلب من الحكومة السورية وبالتنسيق معها هو مشاركة فعالة في دعم الجهود السورية في مكافحة الإرهاب.(
وقال: (لقد أدت العقوبات اللاإنسانية التي فرضها الاتحاد الأوربي والولايات المتحدة إلى تفاقم الأوضاع المعيشية للمدنيين السوريين في الوقت الذي تقوم به حكومة بلادي بالتعاون مع الأمم المتحدة ومنظماتها العاملة في المجال الإنساني وفي إطار خطط الاستجابة المتفق عليها مع الحكومة السورية بتلبية الاحتياجات الأساسية للمواطنين وخاصة الذين اضطرتهم الجرائم الإرهابية لترك منازلهم والنزوح عنها وكثير منهم لجأ إلى بعض دول الجوار وخارجها وبعض هذه الدول وضعتهم في معسكرات للتدريب على السلاح أو فيما يشبه أماكن اعتقال وعزل).
وأضاف المعلم: (إنني أؤكد أن الدولة السورية تضمن لمن يرغب من هؤلاء المواطنين العودة الآمنة والحياة الكريمة وفي الوقت ذاته فإن سورية مستمرة ببذل أقصى الجهود لإيصال مساعدات المنظمات الإنسانية إلى جميع المواطنين السوريين دون تمييز أينما كانوا).
وقال المعلم: (إن الجمهورية العربية السورية تؤكد تمسكها باستعادة الجولان السوري المحتل كاملاً حتى خط الرابع من حزيران 1967 ورفضها لكل الإجراءات التي اتخذتها إسرائيل السلطة القائمة بالاحتلال لتغيير معالمه الطبيعية والجغرافية والديموغرافية في انتهاك واضح لقرارات مجلس الأمن ذات الصلة ولا سيما القرارين 497 لعام1981 و465 لعام1980).
وتابع المعلم: (سورية تؤكد أن قضية فلسطين هي القضية المركزية للشعب السوري الذي يدعم الحقوق الثابتة والمشروعة للشعب الفلسطيني الشقيق وخاصة حقه في العودة وتقرير المصير وإقامة دولته المستقلة على أرضه وعاصمتها القدس). وأكد المعلم أن سورية وفت بالتزاماتها الناتجة عن الانضمام للاتفاقية بخصوص الأسلحة الكيميائية وأنجزت رغم الظروف القاسية والصعبة التزاماتها، ولولا التعاون السوري مع البعثة المشتركة لمنظمة حظر الأسلحة الكيميائية والأمم المتحدة لما أنجزت هذه المهمة.
وختم المعلم كلمته قائلاً: (لكل من يدّعي حرصه على أمن وسلامة الشعب السوري.. إذا أردتم الانتصار على الإرهاب وتحقيق الإصلاحات الاقتصادية والسياسية نفذوا بصدق قرارات مجلس الأمن ذات الصلة بمكافحة الإرهاب ليبدأ العد العكسي للحرب في سورية، حتى نصل إلى ربع الساعة الأخير وتفتح الأبواب لتنفيذ ما يتم التوافق عليه في المسار السياسي) .