أهالي سلمية يحتكمون إلى الصبر وصوت العقل

 في محطة القاهرة لتوزيع المحروقات، وأثناء عملية البيع، قام أحد الخارجين عن القانون، الذين لا يتقيدون بالنظام، بإطلاق النار على صاحب المحطة وهرب.

 وعلى الفور شكل مدير منطقة السلمية دورية مشتركة بقيادته، وحاصر المجرم في بيته للقبض عليه..لكن سرعان ما فوجئت الدورية وأهالي الحي بقوة مدججة بالسلاح في سيارات تحمل مدافع دوشكا ورشاشات وقنابل أمطروا سماء الحي بكثافة من النيران ارتعدت لها أوصال الرجال والنساء والأطفال، واعتقد الناس أن عصابات داعش المسلحة قد دخلت إلى الحي الشرقي.

واشتبك هؤلاء مع الدورية الحكومية وأصابوا بعضها بجراح، وأهانوا مدير المنطقة وفكوا الحصار عن المجرم وأخذوه معهم.

لقد تركت هذه الحادثة المؤلمة والمؤسفة أثراً كبيراً وجرحاً عميقاً في نفوس أهالي مدينة سلمية وسكانها.

إن هذه العصابات تمارس أعمال النهب والسلب وجمع الأموال التي قدرت بمليارات الليرات السورية خلال كل سنوات الأزمة.

ولم يقتصر الأمر على الطريق الدولي طريق الرقة الذي سماه السوريون طريق الموت، وتحدثت عنه الصحف وأجهزة الإعلام، بل تعداه إلى داخل المدينة وأحيائها وتوسع حتى شمل النساء.

لقد ضاق الناس ذرعاً بهذه الممارسات بمن فيهم أجهزة الدولة والأجهزة الأمنية والأحزاب السياسية، وقدم الجميع شكاوى متلاحقة للجهات المسؤولة، ومنذ نحو شهر حضر وزير الداخلية واجتمع بأهالي سلمية في المركز الثقافي واستمع إليهم ووعدهم بأنه سيضع حداً لهذه الممارسات إلى أن حدثت الواقعة الأخيرة.

تدارس أهالي مدينة سلمية ووجهاؤها هذا الموضوع، وقرروا القيام باعتصام سلمي احتجاجاً على وجود هذه العصابات، ودعماً وحفاظاً على كرامة الدولة ووجودها، وعلى أثر ذلك اجتمعت لجنة الجبهة الوطنية التقدمية يوم الاثنين 14/9 الجاري بحضور السيدين نورس مرزا وفاضل وردة عضوي مجلس الشعب، وتدارسوا الموضوع وقرروا العمل باتجاهين:

1- الاتصال بالمسؤولين وإخبارهم بالواقعة وتداعياتها والطلب منهم تحمل مسؤولياتهم فوراً.

2- اللقاء مع الأهالي ووجهاء المدينة ورجال الدين من الطوائف كافة، وكذلك مع البارزين في الاعتصام، وفعلاً جرى اللقاء في يوم الثلاثاء مباشرة مع هؤلاء جميعاً،

وبعد نقاش معمق وصل الجميع إلى الحل التالي:

1- كتابة بيان باسم أهالي سلمية يبين معاناتهم وتحدد مطالبهم.

2- تشكيل وفد من الأهالي يحمل هذه المطالب إلى السيد رئيس الجمهورية مباشرة.

وفي اليوم التالي بادرت الدولة بتكليف اللجنة الأمنية في محافظة حماة برئاسة العميد رئيس فرع الأمن السياسي والسيد أمين فرع الحزب بحماة، وبحضور السيد فاضل وردة مسؤول الدفاع في مدينة سلمية.

لقد لبى أهالي سلمية الدعوة وغص المركز الثقافي بالحضور.

تحدث السيد العميد عن سلمية وتاريخها السياسي والثقافي وعن آلاف الشهداء الذين قدمتهم المدينة في هذه الحرب، ثم أعطى الحديث للحضور وتحدث من عشرين إلى ثلاثين متحدثاً أجمعوا على:

1- تمسكهم بالدولة ومؤسساتها وصيانة هيبتها.

2- محاربة الخارجين عن القانون ورفع الغطاء الأمني عنهم.

3- العمل على درء أي فتنة طائفية.

4- إن هدف الاعتصام هو دعم سيادة القانون وتوطيد هيبة الدولة.

ثم تقدم السيد محمد الخطيب ببيان يمثل مطالب أهالي سلمية تلاه على الحضور وسلّمه للسيد العميد رئيس اللجنة الأمنية.

وختم السيد العميد الاجتماع الناجح بكلمة مؤثرة وحميمية وصادقة قاطعه الجمهور بالتصفيق أكثر من مرة.. وقطع السيد العميد عهداً على نفسه بتلبية مطالبهم، وخاصة فيما يتعلق بمحاسبة المجرمين الخارجين عن القانون.

مطالب أهالي مدينة سلمية وريفها ووجهائها وعوائلها

 حفاظاً على ماتبقى من أمل عند أهلنا في منطقة سلمية وريفها، حفاظاً على من بقي متشبثاً بأرضه مدافعاً عنها متحملاً كل الصعوبات وضيق سبل المعيشة خلال فترة الأزمة على يقين بأن هناك من يدافع عنه ويعده بغد أفضل، ولكن بعد ماحصل مؤخراً من قبل هؤلاء الخارجين عن القانون العابثين بأمن الوطن والمواطن، ضاربين كل هيبة الدولة والعيش المشترك مع كل مكونات المنطقة بعرض الحائط، وغير آبهين بالنتائج التي ستنتج عن ذلك، كل ما سبق جعل هذه الحاضنة الشعبية والصامدة تفقد كل أمل بالصمود والاستمرار لذلك، وأمام ما حصل، نحن ممثلي الفعاليات والحراك الشعبي نطلب كملاذ أخير مايلي:

1- محاسبة كل الخارجين عن القانون، وخاصة الذين أساؤوا إلى هيبة الدولة، ورفع الغطاء الأمني عن كل هؤلاء الخارجين عن القانون.

2- العمل على رفد القوى الأمنية الموجودة في المنطقة بتشكيل أمني دائم جل عناصره من خارج المنطقة.

3-إعطاء صلاحيات أمنية مباشرة لكل التشكيلات الأمنية، للمعالجة السريعة.

4- معالجة الأسباب التي عملت على تهجير المواطنين من المنطقة ومنها الانفلات الأمني المستفحل.

5- إلغاء كل المظاهر المسلحة ضمن المدينة وضبط ذلك بجهة الشرطة العسكرية وحصر ذلك بالقوى الأمنية فقط.

6- إعادة الثقة عند أهالي المدينة وبالجهات الرسمية، وخاصة بعد زيارة وزير الداخلية التي أدت إلى مفعول عكسي.

7-إنشاء غرفة عمليات مشتركة لكل التشكيلات على الأرض ليكون قرارها موحداً.

8- إشراك مرجعيات سلمية في القرارات بما يخص أمن المنطقة ومستقبلها.

9- تشكيل وفد شعبي لمقابلة السيد رئيس الجمهورية الدكتور بشار الأسد لنقل هموم المدينة ومتابعتها عن طريق أبنائها المواطنين.

وكل الشكر والاحترام لكل المعنيين الذين قدموا لنا كل التسهيلات لمتابعة هموم مدينتنا ومطالبها.

 

العدد 1140 - 22/01/2025