هـــل نتغاضى عـن اغتيال الغابات؟!
تكشف تقارير وإحصاءات رسمية غير منشورة، اطلعت (النور) عليها، أن معظم حرائق الغابات في سورية الصيف الماضي، لاسيما في المنطقة الوسطى كانت بفعل فاعل، ومن منتفعين وضعاف نفوس، حاولوا استغلال الظروف الراهنة. فقطعوا الأشجار التي عمرها مئات السنوات، واغتالوا الحالة البكر لأحراج قد يقل نظيرها في العالم، من أجل حفنة من الليرات، أمام مسمع ومرأى من الجهات المعنية، التي تواطأ بعضها مع هؤلاء المستغلِّين، وقناصي الفرص. وعلى ما يبدو سنكون قريباً مع موجة جديدة من اغتيال هذه الأشجار في الغابات والأحراج، تنفذها قوى من المفترض أنها حريصة على هذه الثروة التي لا تعوّض، نتيجة ضعف الرقابة الحكومية المطلوبة، وضعف الثقافة والوعي الأهلي بضرورة حمايتها، ووجود قوى (تتسلبط) وتتنمر على الآخرين المدافعين عنها. إضافة إلى أنه مع بدء المطر، ووسط توقعات بشتاء قارس، لا حول للفقراء والمعوزين بالحصول على المازوت الذي عجزت شركة محروقات عن تأمينه التأمين المناسب للناس، فتتجه الأنظار إلى تلك الثروة. إذ مضى الصيف، والإجراء الوحيد المتخذ هو تسجيل الأسر في مراكز مختلفة، للحصول على كمية 200 ليتر مازوت، دفعة أولى لزوم التدفئة، بينما الحصول عليها قد يبقى عبثاً. لا نتوقع أن تقوم الحكومة بواجباتها في تأمين المازوت للناس في الشتاء القادم، لأنها لم تتخذ ما يكفي من إجراءات لتوفير المادة، ولن تقف الأسر مكتوفة الأيدي أمام برد قادم، وكالعادة ستتوجه الأنظار إلى الغابات والأحراج لاغتيال ما تبقى منها. من الضروري التنبيه لهذا الموضوع، واتخاذ ما يلزم من إجراءات تقي الناس من خطرين، البرد القارس وما يحتاجه من تدفئة للأبدان الباردة، ووجود فرصة سيئة لقطع الأشجار الحراجية التي تمثل ثروة حقيقية.