كي لا ننسى….الرفيقان النقابيان شكري صدّيق وسيمون شمشيخ
الرفيق شكري صدّيق هو من مواليد 1918 في حي الأكراد في دمشق. والده كان دركياً في العهد العثماني، وبعد احتلال الفرنسيين لدمشق أواخر تموز 1920 استقال رافضاً العمل مع (الكفار).. ولهذا عمل وكيلاً لملاك الأرض الأكراد من بيت اليوسف في البطيحة. حصل شكري على شهادة الدراسة الابتدائية عام ،1930 ولم يستطع إتمام دراسته لأسباب مالية. (دخل صنعة الخياطة) عام 1932 أجيراً عند معلم خياطة في زقاق المحكمة الشرعية. كان شكري يسير على قدميه من حي الأكراد إلى وسط المدينة. في البدء عمل الأجير شكري (بلاش)، من دون أجر، ولمّا تمكّن من الصنعة أعطاه معلمه ليرة في الأسبوع، وبقي مدة ثماني سنوات يعمل صانعاً لدى المعلم نفسه. ذكر شكري أن فهمي العجي وصبحي الحفار كانا تاجرين، وأصلهما معلما خياطة.. وتوسع عملهما عندما أخذا يتعهدان خياطة الجلابيات والمناطي والقنابيز لتسويقها في السعودية. وكان معلم شكري يأخذ منهما جزءاً من العمل لخياطته فكان متعهداً صغيراً. وبما أن التاجرين كانا أميين فإن معلم شكري كان يقوم بإجراء الحسابات وتدوينها بالدفتر.
انتسب شكري شكري صدّيق إلى الحزب الشيوعي بعد اشتراكه في الاحتفال بذكرى يوم ميسلون ،1936 الذي كان الحزب الشيوعي يحييه سنوياً على ضريح يوسف العظمة. وكان قد قرأ البيان الشيوعي وخطاب رمزي (خالد بكداش) في مؤتمر الكومنترن وكراريس عدة…أسهم شكري صديق في تأسيس نقابة عمال الخياطة، وانتخب أمين سر النقابة.. وعندما أصبح معلماً لم يعد له حق البقاء في نقابة عمال الخياطة، وأنهى شكري صديق حديثه قائلاً: (معلم الخياطة يبقى على العموم فقيراً، يبقى يعمل كالصانع).
* الرفيق سيمون شمشيخ من مواليد دمشق ،1917 سافر والده إلى أمريكا، وعاش يتيماً.. تعلم في مدرسة الآسية وتركها عام ،1933 وبدأ العمل (أجيراً في محل طورنجي لعبد الحميد الحموي على كتف بردى)، ثم انتقل للعمل في معمل الأسمنت بدمّر. وهناك سمع باسم البلشفيك، وأن شركة الأسمنت طردت من العمل خريستو قسيس لأنه بلشفيكي. وجاء نشاط الشيوعيين في باب توما والقصاع فشدّه إلى الحزب الشيوعي. ذكر شمشيخ أنه حاول مع صبحي الحموي وبشير الخطيب تأسيس نقابة لعمال الميكانيك ففشلوا في محاولتين، ونجحوا عام 1938 في المحاولة الثالثة.. وعام 1946 أعادوا تأسيس النقابة مرة ثانية.
يتذكر شمشيخ أول اجتماع شيوعي حضره في حي الشعلان في بيت الدكتور نسيب الجندي قبل أن ينتقل مكتب الحزب إلى البحصة. ويذكر شمشيخ أن نجاتي صدقي كان يعطيهم دروساً ثقافية في مكتب الحزب في البحصة. وكان ممن يحضر نجاة قصاب حسن. ورداً على سؤال عن وجود الأرمن في الحزب، أجاب شمشيخ عام 1937 لم يكن معنا أرمن في الحزب، قاصداً منظمة القصاع. عمل شمشيخ في الجزيرة ميكانيكياً في منتصف خمسينيات القرن العشرين، وبعد عودته أواخر خمسينيات القرن العشرين ملك شمشيخ نصف باص للنقل الداخلي وكتب لافتة تصدرت مقدمة الباص: (وطن حر وشعب سعيد). اعتقلت المباحث السلطانية سيمون شمشيخ عدة أيام عام ،1959 وجرى إطلاق سراحه بعد أن تبرأ تحت الضغط، من الشيوعية.