كي لا ننسى..فـواز دويعر..إخلاص للكادحين وارتباط بتراب الوطن

 في 18/9/1999 يغادر الحياة أحد المناضلين الذين قدموا زهرة شبابهم في النضال من أجل مثُل الشيوعية والإنسانية والوطنية: فواز دويعر الإنسان المتواضع والمتفاني من أجل تحقيق مصالح كادحي البلاد، ومن أجل تأمين مستقبل أفضل للجيل الشاب.

في عام 1972 تعرفت على هذا المناضل، وقد عملنا معاً في المجال الشبابي، وتوطدت أواصر الصداقة فيما بيننا. كانت إحدى أبرز سماته الرائعة تكمن في عدم استسلامه للصعاب، واستعداده الدائم لتذليلها مهما كانت مستعصية، ولقد تعرفت من خلال عملنا المشترك إلى معدنه المفعم بالإخلاص ونكران الذات.

منذ انتسابه إلى الحزب الشيوعي السوري عام ،1952 عرف مسبقاً أن الطريق الذي اختاره لن يكون سهلاً، وأن الكثير من الصعاب والتضحيات ستكون أمامه، إلا أنه لم يتردد لحظة من اللحظات في اختياره هذا الطريق.

لقد عمل في مجال الشباب، وفي مناطق مختلفة من البلاد، واستلم العديد من المراكز القيادية، فكان جديراً بها، انخرط في صفوف العمل الفدائي إلى جانب المناضلين الفلسطينيين، وكان خلال ذلك مثالاً للوطني الشجاع الذي لا يهاب، ونموذجاً للسلوك الأخلاقي في التعامل مع زملائه ورفاقه في الكفاح.

لقد بقي هذا الشيوعي المقدام أميناً ومخلصاً لأفكاره ومبادئه السامية التي دافع عنها طوال حياته، مبادئ الوطنية الصادقة والعدالة الاجتماعية والتقدم والديمقراطية.

إن كادحي جبل العرب سيتذكرون طويلاً الرفيق فواز دويعر، سيتذكرون إخلاصه وتفانيه في الدفاع عن كادحي هذه المحافظة وأناس عملها، سيتذكره المزارعون والعمال والشباب والأطفال الذين ترعرعوا الآن وأصبحوا في ريعان الشباب، سيتذكرون إنسانيته وبساطته وتضحياته من أجلهم ومن أجل الوطن.

إن ذكرى فواز دويعر، المناضل الوطني والحزبي، يجب أن تبقى دائمة حية لدى الأجيال الفتية، وحافزاً للنضال الذي لا هوادة فيه من أجل مستقبل أفضل للشعب.

العدد 1140 - 22/01/2025