دعم الصحافة التقدمية.. ليس هدراً

 امتدّ تأثير الأزمة العاصفة التي ضربت سورية منذ خمس سنوات إلى جميع مناحي الحياة الاقتصادية والاجتماعية والثقافية، وأدى الحصار الاقتصادي الظالم، والتلويح بالعدوان الأمريكي الأوربي التركي، والغزو الإرهابي فيما بعد، إلى تراجع جميع الإيرادات الحكومية، ولجأت الحكومات المتعاقبة إلى تقليص وإلغاء العديد من أشكال الدعم الاجتماعي للفئات الفقيرة والمتوسطة، وإلغاء التحفيزات المادية للأنشطة الثقافية.

وكانت الصحافة السورية العامة والخاصة أحد القطاعات التي أصيبت بأضرار بالغة نتيجة للأزمة، وجرائم الغزو الإرهابي، وسقط العديد من العاملين في الصحافة السورية، ومنها صحيفتنا (النور)، شهداء.

ووسط محيط من وسائل الإعلام العربية والأجنبية المأجورة المحرضة على تفتيت سورية، وقفت الصحافة التقدمية السورية، ومنها صحيفة (النور)، لتعلن انحيازها للوطن السوري وللشعب السوري، لسورية الموحدة الديمقراطية والعلمانية، ولمكوناتها الاجتماعية المتآلفة عبر عقود وعقود.. وقفت الصحافة التقدمية السورية في مواجهة التدخل الخارجي والغزو الإرهابي الذي ارتكب المجازر بحق المواطنين السوريين، وأحرق الشجر والحجر.

وقفت مع الحل السياسي للأزمة السورية على قاعدة مكافحة الإرهاب، وقامت بدورها المحفز لجماهير الشعب السوري للوقوف خلف جيشنا الوطني في مواجهته لقوى التكفير الفاشي الأسود.. ودعت إلى الحوار الوطني السوري السوري دون تدخل الخارج.

هذه الصحافة التقدمية لا ينبغي أن تعد نشاطاً هامشياً، ولا قطاعاً يجري تهميشه بحجة تداعيات الأزمة المالية، بل على العكس تماماً، ففي ظل تغوّل التحريض الفكري التكفيري المؤسس للمجموعات الإرهابية، فإن على جميع أجهزة الدولة، وعلى الحكومة، أن تقدّم الدعم للصحافة التقدمية السورية، للوقوف بوجه هذا النشاط التخريبي، فهذا لا يعدّ هدراً، بل واجب وطني في معركتنا الكبرى، وبالأخص على الجبهة الإعلامية.

ستصدر صحيفة (النور) بدءاً من هذا العدد بثماني صفحات فقط، بدلاً من اثنتي عشرة صفحة، بسبب التكلفة المرتفعة لأجور الطباعة وثمن الورق، وضعف الإمكانات المادية، وفقدان موارد الإعلان، وأُجبرنا أيضاً على رفع ثمن العدد من 15 إلى 25 ليرة سورية، آملين من قرائنا وأصدقائنا تفهّم السبب.

وستبقى (النور) كما عهدتموها منبراً للجميع، وصوتاً عالياً للفئات المستضعفة.. لجماهير الشعب السوري الكادحة، للفكر الوطني التقدمي.. اليساري الشيوعي، المعادي للإمبريالية والصهيونية والرجعية.

العدد 1140 - 22/01/2025