بيان استنكار لجريمة قتل الشاب الشهيد عبد الله عيسى

يا شعبنا السوري العظيم..

أيها الشعب الفلسطيني المناضل..

أيتها الشعوب المناضلة من أجل الحرية والعدالة الاجتماعية في كل مكان على هذه الأرض..

لقد هزّ العالم في الأسبوع الفائت مشاهد مصورة لجريمة ذبح الشهيد عبد الله عيسى، بدا فيها عناصر من حركة نور الدين الزنكي الإرهابية، يحضرون لعملية الذبح الإرهابية بكل وحشية وصلف وبرودة أعصاب وانعدام ضمير. إننا إذ نستنكر هذه الجريمة البشعة بأقسى العبارات، نهيب بشعبنا أن يعي ما وراء الجريمة:

لقد أطبق الجيش العربي السوري حصاره على المجموعات المسلحة في أحياء حلب الشرقية، ولم يعد أمام المسلحين إلا الاستسلام، ولم يعد أمام الإرهابيين إلا تخويف المدنيين من التعاون مع جيشهم، وقطع الطريق أمام أي تسوية أو مصالحة مع العناصر غير الإرهابية..

لم يعد أمام الإرهابيين وبرعاية مشغليهم ومموليهم وداعميهم بالسلاح إلا اللجوء للإرهاب الوحشي بإطلاق القذائف العشوائية المجنونة على المواطنين الآمنين في مساكنهم وأحيائهم في مناطق سيطرة الدولة من ناحية، وتخويف المواطنين القاطنين في مناطق سيطرتهم بمثل جريمة الذبح هذه وتصويرها واصفين أنفسهم بأنهم أقسى من داعش..

يا شعبنا العظيم!

لا غرابة في سلوك الإرهابيين المدعومين من سلطات تركيا والسعودية وقطر، وقد خبرناهم خلال سنوات خلت، فما دامت الإمبريالية وراءهم، وما دامت الصهيونية المستفيد الأول في المنطقة، فلا بد من أن يستخدموا وسائلهما نفسها، التي خبرناها في الصراع الطويل معهما.

فليس غريباً ما يفعله الإرهابيون اليوم! فقد فعلته قبلهم العصابات الأوربية في أمريكا فأبادت السكان الأصليين، ونكّلت بالمخطوفين من القارة السوداء، وتفاخروا ببناء دولة الإمبريالية الأقوى على جماجم الهنود الحمر والزنوج..

و قد فعلته بعدهم العصابات الصهيونية في فلسطين وما زالت تنكل بالفلسطينيين أينما وجدوا، لاجئين أو في أراضي السلطة أو غزة أو في أراضي 48. لقد زرعت الإمبريالية في منطقتنا بذرة الصهيونية متجسدة بالكيان الإسرائيلي، وها هي اليوم وخلال السنوات الفائتة قد زرعت بذرة الإرهاب. لكننا على ثقة بأن مخططات الإمبريالية، مهما بلغت في جهنّميتها، ستفشل، ولن تستطيع ليّ عنق السيرورة الموضوعية لتقدم التاريخ. إنها مظاهر الأزمة الرأسمالية تتبدى حروباً وعنفاً وإرهاباً وبربرية في كل مكان، وقد اختارت لها الفوضى شكلاً لإدارتها المناورة والمنافقة.

يا شعبنا السوري والفلسطيني

صبراً على البلوى، فهذا قدرنا المشترك..

و مزيداً من الصمود الأسطوري، فالحقّ لا بد منتصر في النهاية

و وقوفاً خلف جيشنا البطل الصابر، وللمجرمين الخذلان والعار

و تعازينا الحارة لأهل الشهيد عبد الله عيسى، ولكل شعبنا، بكل الشهداء عسكريين ومدنيين، ولن تذهب دماؤهم سدى!

21 / 7 / 2016

اللجنة المنطقية للحزب الشيوعي السوري الموحد بحلب

العدد 1140 - 22/01/2025