على يد من لا يستحق الحياة تزهق الأرواح.. ورسائل الحكومة المتطابقة لن تجدي نفعاً

رسائل الحكومة السورية للأمم المتحدة ورئيس مجلس الأمن خلال خمس سنوات من الحرب، باتت تعادل في عددها قلق بان كي مون من الأحداث التي تجري في سورية والعالم، وتجاريها أيضاً في النتائج التي ما زال المواطن السوري ينتظرها سواء من الرسائل المتطابقة أم من حالات القلق المتتابعة للسيد كي مون مما يجري في سورية، ومع دخول الحرب الإرهابية على سورية عامها السادس، لا الرد على الرسائل وصل ولا قلق بان كي مون أجدى نفعاً.

على يد من لا يستحق الحياة، انتهت حياة طفل بريء لفّقت له تهمة القتال إلى جانب الجيش السوري، على الرغم من أن الصور التي ظهر الطفل خلالها تؤكد أنه مصاب بمرض مزمن ولا يقوى على حمل السلاح الذي يساويه في الطول إذا ما قورنا معاً، ما جرى لعبد الله في مخيم حندرات، شطر العالم إلى أقسام مختلفة بآرائها وتحليلاتها التي جعلت من الجريمة التي ارتكبت بحق هذا الطفل أشبه بلعبة قمار، والرهان فيها جنسيته: فلسطيني أم سوري؟!

مابين استشهاد عبد الله ابن الثانية عشرة من عمره، واستشهاد أكثر من 250 مدنياً في منبج، بصواريخ من يدعون الانسانية والدفاع عن حقوق الإنسانية، ليبرروا تدخلهم في شؤون دول ذات سيادة، بذريعة أنهم يحاربون الإرهاب، الذي بات في عرف العالم أجمع شمّاعة يعلقون عليها تبريراتهم من أجل الوصول إلى أهداف استعمارية لا تخفى على أحد. مرت حادثة نيس الفرنسية لكنها لم تمر مرور الكرام، بل وصلت إلى حد التعظيم للضحايا الفرنسيين، فالعرب الذين لم يتفقوا على شيء واحد منذ نشأتهم، ولا يزالون يمدّون جسور الإرهاب إلى سورية ويشاهدون أطفالها يُذبحون بأيدي أدواتهم الإجرامية على الأرض، لم تصدر منهم إدانة إلا وكانت داعمة لإرهابييها، أما ما جرى في فرنسا فقد وحّد العالم العربي حكاماً وشعوباً في إدانة المجزرة الوحشية، وإعلان تضامنهم الكامل مع الشعب الفرنسي.

طاولة الأمم المتحدة المستديرة وأحجار الدومينو الذين تحركهم أمريكا سياسياً والخليج مادياً، تجاهل جميع المجازر التي تُرتكب في سورية يومياً على يد من لا يستحقون الحياة، ولكن أموال العرب التي لو أُنفقت في فلسطين لحرّرتها، جعلت منهم أولياء وأمراء للمسلمين، والإسلام ليس كما يدّعون، فهم والإسلام خطّان متوزايان لا ولن يلتقيا مهما امتدّا.

سبق عبد الله أطفالٌ سوريون كثر لا ذنب لهم، ومنهم من وصلت به البراءة أن يتوعد الإرهابيين بأنه سيخبر الله بكل شيء فعلوه ويفعلونه، فالجيل القادم في سورية نشأ على مشاهد القتل والدم والسلاح، ولن تنفع بعد اليوم المساعدات الأوربية المزعومة لمعالجة الأطفال السوريين نفسياً وإعادة تأهيلهم للحياة الكريمة بعيداً عن العنف، مثلها مثل المساعدات الإنسانية التي تصل إلينا، وهي باعتقاد من أرسلها تحيي الشعب وتنتشله من الفقر.

العدد 1140 - 22/01/2025