الرئيس الأسد للتلفزيون السويسري: هستيريا الغرب بشأن حلب سببها تقدم الجيش العربي السوري
أكد السيد الرئيس بشار الأسد في مقابلة مع التلفزيون السويسري أن الهستيريا السائدة في الغرب بشأن حلب سببها الوضع السيئ للإرهابيين بعد التقدمات التي حققها الجيش العربي السوري وشعور الدول الغربية وخصوصاً الولايات المتحدة وحلفاءها مثل بريطانيا وفرنسا بأنها تخسر آخر أوراق الإرهاب في سورية، وأن المعقل الرئيسي للإرهاب اليوم هو حلب. وأكد كذلك أن مهمة الدولة السورية طبقاً للدستور والقانون هي حماية الناس والدفاع عن سورية ضد الإرهابيين الذين يقومون بغزوها كعملاء لدول أخرى.
وفيما يلي فقرات من إجابات السيد الرئيس في هذه المقابلة:
طبقاً للقانون الدولي فإننا كرئيس وحكومة وجيش سوري ندافع عن بلادنا ضد الإرهابيين الذين يقومون بغزو سورية كعملاء لدول أخرى، ولذلك وبالعودة إلى تلك العبارة، (مجرم حرب) أعتقد أن أول من ينبغي أن يحاكَم تحت هذا العنوان هم المسؤولون الغربيون، بداية بجورج بوش الذي غزا العراق دون أي تفويض من مجلس الأمن، ثانياً: كاميرون وساركوزي اللذان قاما بغزو ليبيا وتدميرها دون تفويض من مجلس الأمن، ثالثاً: المسؤولون الغربيون الذين يدعمون الإرهابيين طوال السنوات الخمس الماضية في سورية، سواء بمنحهم مظلة سياسية أو دعمهم بشكل مباشر بالأسلحة، أو فرض حصار على الشعب السوري أدى إلى مقتل آلاف المدنيين السوريين.
لدينا بالطبع معارضة حرة، لدينا معارضة حقيقية وأشخاص يعيشون في سورية وينتمون إلى الشعب السوري، هؤلاء ليسوا معارضة تشكلت في دول أخرى مثل فرنسا أو بريطانيا أو السعودية أو تركيا، لدينا هؤلاء ويمكنك أن تذهب وتلتقيهم وأن تتواصل معهم من خلال كاميرتك، يمكنك فعل ذلك بنفسك.
لا يمكن أن تنجح في حربك إذا كنت تقتل المدنيين، وبالتالي أقول لك بصراحة إن هذه الرواية هي رواية كاذبة، بالطبع، فإن كل حرب سيئة، وللأسف في كل حرب ضحايا أبرياء سواء أكانوا أطفالاً أو نساء أو كباراً في السن، أو أي مدني آخر أو أي شخص بريء آخر ليس جزءاً من هذه الحرب قد يدفع ثمن هذه الحرب وهذا أمر مؤسف
مهمتنا طبقاً للدستور وطبقاً للقانون هي أن علينا حماية الناس وأن علينا أن نتخلص من أولئك الإرهابيين في حلب، بهذه الطريقة نستطيع حماية المدنيين، كيف تستطيع حمايتهم بينما لا يزالون تحت سيطرة الإرهابيين، لقد تعرضوا للقتل على أيدي الإرهابيين وكان الإرهابيون يسيطرون عليهم بشكل كامل، هل دورنا أن نقف مكتوفي الأيدي ونراقب؟ هل نستطيع بذلك حماية الشعب السوري؟ علينا أن نهاجم الإرهابيين، هذا بديهي.
نتحدث الآن عن حلب، لأن كل هذه الهستيريا السائدة في الغرب بشأن حلب هي لسبب واحد، ليس لأن حلب محاصرة الآن، فحلب محاصرة من قبل الإرهابيين منذ أربع سنوات ولم نسمع سؤالاً واحداً من قبل الصحفيين الغربيين عما يحدث في حلب طوال تلك المدة، ولم نسمع تصريحاً واحداً من قبل المسؤولين الغربيين حول أطفال حلب، الآن فقط بدؤوا بالتحدث عن حلب لأن الإرهابيين في وضع سيئ، هذا هو السبب الوحيد، لأن الجيش السوري يحقق تقدماً والدول الغربية وخصوصاً الولايات المتحدة وحلفاءها مثل بريطانيا وفرنسا تشعر بأنها تخسر آخر أوراق الإرهاب في سورية وأن المعقل الرئيسي للإرهاب اليوم هو حلب.
كرئيس، فإني أحدد السياسة العامة للدولة، وطبقاً لسياستنا فإن الدعائم الرئيسية لها على مدى الأزمة كانت تقضي بمحاربة الإرهاب، وهي سياسة صحيحة حسب رؤيتي ولن نغيرها، بالطبع، العنصر الثاني لهذه السياسة كان إقامة حوار بين السوريين وأعتقد أن ذلك مصيب، العنصر الثالث الذي تجلت فعاليته خلال العامين الماضيين يتمثل في المصالحات، أعني قيام مصالحات محلية مع المسلحين الذين يحملون أسلحة ضد الشعب أو الحكومة أو الجيش وقد أثبتت هذه المصالحات أنها خطوة جيدة، هذه هي دعامات تلك السياسة ولا تستطيع أن تتحدث عن أخطاء فيها، يمكن أن تتحدث عن أخطاء في تنفيذ هذه السياسة وذلك يمكن أن يتعلق بأفراد.
لكل صراع أوجه متعددة، أحدها الوجه الأمني، كحالنا الآن، والوجه الآخر هو المحور أو الوجه السياسي لهذا الحل، على سبيل المثال، إذا سألتني عن كيفية التعامل مع (القاعدة) و(النصرة) و(داعش)، هل من الممكن إجراء مفاوضات مع هؤلاء؟ لن يقوم هؤلاء بالتفاوض وليسوا مستعدين له، ولن يفعلوه، لديهم إيديولوجيتهم الخاصة الكريهة، وبالتالي لا تستطيع التوصل مع هذا الطرف إلى حل سياسي، عليك أن تحاربهم وأن تتخلص منهم، بينما إذا تحدثت عن الحوار يمكنك إجراء حوار مع كيانين، الأول يتمثل في الكيانات السياسية أي كيانات سياسية سواء كانت مع، أو ضد، أو في الوسط ومع كل مسلح مستعد لتسليم سلاحه من أجل تحقيق الأمن أو الاستقرار في سورية، إننا بالطبع نؤمن بهذا.
روسيا لا تقف إلى جانبي. إنها تقف إلى جانب القانون الدولي، تقف في الجانب المعاكس للإرهابيين، هذا هو موقف روسيا، لأنها تريد أن تضمن سيادة القانون الدولي وليس الأجندة الغربية المتمثلة في الإطاحة بكل حكومة لا تلائمها، يريد الروس أن يضمنوا عدم تفشي الإرهاب في تلك المنطقة، لأنه سيكون لذلك أثر سلبي على روسيا نفسها، كدولة، وعلى أوربا وسائر أنحاء العالم، هذا ما يعنيه وقوف روسيا إلى جانب الحكومة السورية الشرعية والشعب السوري.
ليس لدينا أي قنابل عشوائية، إذا كنا نقتل الناس دون تمييز فإن هذا يعني أننا نخسر الحرب لأن الناس سيكونون ضدنا، لا نستطيع أن نقتل الشعب السوري، سواء أخلاقياً أو من أجل مصلحتنا، لأننا في تلك الحالة سندفع المجتمع السوري باتجاه الإرهابيين وليس العكس.
عليك أن تدافع عن بلادك، وعليك أن تؤمن بأنك تستطيع كسب الحرب في الدفاع عن بلادك، إذا لم يكن لديك مثل ذلك الإيمان فستخسر، كما تعلم، فإن جزءاً من الحرب يتعلق بما تؤمن به، من البديهي أن يكون لديك ذلك الإيمان.