الجيش العربي السوري يقترب من تدمر ويبدأ عملية تطهير ريف دمشق

بعد استعاد استعادة مصنع حيان للغاز: الجيش العربي السوري يقترب من تدمر ويبدأ عملية تطهير ريف دمشق

الأمريكيون يحيون التحالف الدولي المناهض للحلول السلمية

 المحللون العسكريون الدوليون يتوقعون استعادة الجيش السوري لمدينة تدمر خلال فترة قصيرة، بعد أن سيطر على بعض القرى المتاخمة للمدينة، واستعاد معمل حيان للغاز، في الوقت الذي بدأ فيه حملة مركزة لتطهير ريف دمشق من سيطرة الإرهابيين، خاصة في المناطق التي يسيطر عليها الإرهابيون الرافضون للجهود السلمية الدولية، والذين أفشلوا محاولات المصالحة الوطنية، مثل منطقتي القابون وبرزة، كذلك يوجه الجيش السوري ضربات موجعة للإرهابيين في دير الزور، وريف حمص وحماة وإدلب.

وفي الوقت ذاته تتابع الحكومة السورية تعاملها الإيجابي مع جهود التسوية السلمية التي تقودها روسيا وإيران وتركيا، وكان آخر هذه الجهود عقد لقاء أستانا 2 الذي وصفه الدكتور بشار الجعفري رئيس الوفد السوري بأنه خطوة إيجابية، لكنه أظهر فقدان الثقة بتركيا التي تشارك في جهود التسوية، بينما جيشها ومليشياته يعتديان على حرمة الأراضي السورية.

لقد ظهرت مؤشرات في الآونة الأخيرة، وخاصة بعد الجهود الروسية السلمية التي أدت إلى عقد لقاءَي أستانا 1 و،2 وبعد الإعلان عن موعد مؤتمر جنيف، تدل على جملة من العراقيل التي بدأ التحالف الدولي المعادي لسورية بوضعها أمام إنجاح العملية السلمية:

1- إن الأمريكيين، رغم تأييدهم الظاهري لمساعي التسوية السلمية، والتصريحات النارية التي تصدر عن (ترامب) وإدارته ضد الإرهاب، وخطورة تحوّله إلى خطر عالمي، يسعون إلى وضع بصمتهم وبصمات شركائهم على هذه الجهود، تلك البصمات التي أعاقت استمرار الجهود التي بدأت في جنيف.. والتي يأتي في مقدمتها اختيار وفد المعارضة ووضع الشروط المسبقة، وحرمان الشعب السوري من حقوقه في اختيار نظامه السياسي.. ومستقبله، وفي الوقت ذاته الاستمرار في دعم الإرهاب، وتشكيل معارضة مسلحة (معتدلة) دون الالتزام بفصلها عن داعش والنصرة، وكانت آخر هذه المساعي الأمريكية عقد اجتماع عسكري للتحالف الدولي لـ(دعم) سورية، هذا التحالف الذي اتسم سلوكه السياسي.. والعملي بتأييد الإرهابيين، ووضع العراقيل أمام الجهود السلمية، وفاحت في هذا الاجتماع رائحة التدخل العسكري في سورية، بدفع من حكام الخليج.

2- التناغم الجديد بين الإدارة الأمريكية بزعامة ترامب، وتركيا أردوغان، وخاصة بعد تأكيد ترامب تصميمه على إنشاء المناطق الآمنة في سورية وتمويله خليجياً، تحت شعار إنساني يخفي المخطط الرامي إلى تقسيم سورية.

3- الوسيط الدولي ديمستورا لم يستطع التأثير على معارضة (الرياض) وتشكيل وفد موحد للمعارضة، بسبب إصرار هؤلاء المعارضين المدعومين خليجياً وتركيا وأمريكياً على استمرار ادعاءاتهم بـ(تمثيل) الشعب السوري، وفرض شروط مسبقة من شأنها نسف عملية التسوية.

4- الهجوم الذي تعرضت له جهود روسيا السلمية من أجل حل الأزمة السورية في مؤتمر الأمن والتعاون الأوربي في ميونيخ مؤخراً، إذ تراجع الأوربيون عن تخوفاتهم من تشطي الإرهاب إلى بلدانهم، وراحوا يضعون سيناريوهات لحل الأزمة السورية تضع العصي في عجلات أي تسوية سياسية واقعية لهذه الأزمة، ولا تنسجم مع القرارات الدولية بمكافحة الإرهاب والحفاظ على خيارات الشعب السوري.

5- التصعيد الذي تمارسه المجموعات الإرهابية في جميع المناطق السورية ليس دليلاً على رفض العملية السلمية فحسب، بل هو توجيه خارجي أيضاً يهدف إلى استمرار إنهاك سورية وجيشها رغم آفاق التسوية التي لاحت في أستانا.

في الشأن الداخلي، ازدادت معاناة المواطنين السوريين بسبب انعكاس تداعيات الحصار الاقتصادي الجائر الذي فرضته الإمبريالية الأمريكية ودول التحالف المعادي لسورية، وأيضاً بسبب قصور السياسات الحكومية تجاه مفاعيل هذا الحصار، فأسعار المواد الأساسية ترتفع دون رقيب، وعانى المواطن السوري من فقدان المشتقات النفطية، الذي أدى إلى زيادة فترات انقطاع التيار الكهربائي رغم وعود الحكومة بانحسار هذه الأزمة، أمام مجلس الشعب، وفي وسائل الإعلام، في الوقت الذي يسرح فيه ويمرح السماسرة.. ومستغلو الأزمات.. وحزمة من الفاسدين والمرتشين الذين وصلت سطوتهم إلى درجة تسهيل أي منفعة مخالفة للقوانين، وهذا ما جعل المواطنين السوريين يضعون ألف إشارة تعجب عن أسباب عدم ارتقاء الأداء الحكومي إلى مستوى التضحيات التي يقدمها شعبنا وجيشنا في مواجهة الغزو الإرهابي.

إننا ندرك تماماً الصعوبات المعيشية التي سببها الحصار الاقتصادي، وغزو الإرهابيين، لكننا لا نتفهم سلوك الحكومات في إطلاق الوعود التي يسبب عدم تحقيقها صدمة لجميع فئات الشعب السوري.

شعبنا الذي لم يفوض أحداً بتمثيله، مازال متفائلاً بنجاح الجهود السلمية الدولية على أسس يعدها حجر الزاوية في إنهاء الأزمة السورية، ويأتي في طليعتها طرد الإرهابيين من كامل التراب السوري، ووحدة سورية والحفاظ على كيانها في مواجهة دعوات التقسيم، وخروج القوات التركية المعتدية، والحوار الشامل بين السوريين، للتوافق على مستقبل سورية الذي يريده شعبنا مستقبلاً واعداً.. جامعاً.. ديمقراطياً.. علمانياً، يتسع لجميع السوريين.

العدد 1140 - 22/01/2025