قصة لونين.. يموت القبح.. حتماً يموت!

سأحكي لكم هذه المرة عن قصة لونين من ألوان الحياة: الأبيض والأسود.

الأبيض والأسود، هما لونان جميلان في الفن التشكيلي يمكن ملاحظة جمالهما في أكثر من حالة، في لوحة تشكيلية أراد الفنان الذي ابتكرها أن يعكس المفارقة اللونية في الحياة.. في بقايا حريق ترك خلفه رماداً وفحماً، ونبتة لبسها الرماد فأعطاها لون رماد وموت!

يمكن ملاحظة هذين اللونين عندما نقف أمام المرآة بأناقتنا الكاملة: نشد ربطة العنق الجميلة على الطقم الأسود والقميص الأبيض..

هذا يحصل عندما يتولى أحدنا منصباً مهماً، أو بعد أن يتولى مهمة إدارية لاشيء يوحي بأهميته إلا مفارقة اللونين: الأبيض والأسود!

يمكن ملاحظة جمال هذين اللونين عندما تظهر المفارقة بين شدة البياض وشدة السواد في العين، فيتحمس الشعراء للكتابة عن العيون التي في طرفها حور.

يا الله ما أجمل تلك العيون!

الأبيض والأسود في حياتنا اليوم يعنيان الحديث عن الحياة المؤلمة..

إن الحديث عن هذين اللونين يوازي معادلة الخير والشر.. نعم هناك أبيض ناصع في حياتنا، هو الإرادة بالحياة.. هو حب التضحية.. هو الحديث عن أولئك الصامدين الذين يقبضون على انتمائهم وحبهم لله والوطن والإنسان، كما يمسك الواحد منا على جمرة، وهؤلاء هم صورة الغد.

أما السواد الذي يطغى أحياناً على بياض الأمل في حياتنا، فهو الإرهاب والفساد والرشوة والسرقات الموصوفة وغير الموصوفة.. السواد الذي يحاول تلويث بياض القلوب فيعجز.. لذلك يلجأ إلى تلويث الوجدان بالغش والتدليس وإدخال السوق في لعبة الخير والشر إلى الدرجة التي طرحت الصحافة فيه أسئلة كبيرة من نوع: هل أصبحنا مثل دون كيشوت نحارب طواحين الهواء ولا نصل إلى نتيجة مع هذا السواد؟

هل قدرنا أن يحاربنا الإرهاب بكل السبل.. يحارب ضد وطن هو الأجمل.. بينما فئة من البشر تتاجر باللحظة الصعبة وبحياة الناس ولقمة عيشهم..؟

اطمئنوا!

البياض هو الأجمل، والحياة أثبتت أن البقاء للجميل، وأن القبيح لابد ميت.. لابد أنك ستموت أيها القبح في حياة السوريين!

العدد 1140 - 22/01/2025