أي عدوان صهيوني سيلقى الرد المناسب
جرائم الإرهابيين الوحشية تعبر عن عجزهم ويأسهم
السوريون خلف جيشهم الوطني للقضاء على الإرهاب
جميع أشكال ردود الفعل الانتقامية كانت متوقعة، بعد التقدم الذي يحرزه الجيش السوري في ملاحقة الإرهابيين وبعد نجاح مساعي المصالحات والتسويات في جميع مناطق التماس على الأرض السورية.
فبعد تحرير حلب وريفها الشرقي، وبعد عملية طرد الإرهابيين من تدمر، وتقدم الجيش السوري في حصار ريف دمشق الشرقي، وقطع شرايين الإمداد إلى مواقعهم في الغوطة الشرقية، جاءت جرائم الإرهاب ضد الأبرياء في حي الشاغور، والقصر العدلي، والربوة، تعبيراً عن عجزهم ويأسهم في المواجهة مع جيشنا الوطني، ودليلاً جديداً على وحشية الإرهاب الذي مازال يحظى بدعم ومساندة علنية وسرية من قوى دولية تقودها الولايات المتحدة وآل سعود وتركيا الأردوغانية.
لقد جاءت مجازر الإرهابيين ضد المواطنين السوريين الأبرياء لتؤكد أيضاً استحالة نجاح المساعي السلمية دون استنادها إلى قاعدة تطهير الأرض السورية من جميع الإرهابيين، فأي سلام مع مصاصي الدماء وأي سلام مع شركائهم.
في هذا الوقت يتابع ديمستورا تحضيراته لجنيف القادم، مع إقراره بصعوبة المرحلة القادمة، وأهمية تدخل الأطراف الدولية لضمان التقدم في بحث السلال الأربع المتفق عليها، رغم العراقيل التي يضعها ممثلو معارضة (الرياض) والمنظمات المسلحة، والتي ظهرت في طرح شروط مسبقة وتخلفهم عن حضور أستانا 3.
إن الإدانة (الخجولة) لمجازر الإرهابيين ضد المواطنين السوريين، التي صدرت عن بعض الدول الأوربية بشكل مقتضب، ومغلف بطرح مشوّه لطبيعة الحرب الإرهابية التي تتعرض لها سورية، هذه الإدانة لا تساعد أبداً في لجم الإرهاب، ولا تسهم في إنجاح الجهود الدولية لحل الأزمة السورية عبر الحلول السياسية، بل هي، شاء مصدروها أم أبوا، تعدّ تساهلاً.. إن لم نقل تشجيعاً للإرهابيين على التمادي في سفك دم السوريين، وقد لاحظ الوفد البرلماني الأوربي الذي زار سورية مؤخراً تحيز الدول الأوربية وإعلامها المخترق أمريكياً وخليجياً، وتناقضه مع الوقائع التي عاينها الوفد عن كثب أثناء زيارته، وأهمية تضافر الجهود الدولية لمساعدة سورية في القضاء على الإرهاب.
ومنذ بداية الأزمة السورية وغزو الإرهاب، لم يكن الكيان الصهيوني على مقاعد المتفرجين، بل لعب دوراً فاعلاً في تشجيع المنظمات الإرهابية ومساندتها معنوياً ولوجستياً وعسكرياً، وذلك عبر غارات سلاح الجو الصهيوني على المواقع العسكرية السورية التي تتصدى للإرهابيين، وعبر استقباله لجرحاها وعلاجهم في المشافي الإسرائيلية، لكن غارته الأخيرة على مواقع الجيش السوري في البريج قوبلت بردٍّ وعد به جيشنا، ونفذ وعده وقلب مفاهيم كانت راسخة في أذهان قادة الكيان الصهيوني، بأنهم سيسرحون ويمرحون دون عقاب، وجاءت الصواريخ السورية إيذاناً ببدء مرحلة جديدة عنوانها (كل عدوان سيلقى الرد المناسب).
سنوات ستّ والدم السوري يجذب وحوش الإرهاب، سنوات ستّ وشعبنا مازال واقفاً خلف جيشه الوطني رغم معاناته المعيشية والاجتماعية.. سنوات ست ومازال المواطن السوري متفائلاً بقرب الخلاص من الإرهاب، والعمل على بناء مستقبل سورية الذي لن يكون بعد التضحيات الكبيرة التي قدمها، إلا مستقبلاً واعداً وديمقراطياً وعلمانياً، يتسع لجميع السوريين.