مئة عام ونيف على الصراع الفلسطيني.. وخمسة وسبعون عاماً على ذكرى النكبة الفلسطينية الكبرى

رشيد قويدر:

كشفت مصادر من غزة عن الاستياء المصري الشديد من الكيان الإسرائيلي ومحاولاته التصعيد مع الجهاد الإسلامي في فلسطين والقدس والضفة الفلسطينية تحت واجهة (فرّق تسد)، وأنها تضرب (الجهاد الإسلامي) دون غيرها، متجاوزة (لغرفة عمليات) قطاع غزة التي تشمل كامل الفصائل المسلحة للدفاع ولمنع الكيان من إرساء قواعد جديدة للاشتباك، ولعل هذه التسميات مطابقة للمعركة السابقة للمواجهة التي جرت في صيف عام 2022، لإثبات دور (سيف القدس) تحت شعار (إن عدتم عدنا)، فـالمقاومة محتضنة ومدعومة من قاعدتها الجبارة في قطاع غزة والقدس والضفة، الأمر الذي أكده القيادي في حركة حماس منذ أيام قليلة على شاشة فضائية الميادين يوم 15 أيار (مايو). وإضافة إلى الحاضنة الاجتماعية فإن المقاومة تخوض الصراع وهي في أعلى الدرجات والتركيز على استراتيجيتها الشاملة لمواجهة اقتحامات المستوطنين للمسجد الأقصى في القدس، وإن مجرد إجبار الكيان الصهيوني وقيادة جيشه على التفاوض بما يشكل ضرباً لها، حين (لا استراتيجية لها سوى سفك الدم) وتدمير البنايات على رؤوس سكانها من الأطفال والنساء، في محاولة (كيّ وعي) القاعدة المحتضنة للمقاومة، مما دفع البيئة الحاضنة للمقاومة إلى (كيّ وعي) حزام مستوطناته في غلاف غزة، وبطيف يصل إلى بئر السبع وإيلات ومطار اللد، في قوس دائري  (محيط القطاع) بما كشف عن عزلة الكيان من المنازلة بالنيران، وأن الأمر بكلمة واحدة سيتطور في حال محاولة هدم الصخرة المشرفة لبناء الهيكل المزعوم، كما في الرسائل التي وجهها السيد حسن نصرالله، بأنهم لن يسمحوا للكيان بالاستفراد بالجزء الفلسطيني، وأن قوات حزب الله والحزب على تواصل مع المجاهدين في فلسطين، وأن المشهد الميداني يشير إلى عويل ونحيب في مغتصبات الكيان المسماة مستوطنات، بينما أطفال غزة على أسطح المنازل يهتفون ويكبّرون مع كل رشقة صواريخ للمقاومة، وأن التواصل مع المقاومة متواصل مع المجاهدين، إذا ما طلبوا فتح جبهة جديدة، وعن قناعة بأن المقاومة في قطاع غزة والمقاومة في القدس والضفة المعبر عنها في حركة الشباب الفلسطيني في عموم الساحة الفلسطينية – فلسطين التاريخية- التي ينبغي تحريرها من الاقتلاع والأبارتهيد، وأمامنا الشكل الفصائلي الذي تبتدعه مدينة جنين ومخيمها ونابلس ومخيماتها بما فيها التاريخية المعبر عنها بحي الياسمينة أو (دمشق الصغرى).

كما جاءت زيارة الرئيس الإيراني رئيسي إلى دمشق وتصريحاته، واللقاء مع الرئيس بشار الأسد، وتصريحات قائد الحرس الثوري في لواء القدس، وتصريحات الجنرال قاآني، لتؤكد ما ذهبت إليه مراكز الدراسات الأمريكية Luntic Coucil بأن تعزيز العلاقات (الروسية –الإيرانية) إذا ما تواصلت عمليات التهويد، وسفك الدماء والاقتلاع العنصري الكولونيالي، ستؤدي إلى حرب على (مستوى الإقليم)، الهام للعالم أجمع وضرورة استقراره، كافية لتأكيد ما تقدم خاصة مع الموقف السعودي عبر منظمه ولي العهد محمد بن سلمان، من تغيير في زيارة الرئيس الصيني في رؤيته لطريق الحرير ونظرية (رابح- رابح)، لا ينتظر التأجيل، وأن الفأس ستقع في رأس الكيان وقيادته الفاسدة في محاولة الهروب إلى الأمام.

على القيادة الفلسطينية عموماً، وعلى وجه الخصوص الرئيس الفلسطيني محمود عباس (أبو مازن) وعموم قيادة م. ت. ف الإفادة من الحالة الناهضة في العالم وفي الإقليم. ونذكّر هنا بكلمات الرئيس الفلسطيني إن الفلسطيني لم يعد يخسر شيئاً، سوى أغلاله في سبيل تحرره وحرياته، ضد التشدق الإمبريالي للعرب بحقوق الإنسان، وأن لا بايدن ولا حتى ترامب أو غيرهم يستطيعون أن يزوّروا حقائق التاريخ الفلسطيني التاريخية، وأن الاستعمار البريطاني لفلسطين (سلّم اليهود) دولة كاملة المؤسسات. ونذكر بأن الاستعمار البريطاني حين كان يجد طلقة في بيت فلسطيني كان يدمر البيت على رؤوس ساكنيه، والمطلوب العودة إلى وقف الحبس الإداري، والاستيلاء على الأرض الفلسطينية، بما فيها (الملكية الشخصية) لعائلات بحجة أن الاستيلاء أمني خاص بأمن الجيش الصهيوني، وبعد فترة يكون الأرض تغيرت ملامحها.

م. ت. ف ينبغي أن تشمل جميع الأرض الفلسطينية في خريطتها في سورية الطبيعية، وقد بات هذا هو الأساس للنجاح، خاصة أن الشعب الفلسطيني يتقدم على قيادته في الوحدة الوطنية في عموم وجوده في الوطن والشتات والمهاجر، وبات تعداده العام في الضفة والقدس ومخيماتها مع غزة ومخيماتها ينوف عن خمسة عشر مليوناً، وأن تثمر عملية إنهاء الانقسام وفقاً لاتفاق القاهرة 4/5/2011 واتفاقيات فبراير 2013، وهذه هي الأساس الذي يحظى بالإجماع الوطني للمصالحة بدءاً بالإصلاح الديمقراطي وإنجاز استعادة الوحدة وتجنيد كامل الطاقة الفلسطينية.

العدد 1107 - 22/5/2024