بلا عنوان

رمضان إبراهيم:

قال:

تعالي خلّصيني من ضفافك

فأنا لا أجيد العوم!

ما أذكره أنني تدربت على السباحة أعواماً وأعواماً، ولكن يبدو أن أشرعتي مزقتها الرياح وباتت تراقصها كيفما أرادت، في رحلة الموت الأخيرة.

قالت:

سأترك لك كل ضفافي بما حوت، تعال إليّ وابْنِ هنا قصراً من حضور! فأنا كموجة أتردّد على الضفاف بحثاً عن عاشق لا يجيد العوم.

قال:

ها هي ذي مراكبي بين يديك، ومجاذيفي مكسّرة هناك، فهلّا كنت لي مركباً وشراعاً ومجذافاً!

قالت:

سأحملك إلى هناك..

حيث لا صخور ولا أمواج عاتية..

سنمشي معاً على سطح الماء، أسكب لك خمراً، فينمو على شفتيك شعراً وقصة وخيالاً فيطربنا، معاً نراقص الموج، وأعزف لك سيمفونية خالدة من عشق نقيّ.

قال:

وماذا لو فاجأنا الموج!؟

قالت: سأكون لك حورية وقميص نجاة، فنرقص كقمرين حافيين على ظهر الموج، ثم ندخل خلسة إلى حيث تنام الشمس.

أمسكها من يدها، ثم ابتعدا عن الشاطئ حتى اختفيا..

بعد ذلك، ظلت رائحة الجوري تنبعث من المكان كل غروب.

 

العدد 1104 - 24/4/2024