بلا عنوان

رمضان إبراهيم:

بعد انتهاء الغارة على حير عباس بمصياف، ولأنني لست صاحب القرار بإطلاق الصواريخ، قمت برمي رشقات من الحجارة باتجاه الجنوب ردّاً على الغارة.

بعد ان انتهيت سمعت بكاء وعويلاً وصراخاً، فحمدت الله على إصابتي لسكان الكيان بالخوف والهلع وللبعض الآخر بالجروح.

ماهي إلا نصف ساعة حتى جاءني شرطي يبلغني بضرورة مراجعة المخفر فوراً.

قلت له وأنا بكامل نشوتي:

أنا اقوم بواجبي تجاه وطني ولا أحتاج الى مكافآت ولا ينقصني التصوير ولا الإدلاء بتصريحات حول ما جرى. إن هذا هو أقل ما يمكن القيام به رداً على غطرسة المعتدي وتماديه.. كان لا بدّ من أن أرد الصاروخ من حيث أتى.

لكن ولعدم امتلاكي للصواريخ فقد وجدت في الحجارة سلاحاً يمكن استخدامه.

ضحك ساخراً وأمسكني من قميصي وشدّني، ثم قال:

ردّ شو ولك مسطول.. من كلّ عقلك حدا قادر يردّ عليهم!

وقبل أن أدعه يكمل قلت له وأنا أحاول أن أخلص قميصي من يده:

نعم، فقد ولّى زمن الهزائم وجاء زمن الانتصارات، لقد سمعت البكاء والعويل والصراخ والشتائم على من رمى الحجارة!! آه كم اسعدني بكاؤهم وصراخهم.. كان علينا أن ندعهم يبكون منذ عقود وعقود.

وهنا تنهّد الشرطي ثم نخر بسخرية وقال:

رمي حجارة وكيان وبكاء!! ولك أنت عن شو عم تحكي!

قلت وقد ارتسمت أمامي آلاف الصور للشهداء الذين سقطوا دون أن يثأر لهم أحد:

الحمد لله.. منذ عشرات السنين ونحن نجمع السلاح وندرب الجيوش ليقاتل بعضنا البعض الآخر، وها أنذا اليوم أجعل من حجارتي سلاحاً أقوى من كل ما جمعت تلك الجيوش.

الشرطي الذي أنهى مكالمته الخليوية أخرج من جيبه حلقات مربوطة ببعضها، وطلب مني أن يضعها في يدي خلف ظهري، ثم دفعني بقوة باتجاه سيارته ثم قال:

فيه بالمشفى جارك ومرتو وخمسة أطفال كانوا عم يلمّوا سليق لياكلوا، وإجت كل هالحجار فوقهم..

خلّصني.. نيالنا فيك!

العمى بربّك ما أغباك! قال عم يردّ عالاستهداف قال.. والله لنخلي صواتك واصلة لحير عباس.. لااااا، وإذا بدّك لحير بو حبيب كمان!

 

العدد 1104 - 24/4/2024