بلا عنوان

رمضان إبراهيم:

لمساءٍ قادم اليّ

تثقله رائحة الحبق

مرّ على شرفتكم

أيقظها

قبل استيقاظ الأصيص

ها هو ذا يضرب نافذتي

بعشق..

يدحرج على زجاجها

حُبيبات اللهاث

وأنا هنا

حيث لا ظلّ لي

أستلقي على حاضري

كشفق

فاجأه المساء

أعبر تفاصيل أوقاتي

خفقةً خفقة

وأرسم على جدران ذاكرتي

وجوهاً متشابهة

ها هو ذا المساء يحملني

يطير بأحلامي الطرية

يختال ما بين

همسةٍ وهمسة

يطلق شهيق نجومه

حالماً بقبلة ما قبل النوم.

…………..

لا تجلدني أيّها العمر

ففي جلدي آلاف الوخزات

لكنها

لم تستطع أن تكسرني

ها أنا

أحزم ما تبقّى من سنين

أستعدّ لرياح الخريف

كي تخلّصني من درن الحياة

كما تخلّص ورقة منسية

على شجرة أوائل الشتاء

سريعة هي الأيام

كراقصة باليه على الجليد

تمدّ ذراعيها

وتمضي على مرآتها

كنقطة ماء

الحلبة تضمّنا جميعاً

وكلٌّ في مداره

نتسابق إلى نقطة النهاية

وأنا

هنا

في غابة من الأفكار

أصعد إلى قمّتي

وأعلن انسحابي دون عناء.

 

 

العدد 1105 - 01/5/2024