القمر العملاق يبوح بسرّه

بقلم د. أيمن أبو الشعر:

يعاود القمر عادته فيتعملق من جديد غزلاً دون أن يخون الودّ، فقد مرّت حادثة ظهوره عملاقاً في المرة الفائتة دون تحليل لـ(مشاعره) بعد أن عايش سرّاً لم يبح به لأحد، فبات ينخره كالدودة حتى سمي بالقمر الدودي العملاق.

لكنه بالأمس باح لي في الحلم بسرّه وقال: إنني أعشق الأرض لكن الثريا جذبتني بجمالها وبريقها، فاقتربت منها وأنشدتها كشاعر يعشق الجمال بعض الغزل، فأوغلت هي في إطرائي.. غضبت الأرض مني وتنبهتُ إلى أنني بتُّ بعيداً جداً عنها وهي الحبيبة التي لا عيش لي من دونها، فعدت مسرعاً إليها كي أراضيها، وحين وصلت إلى أقرب نقطة منها انتفخت أوداجي من جديد، وأسمعتها أبيات غزل وحنين صادق، فطربت ولانت، أما أنا فغدوت عملاقاً وانتفشت كالطاووس عندما يغازل أنثاه.

أما عن احمرار وجهي، فذلك لأنني شعرت بالخجل لغباء تصرفي، فالثريا مجرد وهم، فهي تبعد عني 430 سنة ضوئية، بينما الأرض قربي تكاد تسمع نبض قلبي! ثم نصحني قائلاص: أرأيت ما يفعل الوهم بصاحبه، فهو يمكن أن يقوده إلى قطيعة لا يتمناها، كما أن الغزل الصادق يفعل فعله الإيجابي الجميل إن أطرب الحبيب، وسيجعله يسامحه إن أخطأ تجاهه! وأضاف: هكذا يحدث لمن يعود بصدق بعد غياب نحو حبيب أو وطن!

(من مجموعة قصصية جديدة تعدّ للنشر العام القادم)

العدد 1104 - 24/4/2024