وحدهم… غابوا عن فرح العيد

كتب المحرر الاقتصادي:

رغم الأوضاع السّياسية والاقتصاديّة والاجتماعيّة غير الطّبيعية الّتي تمر بها بلادنا، فقد كان لعيد الأضحى، في هذا العام، فرحته، وشهدنا عودة تدريجية إلى ما ألفه السّوريون من التّعبير عن فرحهم.

-فالأضاحي نُحرت، واستنفرت محلات الحلويات، وتزيّنت ساحات المدن بألعاب متنوعة، وعبّرت بعض الفئات (الثّرية) عن فرحها بطُرقها، في أماكن مزينة بالنجوم الخمسة.

وحدهم كانوا خارج هذا الطّقس الاحتفاليّ السّنويّ، إنّهم العاملون في الدّولة، الذين وُعِدوا، ووُعِدوا، بتحسينٍ لأوضاعهم المعيشيّة، وزيادةٍ لأجورهم الاسمية، لكن ما حصلوا عليه كان قبضة من ريح!

هل لكم أن تتخيّلوا، أيّها السّادة في حكومتنا، وضع هؤلاء في العيد؟

هل استطاع هؤلاء شراء لوازم العيد المختلفة لأطفالهم، من الأجور التي يتلقّونها؟

هل شارك أولادهم مع أطفال بقية الفئات الاجتماعيّة في أفراحهم؟

صحيح أنًّ الأسواق كانت تعجّ بالسلع، لكن من كانوا ينظرون إلى الواجهات ويتحسّرون فاق عددهم عدد من مدّوا أيديهم إلى جيوبهم، وتحولت محاولة الحصول على هذه السلع لدى كثيرين إلى نزهة بين المحلات المُضاءة والمُزيّنة.

ونسأل الحكومة اليوم: أين التعهدات الواردة في بيان الحكومة، والتي أكدت على تحسين الأوضاع المعيشيّة والاجتماعيّة للمواطنين السوريين؟

إلامَ أدّت جهودكم في وقف ارتفاع أسعار جميع السّلع الأساسيّة للمواطنين؟  هل كان ارتفاع أسعار القطع الأجنبي (صوريّاً) كما تفضلتم، والمواطن يلمس لمس اليد انعكاساته الفورية على أسعار كل شيء؟

لقد تفاقمت معاناة الفئات الفقيرة والمتوسطة، وازدادت الهوة اتساعاً بينهم وبين الفئات المُقتدرة (الثرية)، وبعض الحيتان ومستغلي الأزمات وتجار الحروب، وقد آن أوان إيجاد الحلول.

الفئات الفقيرة والمتوسطة، والعاملون في الدولة لم يُقصّروا في دعم جهود الوطن في مواجهة الغزو الإرهابيّ، ودفعوا الثّمن الأغلى، فلا تُقصِّروا، أيّها السّادة، في تلبية مُتطلبات تحسين أوضاعهم المعيشيُة!

إن تحسين أوضاع هذه الفئات التي باتت تُشكّل الغالبية العظمى من شعبنا، أولوية قصوى لاستمرار الصمود أمام المُخططات التي تُرسم لتقسيم بلادنا، ولمنعها من تحقيق سيادتها، ووحدتها أرضاً وشعباً.

هل من يسمعنا؟!

العدد 1104 - 24/4/2024