لقاءات «أستانا» في 1-2 آب.. هل يُفتح باب الحل السياسي؟

أعلنت الدول الضامنة لصيغة (أستانا)، أن لقاءاتها المقبلة ستجري بتاريخ 1 و2 آب المقبل، بمشاركة لبنان والعراق للمرة الأولى.

تأتي هذه اللقاءات بعد جهود روسية- سورية- أممية، أدت إلى إزالة العقبات أمام بدء عمل اللجنة الدستورية، مما خلق بعض أجواء التفاؤل بجدوى المساعي السلمية، لكن هذا التفاؤل يصطدم دائماً بالوضع الميداني، في إدلب وريف حماة والمنطقة الشرقية، الذي يتسم بالتوتر بسبب التصعيد الأمريكي الغربي، والاحتلال التركي لمدينة عفرين، والدعم الذي تقدمه تركيا أردوغان لإرهابيي النصرة وحلفائهم في إدلب، وعدم تنفيذها لتعهداتها، التي قدّمتها للدول الضامنة لأستانا، بلجم الإرهابيين، تمهيداً لإنجاح مساعي التسوية السياسية، ومحاولتها اليوم بالتنسيق مع الأمريكيين إنشاء مناطق (آمنة) تحت النفوذ التركي في المناطق الحدودية بين البلدين.

كما تأتي لقاءات أستانا وسط أجواء إقليمية متوترة، بسبب التصعيد الأمريكي الغربي في الخليج، الذي يهدف إلى استنزاف ممالك النفط الخليجي، بذريعة الخطر الإيراني المزعوم، والذي كانت آخر مظاهره صفقة الصواريخ الأمريكية الأخيرة بقيمة 5.2 مليارات دولار، وحجز الناقلة الإيرانية في جبل طارق، والناقلة البريطانية في مضيق هرمز.

ونعتقد أن اللقاءات القادمة في أستانا ستكون اختباراً قد يكون أخيراً لنوايا أطراف متداخلة في الأزمة السورية، فهي تعلن تمسكها الشكلي بالجهود السلمية، لكنها في الواقع الفعلي تسعى إلى تصعيد الوضع الميداني، وتساند بقايا الإرهابيين وتضع السيناريوهات لتقسيم سورية، تحت عناوين متعددة.

الصبر السوري الروسي على وجود الإرهابيين في إدلب، والمجازر التي يرتكبونها في المدينة، والمناطق المجاورة، والتهديد الذي تشكله للسيادة السورية، ولوحدة البلاد، التي نصت عليها جميع التفاهمات الدولية والقرارات الأممية، وبضمنها القرار 2254، هذا الصبر ليس بلا حدود، خاصة بعد استعادة الجيش السوري لمعظم الأرض السورية، وتفاؤل المواطنين بقرب انتهاء المآسي التي تسبب بها الغزو الإرهابي لبلادهم.

الأمريكيون وحلفاؤهم يلعبون على عامل الوقت، فعرقلتهم لجهود أستانا وغيرها تهدف إلى إطالة أمد الأزمة السورية، لاستنزاف قدرات الدولة العسكرية والاقتصادية، وهذا ما يدركه السوريون جيداً، وكذلك حلفاؤهم، لذلك فإن لقاءات (أستانا) القادمة مطالبة بوضع النقاط فوق الحروف، والاتفاق على أجندة واضحة تحقق للسوريين سيادة بلادهم ووحدتها أرضاً وشعباً، وتضمن لهم حقوقهم الدستورية في اختيار نظامهم السياسي، وقادتهم، وغدهم الديمقراطي، العلماني، المدني، الذي يجمع مكوناتهم السياسية والاجتماعية والإثنية، وإلا فأيُّ جدوى لهذه اللقاءات؟!

العدد 1104 - 24/4/2024